إعداد كارل كوسا من بيروت: فرح بعض اللبنانيين ببدء تحرك شاحنات شركة سوكلين واستئناف عملها في شوارع بيروت ولبنان لإعادة تجميع النفايات وإزالتها من الشوارع، إلا أن ناشطين بيئيين واجتماعيين، وعلى رأسهم حملة #طلعت_ريحتكم حذرت من أنصاف حلول لا تدوم ولا تحل مشكلة من أساسها، داعية إلى حلول جذرية لمشكلة النفايات وعدم الاكتفاء بطمرها وتوزيعها على أماكن عدة في لبنان. وكان لبنان شهد أمس قطع طريق الجنوب الرئيسة عند مفرق الجية برجا بعد احتجاج أهالي وبلدية وفعاليات برجا على نية الدولة تصدير قسم من النفايات إليها. وسرعان ما أطلق هاشتاغ ‫#‏كلنا_برجا‬ ودعا أهالي البلدة إلى تعميمه واستعماله مع كل البوستات التي لها علاقة بموضوع النفايات، وروّج له الفنان سعد رمضان (ابن برجا) على حسابه الخاص على فايسبوك.

للغاية أصدرت حملة #طلعت_ريحتكم بيانًا مساء الأحد تعلن فيه أنها لا تزال تعمل وأنها لم تسدل الستار على نشاطاتها وجاء فيه: "لا للحلول المجتزئة، إلى الشارع دفاعًا عن حقوقنا. لأنهم ينوون تخديرنا بحلول مؤقتة وقاتلة، لأنهم ينوون قتلنا لأجل بضع شركات، تملأ جيوبهم بالمال على حساب& صحتتنا. لا يخدعوكم بإزالة النفايات من الشارع ليراكموها في مياهنا وهوائنا!". ودعت الحملة الشعب اللبناني كافة إلى التظاهر أمام السراي الحكومية خلال انعقاد جلسة مجلس الوزراء نهار الثلاثاء الساعة العاشرة صباحًا.

لم تقف أزمة النفايات عند حدود مخيلة تركيب الصور الكاريكاتورية التي تسخر من الأزمة علها تنجلي وريثما تنقشع، بل اصطاد بعض الشبان المجتهدين غرافيكيًا والكترونيا اصطادوا في مياه "القمامات" خارجين بـ"غلة سمك" عبارة عن لعبة الكترونية تحمل اسم "زبالة للسرايا" وهي مستوحاة من أزمة تراكم النفايات واستفحالها. اللعبة الالكترونية هذه هي "فشة خلق" تتمثل في رمي اكياس الزبالة داخل سلات تتوسط نوافذ السراي الحكومة إحتجاجًا على سياسات الحكومة بهذا الشأن. وعلى اللاعب إدخال أكبر كم من الأكياس في ظرف دقيقة في جميع سلات المهملات لينتزع رقمًا قياسيًا فيها.

اللعبة التي ستتوافر قريبا جدا على متاجر تطبيقات الهواتف الذكية، هي متاحة اليوم على أجهزة الكومبيوتر عبر رابط الكتروني zbalasaraya.com وتسمح برمي اكياس النفايات على السراي الحكومية. وقد لقيت ترحيباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي حتى الآن.

إصدار اللعبة يتزامن مع ازمة النفايات التي يعيشها لبنان بسبب اقفال مطمر الناعمة الذي يستقبل نفايات بيروت وضواحيها، وبعد تقاعس الحكومة عن حل الموضوع وتأجيله. وفي حديث لموقع "النشرة"، شرح محمود رطيل، وهو مصمم غرافيكس اللعبة، انها "تأتي رداً على ما يحصل بموضوع النفايات التي اصبحت تشكل عبئا كبيرا يرزح على صدر اللبنانيين، وقد تم اختيار السراي لانه مقر الحكومة التي فشلت بحل الازمة".

بدوره، لفت حسين حمود مصمم اللعبة في حديث للـ"النشرة" الى ان "اللعبة صممت بشكل بسيط وبلغة برمجية تتيح للاعب تشغيلها من الهاتف او الكمبيوتر على حد سواء"، كاشفا انها "ستكون متاحة كتطبيق على الهواتف الذكية".

واضاف: "انطلقت فكرة تصميم اللعبة من واقع النفايات المتراكمة في كل زاوية في بيروت حيث اصبح الوضع لا يطاق فاتت اللعبة لتصوب على المسؤولين وعلى هذا الواقع في السراي وتماهيا مع اصوات الناس المطالبه برمي هذه النفايات امام منازل المسؤولين".
&