نظرًا إلى شروطه الإسلامية المتشددة والحازمة كالفصل العنصري بين الجنسين وفق أحكام الشرع والمتجسد بمنع إضافة أشخاص من الجنس الآخر ليس في عداد المحارم، لقي موقع "مسلم فايس" للتواصل الاجتماعي انتقادات حذرت من تحويله منبرًا للجماعات الجهادية المتطرفة تبث من خلاله أفكارها وتجند شبانًا.


إعداد كارل كوسا من بيروت: لأن موقع فايسبوك استطاع جذب الملايين حول العالم وأعاد وصل معارف وصداقات وزمالات قديمة كانت باعدتها الأيام والسنون، حاولت شركات كثيرة استنساخ موقع التواصل الاجتماعي هذا، حتى أن جهات إسلامية حرصت بدورها على امتلاك نسختها الخاصة من الموقع الشهير ولكن بنكهتا وهويتها الخاصة، فكان "خلافة بوك" الذي أعلن عن انطلاقته في وقت سابق وتأجل إلى موعد لم يعلن عنه.

أخيرًا انطلق موقع إسلامي آخر يحاكي فايسبوك شكلًا وحتى في الايم هو موقع "مسلم فايس" الذي يتوجه ومن خلال عنوانه إلى معتنقي الديانة الإسلامية والملتزمين منهم خاصة لأنه يدرج قواعد جديدة صارمة لم تعتد مواقع التواصل العالمية على فرضها، كمنع إرسال دعوات صداقة وإضافة أصدقاء من الجنس الآخر، واكتفاء الرجل بأصدقائه الرجال، والنساء والآنسات بنظيراتهن في الجنس، يستثنى من ذلك المحارم الذين يخصص لهم الموقع قائمة خاصة. ويسعى أصحاب المشروع جاهدين إلى بدء إطلاق الموقع للتداول الرسمي بحلول رمضان المقبل.

ألوان الموقع حتى التي طغى عليها اللون الأزرق لم تبتعد كثيرًا عن فايسبوك الأصلي، بل هي مستوحاة منه في محاولة لجذب أكبر كم من الشباب المسلم ونقله من عالم فايسبوك إلى فضاءات "مسلم فايس". الموقع الذي تقع إدارته في بريطانيا وانطلق منها بدأ قبل 3 أشهر فترة تجريببة من خلال ألف مستخدم، ويشير الموقع الجديد أن غايته هي ربط المسلمين ببعض أيًا كانت أماكن إقامتهم حول العالم واكتساب صداقات مسلمة جديد ضمن حدود الجنس الواحد ضمن ضوابط شرعية يمنع تجاوزها يحرص الموقع عبرها على "حماية المسلم والعائلة المسلمة من التعرض سلبًا إلى كل قيم غربية هدامة لا تنتمي إلى حضارة المسلمين وسلوكياتهم".

ابتدع الموقع رجلان مسلمان هما شعيب فدائي وروح الأمين م. شعيب، اللذان كانا يريان سلبيات جمة في مواقع التواصل المنتشرة الأخرى لا تتناسب ومجتمعاتنا الإسلامية كما استنكرا جرائم عدة تحصل بحق فتيات كن يستدرجن عبر مواقع أخرى فيغرر بهن ويخدعن بعلاقة جدية وزواج فينتهي المآل إلى اغتصاب وأحيانًا القتل.

رغم كل ذلك الموقع لا يهدف إلى الانعزالية والتوقع، بحسب فدائي، الذي يؤكد حرص موقعه والقائمين عليه على التواصل مع الديانات الأخرى والحوار معها، وشدد على أن الفكرة انطلقت من الحاجة إلى موقع تواصل إسلامي يقرب الشباب من دينهم خصوصًا مع ما تشهده المواقع الأخرى المماثلة من لفت انتباه الشباب ومشاركتهم فيها، ومع توافر البديل الإسلامي يعتقد أن كثيرين سوف يتجهون إلى ما يتوافق مع قناعاتهم الإيمانية وترك ما يتناقض معها أو وجد لثقافات وأديان أخرى.

خاصية "المحارم" تعد من أهم ما يميز موقع "مسلم فايس"، إذ لن يكون بمقدور رجل غريب التسلل إلى حساب سيدة أو فتاة ويردعها عن الوقوع في المحظور والحرام إسلاميًا، هذه الميزة سيف ذو حدين، إذ حذر منتقدون من أن تستغلها الجماعات الإسلامية الجهادية المتشددة في الإيقاع بشبان يافعين خاصة وتجنيدهم بيسر نظرًا إلى أنهم سيكونون مستقبلًا من أصحاب الحسابات على هذا الموقع لأنه يلائم فكرهم الذي يمنع الاختلاط.

مع ذلك يسعى الموقع إلى جمع رأسين بالحلال عبر خاصية "طلب الزواج" من محرم للفتاة المرغوب الزواج بها، فتجري مناقشات بين العريس المتقدم والمحرم الذي يخص الفتاة أولًا وإذا كانت نتائج الحوار مثمرة وإيجابية ينتقل الرجل إلى المرحلة الثانية عبر حوار مع الفتاة التي يرغب الارتباط بها وذلك عبر غروب مغلق على الموقع".

لإيصال الموقع إلى أكبر كم من المسلمين حول العالم لم يقتصر على اللغة العربية وحدها، بل هو متوافر بلغات عديدة. روح الأمين م. شعيب، الشريك المؤسس الثاني للموقع يؤكد أن "مسلم فايس" يوفر بديلًا آمنًا وشرعيًا للمسلمين يمنعهم من ولوج مواقع أخرى مضطرين لا تناسب تراثهم ومعتقداتهم، "خصوصًا مع ما يروّج في هذه المواقع من مواد وصور وأخبار معادية للإسلام وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا فيها بقوة". كما إن الموقع يعتبر منصة تجارية عبر السماح لأصحاب ورجال الأعمال المسلمين بالتواصل على منبره.

&