بين اعتبارها خطوة متأخرة أو خطيئة كبرى، انقسمت&مواقف الناشطين على مواقع الاتصال الاجتماعي من زيارة البطريرك الماروني، بشارة الراعي،&الأراضي المقدّسة مستقبلًا البابا فرنسيس. فما موقف الكنيسة المارونيّة من هذا السجال؟


بيروت :&ما إن أُعلن عن زيارة بطريرك إنطاكية وسائر المشرق، مار بشارة بطرس الراعي، الأراضي المقدّسة لاستقبال&رأس الكنيسة الكاثوليكيّة البابا فرنسيس، في نهاية شهر أيار/مايو الحالي، حتى حفلت مواقع الاتصال الاجتماعي بالتعليقات المؤيّدة والمندّدة على حدّ سواء، وفي حين اعتبر البعض أنها سابقة خطيرة يُقدم عليها البطريرك الماروني وخطيئة كبرى يرتكبها للسير في تطبيع بين الكنيسة الكاثوليكيّة في المشرق واسرائيل، وجد آخرون أنها مجرّد زيارة دينيّة يقوم بها البطريرك تلبية لواجباته تجاه المسيحيين الموجودين في القدس.

خطوة أم خطيئة؟
في هذا السياق، يقول أحد الناشطين على الفايسبوك :&"هل امتنع الممانعون عن زيارة كل البلدان العربيّة التي أقامت علاقات مع اسرائيل؟ هل امتنعوا عن شراء منتوجات الشركات المملوكة من يهود العالم؟".
ويردّ آخر :&"البطريرك هو رجل دين لبناني وهو رأس الكنيسة المسيحيّة اللبنانيّة، لايحقّ له زيارة فلسطين المحتلة لأن لبنان لا تربطه بها علاقة صداقة بل عداوة، هو لبناني وليس رجلًا عابرًا للقارات. لا تعليل سليم لهذه الزيارة مهما كانت المبرّرات".

وتتوالى التعليقات، فيستذكر&أحدهم مواقف البابا شنودة من اسرائيل ويقول :&"رحم الله بابا شنودة، مع احترامي للبطريرك وما يمثل دينيًا، إن الزيارة هي إساءة للأديان وللدين المسيحي قبل الإسلامي، ومصافحة ليد قتلت وهجّرت". مقابل ذلك يقول ناشط آخر :&"هذه الزيارة كان يجب أن تتمّ منذ زمان بعيد، على كلّ ما يستطيع أن يزور القدس وعدم تركها لليهود، لكي يدركوا أن لنا حقّ فيها وفي الأقصى".&

للتمسّك بالأرض
قال النائب البطريركي المطران سمير مظلوم لـ"إيلاف"&أنّ هذه الزيارة واجب يقوم بها البطريرك في استقبال البابا فرنسيس في زيارته إلى الشرق، وهي تتسم بطابعها الديني وليس السياسي. وفيما يتعلّق ببرنامج الزيارة وتسريب البعض معلومات عن أن الوفد سيزور حائط المبكى وجبل هرتسل حيث يوجد قبر ديفيد بن غوريون ردّ المطران مظلوم قائلًا:&"لم نطّلع بعد على البرنامج، ولم نقل أنّ البطريرك ملزم بزيارة كل الأماكن التي سيقصدها البابا".

وفي ردّ على الإنتقادات التي طالت هذه الزيارة أضاف : "إذا أردنا أن ننظر للأمور من ناحية سياسيّة، ندرك جيّدًا ما قامت به إسرائيل تجاه العرب واللبنانيين، والظلم والمصائب الذين أحلتهم بهم، ولا أحد يستطيع المزايدة على البطريرك والكنيسة لأن إسرائيل عدوة لنا، والبطريرك لن يذهب لمصالحتها.

لا تبعات سياسية للزيارة
ودعا المطران مظلوم التمييز بين الأمور،"فهذه ميزة أي انسان عاقل، البطريرك سيكون في استقبال البابا ضمن واجباته ومسؤولياته في المنطقة. لكن كلّ يقرأ من زاويته، هناك من يحلّل ويشكّك في النوايا،&ونحن نقول إننا نهتمّ للمسيحيين الموجودين في القدس، ونزورهم لمؤازرتهم في التشبث بأرضهم والبقاء فيها برغم كلّ الضغوطات التي يتعرّضون لها".

وتناول المطران مظلوم التبعات السياسيّة لهذه الزيارة، فقال: "لا أعتقد أن زيارة البابا أو البطريرك ستغيّر من وضع القدس، لأن ذلك يحصل على مستوى الدول الكبرى ومجلس الأمن لإعادة حقوق الشعب الفلسطيني، أمّا مطالباتنا ومساعينا تنصبّ في جعل القدس والأماكن المقدّسة مثل بيت لحم والناصرة واحدة مستقلة بإشراف الأمم المتحدة،وأن تكون مفتوحة لكل المؤمنين، ولو أن إسرائيل تسعى لعكس ذلك، إلّا أننا لن نكلّ عن المطالبة والسعي لتحقيق ذلك".

وختم: "لا أرى تبعات سياسيّة لهذه الزيارة، لأنها بكلّ بساطة زيارة دينيّة، والبطريرك اتخذ قراره بناءً على قناعاته وواجباتهن فهو ليس ذاهبًا في نزهة بل يؤدي واجبًا دينيًا ورعويًا ومقدّسًا".