طلال سلامة من برن (سويسرا): انها سرطانات نادرة يقع ضحاياها عمال بعض القطاعات الانتاجية وتستهدف واحد كل 100 ألف مقيم بسويسرا. ما يعني حوالي 300 الى 400 اصابة جديدة سنوياً. بين هذه السرطانات، نجد سرطان الجيوب الأنفية الذي يستهدف عمال الصناعات الخشبية والجلدية من جراء ما يستنشقونه يومياً من غبار، صادر عن الخشب والجلد، معروف صحياً بأنه سام ويمهد الطريق أمام الاصابة بسرطان الجيوب الأنفية حتى على بعد 15 الى 20 سنة من العمل في هذه الصناعات! يذكر أن أملاح النيكل، المستعملة في عمليات تصفية المعادن ومركبات الكروم، هي بدورها سامة وتهدد عمال الصناعات النسيجية والكيميائية والزراعية بسرطانات الأنف.

ومن الصعب تشخيص سرطانات الجيوب الأنفية، في الوقت المناسب، بسبب عدم ظهور أعراضه فوراً انما بعد سنوات طويلة. مع ذلك، يفيدنا الأطباء السويسريون أنه يوجد اشارات لها، على العامل أن يأخذها بعين الاعتبار. ويتمثل أهم هذه الاشارات بافرازات للأنف، من جهة واحدة، مخلوطة بالدم، أم انسداد بالأنف(من جهة واحدة كذلك) يعيق التنفس. في هذه الحالة، فان سرطان الجيوب الأنفية يكون في مرحلة متقدمة.

في مطلق الأحوال، على عمال الصناعات الخشبية والجلدية الخضوع دورياً لفحوص متخصصة، غير مؤلمة، ترمي الى تنظير الأنف بواسطة أنظمة اندوسكوبية تعتمد على الألياف الضوئية لرصد أحوال الجيوب الأنفية. في حال حالف الحظ الأطباء في تشخيص هذا السرطان باكراً فان عملية استئصاله من الأنف تجري بواسطة المنظار. وقد تلي هذه العملية عدة جلسات علاجية بالاشعاع. أما ان كان السرطان في مرحلة متقدمة، فان علاجه يتطلب بعد العدوانية الطبية التي تلجأ الى تقنيات جراحية ترميمية قد تهدد نمط حياة المريض.

ان خلايا سرطان الجيوب الأنفية قادرة على الهجرة من الأنف الى أعضاء أخرى بالجسم، كما يحصل تماماً مع أنواع أخرى من السرطانات. كما تلعب دوراً في نمو أوعية دموية جديدة. لذلك، فان وقف تكاثر هذه الخلايا ستكون مهمة جيل جديد من الأدوية، التي تباشر شركة نوفارتيس هندستها واختبارها.