فتح تحقيق دولي واسع السبت بعدما حاول شاب نيجيري تفجير عبوة على متن طائرة اميركية كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت شمال الولايات المتحدة الجمعة، ما حمل المطارات الكبرى في العالم على تشديد اجراءاتها الامنية.

عمليات دهم بلندن ردا على الاعتداء الفاشل بديترويت

ديتوريت: افادت عدة وسائل اعلام ان منفذ محاولة الاعتداء هو شاب نيجيري يبلغ من العمر 23 عاما ويدعى عبد الفاروق عبد المطلب. وامتنعت السلطات الاميركية عن اصدار اي تعليق رسمي منذ اعتقال الشاب يوم عيد الميلاد. واكدت جامعة يونيفرسيتي كولدج في لندن صباح السبت انه كان بين طلابها السابقين شاب يدعى عمر فاروق عبد المطلب وقد درس الهندسة الميكانيكية في الجامعة بين ايلول/سبتمبر 2005 وحزيران/يونيو 2008.

وكانت الشرطة البريطانية تجري صباح السبت عمليات تفتيش في مواقع بينها مبنى يعتقد انه اقام فيه في احد الاحياء الراقية في لندن. واعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في بيان ان quot;امن المواطنين ينبغي ان يكون على الدوام همنا الاول. لقد تعاونا في شكل وثيق مع السلطات الاميركية للتحقيق في هذا الحادث منذ حصولهquot;.

وفي لاغوس، اعلنت وزيرة الاعلام النيجيرية دورا اكونييلي في بيان عن فتح تحقيق في الحادث ولا سيما لجهة quot;التحقق من هوية المشتبه به ودوافعهquot;، موكدة على quot;التعاون في شكل تام مع السلطات الاميركية في التحقيقquot;. كما اعلنت الشرطة الهولندية ان المشتبه به استقل الطائرة من لاغوس حاملا تأشيرة دخول اميركية سارية المفعول.

وذكرت مواقع اخبارية نيجيرية انه ابن مصرفي متقاعد حديثا. وقال ركاب الرحلة 253 ان الشاب حاول تفجير مزيج من مسحوق وسائل ما ادى الى بداية حريق في الطائرة اثناء هبوطها في ديترويت. وقام راكب على الاقل بالسيطرة عليه واصيب بحروق بالغة في ساقه. وتم توقيف الشاب النيجيري بعد هبوط الطائرةوهو يخضع منذ ذلك الحين للاستجواب.

وكان على متن طائرة الايرباص 330 التابعة لشركة quot;نورث وست ايرلاينزquot; الاميركية المتفرعة عن شركة دلتا ايرلاينز 278 راكبا، ونقلت وسائل الاعلام عن مصادر ان الرجل كان مدرجا على قائمة لاشخاص قيد المراقبة غير انه لم يكن يعتبر ناشطا خطيرا ولم يكن محظورا صعوده على متن رحلة متوجهة الى الولايات المتحدة.

وافاد عبد المطلب مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي انه على علاقة بتنظيم القاعدة، غير ان مصادر عدة تشير الى ان الاف بي اي يدرس بشكل اولي فرضية ان يكون تصرف بمفرده. ونقلت وسائل اعلام انه كشف للمحققين انه حصل على المتفجرات في اليمن حيث تلقى ايضا تعليماته.

وذكر بعض الخبراء اضافة الى النائب الاميركي بيتر كينغ المطلع على مسائل الارهاب، امكانية ان يكون عبد المطلب تزود بمتفجرات من نوع جديد يصعب رصده ما مكنه من تخطي اجراءات التفتيش والصعود على متن الطائرة.

وقال بيت هوكسترا العضو في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الاميركي لوكالة فرانس برس ان المشتبه به quot;ربما كان على اتصال بالامام الاميركي (انور) العولقيquot; المقيم في اليمن والذي ورد اسمه في قضية اطلاق النار التي اوقعت 13 قتيلا و42 جريحا في قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس جنوب الولايات المتحدة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.

وذكرت معلومات صحافية لم يؤكدها البيت الابيض ان هذا الامام المتطرف كان بين 34 شخصا يشتبه بانهم من اعضاء القاعدة وقتلوا في غارة شنها الجيش اليمني الخميس. وادت محاولة تفجير الطائرة الى تشديد اجراءات الامن على الفور في المطارات ولا سيما الاوروبية منها، ومن ضمنها تفتيش جميع الركاب المتوجهين الى الولايات المتحدة وفرض اجراءات امنية اضافية على الحقائب.

وتم ابلاغ الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يقضي اجازة في هاواي، بالحادث على الفور وامر باتخاذ quot;كل الاجراءات الضروريةquot; لتعزيز تدابير الامن الجوي. واوضحت مصادر ملاحية وامنية ان هذه الاجراءات quot;تشمل جميع الرحلات المتوجهة الى الولايات المتحدة لمدة غير محدودة في جميع انحاء العالمquot;.

وتذكر محاولة الاعتداء هذه بحادثة وقعت في 22 كانون الاول/ديسمبر 2001 حين حاول البريطاني ريتشارد ريد تفجير طائرة تابعة لشركة quot;اميركان ايرلاينزquot; كانت تقوم برحلة بين باريس وميامي بواسطة متفجرات اخفاها في حذائه. ولم ينجح ريد الذي اعلن ارتباطه بتنظيم القاعدة، في اشعال فتيل متفجراته وتمكن طاقم الطائرة من السيطرة عليه.