تدابير صحيّة كثيرة تجنب الاطفال مرض الكساح.

د. مزاحم مبارك مال الله: الكساح حالة تحصل لدى الأطفال وتعني عدم تعظّم العظام ناتجة عن نقص عُنصرَي الكالسيوم والفوسفور في التركيبة النسيجية للعظام جراء نقص فايتمين D في الجسم فتؤدي الى خلل في نمو الغضاريف والعظام والحالة غير معدية.
بوادر الكساح تبدأ بالظهور في نهاية السنة الأولى من العمر وتزداد وضوحًا في السنتين منه، أما عدم تعظم العظام الناتجة عن نقص العنصرين لدى الكبار فتسمى الحالة بـلين العظام.

يولد الطفل وهيكله العظمي رخو، يمر خلال الأشهر والسنوات المتقادمة بمرحلة التعظم(التكليس)فيتحول النسيج العظمي خلالها الى نسيج قوي سميك متماسك يكسب العظم شكله وطبيعته الفيزيائية المعروفة، هذا التحول أو هذا التكلس والتعظم ناتج عن تراكم عنصري الكالسيوم والفوسفور بتركيبة كيمياوية معقدة في داخل النسيج العظمي في فترات النمو المتواترة وأن آلية دخول هذين العنصرين الى البناء العظمي لايمكن أن تحصل الاّ بوجود فايتمين D الفعال في الجسم حيث يعمل على أمتصاص عنصري الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء ومن أنابيب الكليتين الدقيقة.

أذن واضح أن الموضوع متعلق بوجود الكميات المطلوبة من عنصري الكالسيوم والفوسفور واللذين يعتمدان في دخولهما الى النسيج العظمي على فايتمين D الفعال ،علماً أن فايتمين D موجود في الجسم ولكن ليس بصورته الفعالة ولا يتحول فايتمين D فعالاً ألاً بالتعرض الى الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس(أي حصول تفاعل بين الفايتمين غير الفعال وبين الأشعة فوق البنفسجية فيتحول الفايتمين الى فعال)،هذا يعني أن الضوابط التالية هي التي تتحكم بالحالة:
أولاًـ وجود الكميات المطلوبة من عنصر الكالسيوم وعنصر الفوسفور، ووجود هذين العنصرين تحدده التغذية السليمة.
ثانياً ـ أن يكون الجهازين الهضمي والبولي في حالة صحية تماماً ليتم أمتصاص العنصرين بشكل سليم.
ثالثاً ـ توفير فايتمين D الفعال في الجسم.

أن نقص أي من الكالسيوم أو الفوسفور أو فايتمين D الفعال يؤدي الى الأصابة بالكساح، وهذا النقص يحصل نتيجة السببين التاليين(عدا الحالات المتعلقة بالجهازين الهضمي أو البولي):
1.سوء التغذية.
2.عدم التعرض الى ضوء الشمس الذي يحتوي على الأشعة فوق البنفسجية.
bull;بخصوص سوء التغذية فهو ما نراه لدى أطفال عوائل تعاني من محدودية تناول الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية بالكالسيوم ومركبات الفوسفات وأهمها السمك والبيض.
bull;أما عدم التعرض للشمس وأهمية الأشعة فوق البنفسجية الموجود في ضوئها أضافة الى قلة معرفة الأبوين في طبيعة ونوعية تغذية طفلهما أو أتباع تقاليد تغذوية غير سليمة فكل ذلك ما نلمسه لدى الناس ذوي الوعي والثقافة الصحية المحدودة أو القليلة.

لذا ننصح بما يلي:
1.على الأم أن تغذي طفلها بالمواد الغنية بالكالسيوم ومركبات الفوسفات وهي الأسماك ،اللحوم ،البيض ،الألبان وأبتداءً من عمر ستة أشهر.
2.تعريض الطفل الى أشعة الشمس ووفق مايلي:
bull;أبتداءً من الشهر الرابع من العمر.
bull;يومياً لفترة 10 ـ 15 دقيقة.
bull;أفضل وقت للأستفادة من الشمس هي فترة 11 ـ 12 ظهراً.
bull;تعريض جسم الطفل بالكامل للشمس وليس وجهه أو جزء واحد فقط.
bull;لاتوجد فائدة من تعريض الطفل لأشعة الشمس من وراء النوافذ كون زجاج النوافذ لا تنفذ منه الأشعة فوق البنفسجية.
أن الحالات التالية هي التي وجد فيها الأطباء الأكثر أحتمالاً للأصابة بالكساح وهي:ـ

حالات خاصة بالأم :
التي لم تتعرض لأشعة الشمس اثناء الحمل .
1.المصابة بداء السكري.
2.فرط الغدة جنب ـ درقية.
3.أنخفاض نسبة الكالسيوم في الدم.
4.أمراض الكلى والكبد المزمنة.
5.التدخين.

حالات خاصة بالطفل:
1.الخدج
2.الولادة بوزن أقل من الطبيعي(2.5 كغم أو أقل)
3.تعرض حديث الولادة الى صعوبات تنفسية.

الأعراض والعلامات :
يعاني الطفل من الأعراض والعلامات التالية ولكن الأبوين هما اللذان يلاحظان ذلك:ـ
1.تأخر التسنين.
2.تأخر الزحف والجلوس والمشي.
3.تلكؤ بالنمو.
4.بكاء مستمر(وهو حقيقة جراء آلام العظام والمفاصل).
5.تقلص العضلات.
6.تقوس في الساقين.
7.اليافوخ يبقى مفتوح(واليافوخ فتحة في جمجمة الطفل تغلق طبيعياً وتدريجياً ويكتمل غلقهاـ تعظمهاـ في نهاية السنة الأولى من العمر)
8.الجبهة عريضة.
9.ظهور عُقد على الأضلاع تشبه سلسلة الخرز(يمكن تلمسها) مع تشوه في عظام القفص الصدري ـ حالات متقدمة.
10.تضخم النهايات المفصلية في الذراعين والساقين.
11.هذا اضافة الى تكرار ألتهابات المسالك التنفسية، مع التعرق والشحوب.
من المفيد ان نؤكد على اهمية تشخيص سبب الكساح وهي مهمة الطبيب طبعاً فهناك :ـ
bull;الكساح المقاوم لفايتمين دي الناتج عن : 1) سوء الأمتصاص في الأمعاء،2)قصور وظائف الكبد ،3) ومشاكل في أنابيب الكليتين.
bull;الكساح الذي تدخل فيه العوامل الوراثية والجينية.