طلال سلامة من برن (سويسرا): تتواصل البحوث والدراسات قدماً في محاولة للعثور على بدائل لأدوية الستاتين التي أشرفت صلاحية براءات الاختراع، الخاصة بها، على الانتهاء تدريجياً. في سياق متصل، يفيدنا الباحثون في معهد كارولينسكا السويدي أن النتائج المتعلقة بدراسة سريرية جديدة، حول دواء يدعى quot;ايبروتيرومquot; (Eprotirome)، واعدة. في الحقيقة، قد يكون هذا الدواء فئة تسويقية جديدة من مضادات الكوليسترول، التي جرى هندستها لتقليد تركيبة هرمونات الغدة الدرقية التي تعمل بالجسم وكأنها أدوية ستاتين.. طبيعية.

يذكر أن أدوية الستاتين تعالج المستويات العالية بالدم للكوليسترول الضار quot;ال دي الquot; (LDL)، المعروف كذلك باسم كوليسترول البروتين الدهني قليل الكثافة. بيد أن استعمالها لا يضمن أحياناً الفاعلية العلاجية الكافية. كما أن جرعات الستاتين العالية، أم الادمان عليها، قد يسبب أعراضاً جانبية مؤذية.

مع ذلك، ما زال الحذر يسود على تعليق آمال الباحثين بالدواء الجديد. اذ ان فترة اختباره امتدت ثلاثة شهور فقط انما أعطت نتائج جيدة. فمستويات الكوليسترول الضار بالدم تراجعت 30 في المئة لدى المتطوعين الذين تعاطوا يومياً دواء ايبروتيروم.

بالطبع، يمكن استعمال دواء ايبروتيروم لدى المرضى الذين لا يتجاوبون مع أدوية الستاتين. كما يمكن استعماله كدواء اضافي لدى أولئك الذين يحصلون على منافع محدودة من الستاتين. هذا وينجح الدواء الجديد في محاكاة وظيفة هرمونات الغدة الدرقية في حفز عملية أيض الكوليسترول. وهو يتفاعل مباشرة مع الكبد.

في الماضي، نجح الباحثون في ابتكار دواء، مماثل للدواء الجديد. بيد أن الاختبارات عليه سرعان ما توقفت بسبب آثاره الجانبية الخطرة كما تمدد شرايين القلب وترقق العظام. علاوة على ذلك، تأمل شركة (KaroBio) التي تمول الدراسات، حول دواء ايبروتيروم، أن يكون الأخير، بعد سلسلة من الاختبارات الآمنة القادمة، ذو مفعول صحي صديق على مرضى الكوليسترول العالي.