استطلعت إيلاف آراء أطباء في مصر حول خطورة انجاب المرأة بعد سن الاربعين، واجمعوا على ان حمل الام فى سن متقدمة يزيد احتمالات تعرضها للاجهاض او الاصابة بتسمم الحمل او مرض السكري، بينما تتنوع التاثيرات على الطفل ما بين صحيّة ونفسية، حيث يمكن ان يصاب بتشوهات خلقية ومرض التوّحد.

محمد حميدة من القاهرة :حذر اطباء استطلعت ايلاف اراءهم من خطورة انجاب المرأة بعد سن الاربعين حيث يمثل ذلك خطرًا على صحة الام و الجنين على السواء. واجمع الخبراء على ان حمل الام فى سن متقدم يزيد احتمالات تعرضها للاجهاض او الاصابة بتسمم الحمل او مرض السكرى، بينما تتنوع التاثيرات على الطفل ما بين صحية ونفسية، حيث يمكن ان يصاب بتشوهات خلقية ومرض التوحد .

بيد ان الخبراء اكدوا انه من الممكن التقليل من مخاطر الحمل فى هذا السن من خلال المتابعة الدورية و المنتظمة للام مع الطبيب، واجرائها لفحوصات مختلفة للتأكد من كفاءة اجهزتها الحيوية وتعزيز قدرتها على الانجاب بدون مشاكل، ولتجنب اية مشكلات يمكن ان تحدث للجنين او للطفل بعد ولادته .

وقالت الدكتورة مها جلال استشارية النساء و التوليد في مستشفى تخصصى بالقاهرة ان مرحلة الحمل مهمة جدًا بالنسبة لولادة طفل سليم، مشيرة الى انه كلما كانت فترة الحمل فى سن مبكرة كلما كانت حالتها الصحية افضل، ومشكلات الولادة اقل، وصحة جنينها فى افضل حال . لكن على الجانب الاخر حمل السيدة فى سن متقدمة قد يزيد من فرص اصابتها بمضاعفات وحدوث مخاطر متعلقة بصحتها وصحة جنينها، حيث ان الام فى هذا السن تعانى من تراجع الأداء الوظيفى لأجهزتها الحيوية ما يقلل من قدرتها على التكيف مع الحمل، الامر الذى يعرضها لحدوث مضاعفات مقارنة بالامهات الصغيرات .

وحول هذه المضاعفات التى يمكن ان تتعرض لها الام فى هذا السن، اضافت الدكتورة مها ان الام فى هذا السن تكون اكثر عرضه للاجهاض و الولادة المبكرة ومن الممكن ن تصاب بتسمم الحمل بسبب ارتفاع الضغط او حدوث نزيف اثناء الولادة نتيجة ارتخاء عضلات الرحم او ان تصاب بداء السكرى، هذا بالنسبة للام .

اما الجنين فيكون اكثر عرضه للاصابة بتشوهات خلقية حيث وجدت دراسات علاقة بين حمل الام فى سن متقدم واصابة الجنين بتشوهات خلقية، ما يعرف بمتلازمة داون وينتج ذلك بسبب عدم كفاءة تلقيح البويضة بشكل سليم بسبب تقدم العمر . يضاف الى ذلك تعرضه لتأخر فى النمو الجسماني والعقلي أو تشوهات فى الجمجمة والفم والأطراف والقلب، كما ان ولادة الطفل باكرًا قد يكون بالطبع على حساب سلامة الاجهزة الخيوية لجسم التى لم تكتمل النمو ما يستلزم وضعه تحت عناية فائقة قد تمتد لفترات طويلة .

غير انه من الممكن تجنب حدوث هذه المشكلات بحسب الدكتورة اميرة فوزى اختصاصية امراض النساء و التوليد من خلال لمتابعة المنتظمة مع الطبيب وعمل بعض الفحوصات قبل الحمل واثناءه، مثل تحليل هرمونات الزوجة للتأكد من ام المبيض يقوم بوظيفته، وذلك بفحص هرمون البروجستيرون وهرمونى البرولاكتين ، وبالنسبة للسكر و الضغط فمن الضروري المتابعة الدورية واجراء الفحوصات لمتابعة نسبة السكر و التأكد انه فى مستوياته الطبيعية ونفس الامر للضغط . اما التشوهات الخلقية فمن خلال اجراء بعض فحوصات الدم خلال الاشهر الاولى او عن طريق البزل يمكن اكتشاف هذه الاعراض فى وقت مبكر ومعالجتها .

واكدت الدكتورة ايمان السيد اختصاصية الطب النفسي ان الانجاب بعد سن الاربعين له مزايا ومخاطر، فالام تكون فى هذا السن قد وصلت الى مرحلة متقدمة من النضج والخبرة من ناحية الامومة عن الام صغيرة السن، لكن تقدم عمرها فى الجانب المقابل قد يمنعها من متابعة طفلها بشكل جيد ومجاراة نشاطه واهتماماته فى سنوات عمره الاولى، الامر الذى قد يتسبب فى اثار نفسيه له، مضيفة ان انجاب الام بعد الاربعين يضاعف من فرص اصابة طفلها بالتوحد، مشيرة الى ان دراسات كثيرة اكدت وجود علاقة بين اصابة الطفل بالتوحد وتقدم عمر الام اثناء الانجاب.
وأكدت انه من الممكن ملاحظة اعراض هذا المرض على الطل فى الثلاثين شهرا الاولى عندما يلحظ الوالدان تأخرا في اللغة أو اللعب أو التفاعل الاجتماعي، يقضي وقتًا أقل مع الآخرين، ولا يبدي اهتمامًا بتكوين صداقات مع الآخرين.