انطلقت قبل ايام قناة تلفزيونية لبنانية جديدة هي قناة بيروت بلس، المميزة بأن شخصياتها كرتونية، وتبث على الانترنت فقط، لكنها تتناول قضايا سياسية واجتماعية للكبار، في قالب ساخر.


بيروت: يعج الفضاء اللبناني بالقنوات التلفزيونية، الكثيرة نسبة لمساحته وعدد سكانه. وحين أعلن عن قرب ابتداء قناة جديدة، قناة بيروت بلس، بثها لتقدم "نخبة البرامج اللبنانية" كما أعلنت، تهافت إليها خريجو الصحافة والاعلام، والمحررون والكتاب، علّهم يجدون مكانًا في هذه القناة الجديدة، من دون أن يدور في خلد أي منهم أنها قناة كرتونية فقط، تبث على الانترنت فقط، رغم كونها قناة تلفزيونية إخبارية متكاملة، بمذيعين ومذيعات، وبرامج وأخبار، وبشريط للأخبار ومقاطع للأخبار العاجلة.

لبنانية متحركة

قناة لبنانية بامتياز، لغة وبرمجة، هي بنت أفكار المدوّنة ومصممة الغرافيكس اللبنانية مايا زنقول وطوني يمين. حاولا تنفيذها منذ أربعة أعوام، لكن المعوقات المالية أوقفتهما عند عتبة الحلم.

تقول زنكول لصحيفة الأخبار اللبنانية إنها وشريكها أرادا أن ينجزا مسلسلًا على الانترنت، "يقوم على الرسوم المتحركة والكوميديا، ويعالج مواضيع مستوحاة من الواقع اللبناني، وبعد تأسيس شركة خاصة بنا تضم فريق عمل كبيرًا، قادرًا على الانخراط في تنفيذ هذه الفكرة، قرّرنا اليوم أن نحوّلها إلى واقع".

الترويج لقناة "بيروت بلَس" بدأ في آب (أغسطس) الماضي، لكن القيامة الفعلية للقناة كانت الأربعاء الماضي، في 3 كانون الأول (ديسمبر) الحالي.

تقول زنقول: "هدف هذا التلفزيون المتوافر عبر موقع إلكتروني خاص به وعلى قناة على يوتيوب هو الترفيه في الدرجة الأولى، خصوصًا أنّنا بتنا لا نتلقى من الإعلام سوى الأخبار السيئة والباعثة على الحزن والكآبة".

لكن ترفيه زنقول يستند إلى حلقات متلفزة، لا يتعدى زمنها الدقيقتين، تتناول مواضيع آنية "قدر الامكان"، وتشمل قريبًا مسلسلات تركية مدبلجة، وإعلانات مصوّرة، ونشرات أخبار.

نجوم افتراضيون

وكما القناة التقليدية، ستخلق قناة بيروت بلس الافتراضية نجومًا، يختلفون طبعًا عن جيش "الاعلاميين" اللبنانيين، الذين يملأون الأثير ببرامج حوارية، تنتهي غالبًا في التفرقة بدل الجمع. من هؤلاء النجوم الافتراضيين المذيعة فانيسا، التي تؤدي صوتها سيرينا شامي، والمذيع فريد، الذي يؤدي صوته فؤاد يمين، والمراسل الدائم روي، الذي يؤدي صوته أدون خوري.

وتنقل الاخبار عن زنقول قولها: "اختيار الرسوم المتحركة لم يكن عبثيًا، لأنّ هذا النوع من الفن قادر على توصيل الرسالة بسهولة، كما يستهدف مختلف الفئات العمرية". وتعد زنقول مشاهدي قناتها ببرامج وأفكار مبتكرة، ليس أقلها استضافة المنجّم ميخائيل كوسا، ضمن برامج خاصة ليلة رأس السنة.

الانتقال وارد

وتنقل صحيفة النهار اللبنانية عن يمّين قوله: "في أوّل مرحلة نريد معرفة ردّ فعل الناس، ونحن أكيدون انهم سيحبون الفكرة، وسيتابعون الحلقات، حينها ممكن أن ننتقل إلى إحدى الاقنية التلفزيونية المهتمّة، أو نقدّم فيلم سينما إذا وجدنا منتجًا مهتمًا".

يضيف: "المحطات والمنتجون يخافون من المخاطرة، لهذا السبب قررنا أن نبدا بأول خطوة، وحينها يكون في يدنا دليل على أن هذا العمل ممكن أن يلقى النجاح المطلوب". يتحمّل يمين وزنقول اليوم أعباء الإنتاج، واعدين أن تقدم قناة بيروت بلس كل أسبوع حلقة من وحي مستجدّات تحصل في البلاد.