قال مستشار الأمن القومي العراقي سابقاً رئيس تيار الوسط موفق الربيعي ان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أبلغه في لقاءات سرية وعلنية عدم رغبته في الإستمرار بمنصبه بعد الإنتخابات المقبلة في آذار / مارس المقبل وأشار إلى أن هذا المنصب سيكون من حصة الائتلاف الوطني العراقي.. فيما أصيب محافظ الأنبار الغربية وعدد من مساعديه بجروح خطيرة إثر تفجيرين اليوم أديا إلى مقتل23 شخصاً وإصابة العشرات بجروح مختلفة. ونقل المحافظ إلى بغداد بمروحية أميركية لإجراء عملية جراحية له.

لندن: قال مستشار الأمن القومي العراقي سابقاً رئيس تيار الوسط موفق الربيعي الذي يتزعم تيار الوسط احد مكونات الائتلاف الوطني العراقي quot;الشيعيquot; المنافس الاكبر لقائمة دولة القانون بزعامة المالكي في الانتخابات المنتظرة quot; انه من خلال قرائته للساحه السياسيه والشعبيه فأن المالكي لا يرغب بالتجديد لدورة ثانية بمنصب رئيس الوزراءquot; الذي تولاه في ايار (مايو) عام 2006. واكد الربيعي في بيان صحافي تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم انه quot;سمع من المالكي شخصيا في السر والعلانية وفي عدة مناسباتquot;.. فيما بينهما وبحضور اخرين انه ليس راغبا بالتجديد لدورة ثانية quot;واعتقد ان هذا شيئ سليم اتفق به معه وقد اكبرته لترفعه وعلو شأنهquot;.

وأشار الى ان الديمقراطيات الفتية الخارجة لتوها من انظمة ديكتاتورية تحتاج الى فترة طويلة من اجل بناء ثقافه ديمقراطية تعتاد عليها شعوبها في تبادل السلطة وتغيير الحكام وهذا ماحدث في دول اوربا الشرقية التي خرجت من الانظمة الشمولية الشيوعية وتحولت الى ديمقراطيات فتية حيث يتغير رؤساء الوزراء فيها كل اربعة سنوات الى ان استقر الوضع السياسي والامني فيها لان الشعوب التي اعتادت على انظمة شمولية استبدادية منفردة تميل الى العودة اليها خاصة اذا كانت تمر بظروف امنية صعبة وهناك تجربة اخرى تتمثل بماحدث في جنوب افريقيا بعد نهاية حكم التمييز العنصري للبيض ضد السود ومجيء (مانديلا) وبقائه فترة واحدة حيث رفض تجديد رئاسته لدورة ثانية.

واضاف الربيعي انه لاحظ من خلال تجربته الشخصية في الدولة خلال السنوات الست الماضية التي واكب فيها الحكومات العراقية المتعاقبة منذ سقوط النظام السابق quot; حصول تغيير في سبوكيات عموم المسؤولين عما كانوا عليه عند بدء استلامهم المسؤولية وبعض هذا التغيير واضح للشعب العراقيquot; كما قال من دون توضيح ماهية هذا التغيير.

واكد الربيعي اعتقاده بأن رئيس الوزراء المقبل سيكون مرشحا من الائتلاف الوطني العراقي quot;لأنه سيكون الكتلة الاكبرquot; واوضح ان هذا نابع من ثقته بوعي الشعب العراقي في اختيار الاصلح.
ويشهد العراق في السابع من اذار المقبل انتخابات عامة ستفرز رئاسات ثلاث جديدة للجمهورية والحكومة ومجلس النواب وسيتنافس فيها 127 كيانا سياسيا و14 ائتلافا حزبيا حيث يحق لحوالي 19 مليون عراقي المشاركة فيها وستكون الثالثة التي تشهدها البلاد منذ سقوط نظامها السابق عام 2003.

كما يحق لمليون و900 الف عراقي مغترب المشاركة في الانتخابات التي ستجري في 15 دولة عربية واجنبية هي : سوريا والاردن وبريطانيا والسويد والمانيا والامارات العربية واستراليا ولبنان وإيران والولايات المتحدة والدنمارك وكندا ومصر وهولندا وتركيا ودعت مفوضية الانتخابات عراقيي الخارج الى التفاعل مع مكاتبها في دولهم لآكمال الانتخابات واشارت الى ان حملة اعلامية ستنظمها المفوضية لناخبي الخارج ستنطلق قريباً.

إصابة محافظ الأنبار ومساعدين له بانفجار مفخخة

في غضون ذلك،قتل 23 شخصا الاربعاء في العراق حيث تواصل المجموعات المسلحة هجماتها ضد المؤسسات الحكومية مستهدفة هذه المرة مقر المحافظة وقيادة الشرطة في الانبار التي كانت ابرز معاقلهم قبل ان تتمكن القوى المحلية العشائرية هناك من طردهم بشكل كلي العام 2007. وتاتي هذه الهجمات في وقت توقع فيه كبار المسؤولين استمرار اعمال العنف مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية التي من المتوقع اجراؤها في السابع من اذار/مارس المقبل.

واعلنت مصادر امنية وطبية مقتل 23 شخصا واصابة عشرات اخرين بجروح بينهم محافظ الانبار قاسم محمد عبد، في هجومين انتحاريين اليوم الاربعاء. واوضحت المصادر ان القتلى قضوا بتفجيرين انتحاريين استهدفا تجمعا يضم مؤسسات حكومية مثل مبنى المحافظة ومقر قيادة الشرطة في وسط الرمادي (110 كلم غرب بغداد) قبل الظهر.

وكانت مصادر امنية اعلنت في وقت سابق ان التفجيرين ناجمين عن سيارة مفخخة وعبوة ناسفة. وانفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري عند التاسعة والنصف (06,30 تغ) في حين فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه الساعة العاشرة (07,00 تغ) قرب مبنى المحافظة.

من جهته، قال النقيب في الشرطة احمد محمد الدليمي quot;فور انفجار السيارة وصل المحافظ برفقة معاون قائد شرطة الانبار العقيد عباس محمد الدليمي، ومدير امن المحافظة العقيد محمود الفهداوي، عندها قام انتحاري يرتدي يرتدي ملابس الجيش العراقي، بتفجير نفسهquot;.

واضاف ان quot;العقيد الفهداوي قتل بالتفجير في حين اصيب المحافظ في يده وساقهquot; مشيرا الى ان quot;عناصر الحماية حاولوا منع الانتحاري لكنهم فشلواquot;. كما دمر التفجيران ما لايقل عن عشرين سيارة فضلا عن الحاق اضرار جسيمة بالمباني والمحلات التجارية. يذكر ان هجمات عدة تستهدف الاجهزة الادارية والامنية في الرمادي ومحيطها منذ الصيف الماضي كان اخرها في 11 تشرين الاول/اكتوبر الماضي عندما انفجرت سيارتان مفخختان وفجر انتحاري نفسه امام المستشفى.

وقضى في هذه التفجيرات 19 شخصا واصيب حوالى ثمانين اخرين بجروح. وبدأت موجة العنف بالانحسار في الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار، منذ منتصف ايلول/سبتمبر 2006 عندما نجح تحالف ضم عشائر العرب السنة في طرد عناصر تنظيم القاعدة والمجموعات المتشددة التي تدور في فلكه.

وقد استطاع هذا التحالف فرض الامن والاستقرار بشكل شبه كلي تقريبا بدءا من منتصف العام 2007 في جميع ارجاء المحافظة. وشكلت العشائر quot;مجلس صحوة الانبارquot; بقيادة الشيخ عبد الستار الذي اعلنت القاعدة مسؤوليتها عن مقتله بانفجار بعد اسبوع من استقباله الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في مزرعته في الرمادي في ايلول/سبتبمر 2007.

لكن الاوضاع الامنية في الانبار بدات تتدهور منذ انسحاب القوات الاميركية من المدن والنواحي والقصبات العراقية في 30 حزيران/يونيو الماضي. وقتل حوالى 400 شخص واصيب ما لايقل عن 1500 اخرين بجروح في سلسلسة هجمات انتحارية وسيارات مفخخة استهدفت مؤسسات حكومية في بغداد منذ 19 آب/اغسطس الماضي كان اخرها في الثامن من الشهر الحالي.