أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: في ظل الانتشار المطرد لفيروس فقدان المناعة المكتسبة السيدا تبقى الوقاية والكشف المبكر أنجع وسيلة لمواجهة هذا الداء القاتل.
ووقف فاعلون في المغرب على هذه الحقيقة، بعدما تمكنت جمعية ناشطة في المجال، خلال حملة تحسيسية، من اكتشاف صدفة حالات إصابة بالفيروس، أثناء قيامها بتحليلات للمواطنين.
وقال مولاي أحمد الدريدي، المنسق الوطني للجمعية المغربية لمحاربة السيدا، إن quot;الحملة، بالفعل، مكنت من كشف حالات إصابة بالداءquot;، رافضا في الوقت نفسه الإعلان عن العدد، الذي سجل خلال هذه الحملة.

وأكد مولاي أحمد الدريدي، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;القيام بحملات تحسيسية مستقبلاquot;، مشيرًا إلى أنها quot;ستتخللها برامج وقاية بالنسبة للفئات الأكثر عرضةquot;.
وذكر المنسق الوطني للجمعية المغربية لمحاربة السيدا أن الإحصاءات الرسمية تفيد أن نسبة الإصابة في صفوف الرجال تصل إلى 60 في المائة، في حين حددت بالنسبة للنساء في 40 في المائة، مضيفًا أن عاملات وعمال الجنس الأكثر إصابة بالداء.

وقال مولاي أحمد الدريدي إن quot;الاستراتيجية المستقبلية للجمعية تتمثل في توسيع التحليلات عبر الفرق المتحركة، والتركيز على توسيع فرص المشورة والتحليلquot;، موضحًا أنه quot;ما يمكن قوله أنه في المغرب هناك مخطط استراتيجي وطني متفق عليه بين الدولة والفاعلين في المجالquot;.
وأكد أن هذا المخطط الاستراتيجي يركز بالأساس على العمل مع الفئات الأكثر عرضة للإصابة، مشيرًا إلى أن هناك رعاية من أعلى السلطات في البلاد لعدد من الأنشطة التي نقوم بها.

وبالنسبة للإكراهات التي تواجه الفاعلين في المجال، فلخصها في الوعي، وعدم المعرفة، والتدخلات غير المحسوبة وغير المسؤولة لبعض الجهات، التي تكسر هذه الاستراتيجية.
وقال مولاي أحمد الدريدي إن بعض التيارات الأصولية تزرع معلومات خاطئة في عقول الناس، ما يؤدي إلى عرقلة مسار الوقاية، إلى جانب تحطيم استراتيجيات بنيت على دراية وعلم، مضيفا أن هذه العوامل تعزز انتشار الوباء.

وأكد أن quot;الشعبوية والأصولية لهما دور كبير في تكسير المجهودات، التي يجري القيام بها في هذا المجالquot;.
وحسب المعطيات الرسمية، فإن عدد المصابين بداء السيدا في المغرب بلغ، إلى حدود 31 دجنبر 2008، منذ أن أعلن عن ظهور أول حالة إصابة سنة 1986، 2521 شخصا، أي بزيادة 14 في المائة خلال سنة 2007.

ويقدرعدد الحاملين للفيروس بـ 22 ألفا و 300 مصاب، أي بزيادة بلغت نسبتها 54 في المائة خلال 4 سنوات، سجلت ما بين سنة 2001 و 2007، في الوقت الذي لم تتجاوز نسبة الإصابة 33 في المائة ما بين سنة 1986 و2000.
ويعرف تطور ظهور الحالات الجديدة المصابة في المغرب تزايدا مطردا بشكل سنوي، إذ بلغ عدد المصابين 77 حالة سنة 1994، وارتفع العدد في سنة 1999 إلى 165 حالة، ثم قفز إلى 352 سنة 2007.

وشكلت الإصابة بداء السيدا بسبب تعدد الشركاء الجنسيين في المغرب نسبة مرتفعة، إذ بلغت 87 في المائة، سجلت ما بين سنة 2001 و2007، في مقابل 24 في المائة ما بين سنة 1986 و1990.
وما يزال فيروس السيدا يهدد المغربيات بشكل أكبر، إذ تزداد سنويا نسبة الإصابات به في صفوفهن. فخلال سنة 2007 بلغت نسبة النساء المصابات 39 في المائة، في الوقت الذي كانت نسبة المصابات ما بين سنة 1986 و1992 لا تمثل سوى 24 في المائة.

وتؤكد الإحصاءات أن منطقة سوس ماسة درعة (أكادير) تمثل النسبة الأكبر، إذ سجلت سنة 2007، حسب وزارة الصحة، 137 حالة جديدة، أضيفت إلى 290 حالة تم الإقرار بها سابقا بالمنطقة، منها 61 في المائة من الذكور و39 في المائة من الإناث.
وتحتل أكادير حاليا المرتبة الأولى بالمغرب من حيث عدد ونسبة المصابين بالسيدا ووتيرة انتشاره.