كشفت إعترافات عرضتها السلطات العراقية لعناصر عراقية معتقلة تنتمي لشبكات تابعة لتنظيم القاعدة عن تنفيذ إنتحاري مغربي لتفجير مقر الامم المتحدة في بغداد عام 2003 وسوداني لتفجير الجامعة المستنصرية عام 2006 ما أدى إلى مقتل المئات.

لندن: أشارت السلطات العراقية إلى اعتقال عدد من عناصر هذه الشبكات وهرب قياديين اثنين فيها احدهما فلسطيني الى السويد والاخر عراقي الى سوريا محذرة من استمرار قدرة القاعدة على تنفيذ عمليات ارهابية.

وأشار الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا خلال مؤتمر صحافي اليوم الى ان السلطات العراقية استطاعت مؤخرا تفكيك 21 شبكة ارهابية تضم عناصر من تنظيم القاعدة وحزب البعث حيث اتفق الطرفان على تنفيذ عمليات لضرب العملية السياسية في العراق مشيرا الى انه سيتم عرض اعترافاتهم في وقت لاحق.

واضاف ان افراد الشبكة الذين عرضت اعترافاتهم اليوم قاموا بالتخطيط وتفجير مقر الامم المتحدة في بغداد عام 2003 والجامعة المستنصرية في بغداد عام 2006 من خلال شبكة كان يقودها فلسطيني يطلق عليه (ابو عزام) وقد هرب الى السويد وانضم الى تنظيمات القاعدة العالمية. واوضح أن مساعدا له يطلق عليه (ابو ودق) قد تمكن ايضا من الهرب الى سوريا ودعا الحكومتين فيهما الى التعاون مع السلطات العراقية والشرطة الدولية الانتربول لاعتقالهما.

وكان إنتحاري قام بتفجير سيارة مفخخة ظهيرة يوم 19 اب (أغسطس) عام 2003 واستهدف مقر الأمم المتحدة الذي هو فندق القناة في منطقة قناة الجيش شرق بغداد وقتل فيه 22 شخصا و جرح 100 أخرين ومن بينهم عراقيون و أجانب. وتبنى التفجير انذاك تنظيم متطرف تابع لتنظيم القاعدة. وقد استعمل مبنى الفندق كمقر للأمم المتحدة في العراق منذ عام 1991. وقتل في الانفجار مدير بعثة الامم المتحدة سيرجيو دي ميللو ممثل كوفي أنان الامين العام السابق للمنظمة الدولية في العراق آنذاك.

كما استهدف انفجار مفخختين الجامعة المستنصرية شرق بغداد في السادس من كانون الثاني (يناير) عام 2006 ما ادى الى مصرع واصابة 240 طالبا وموظفا. واوضح عطا ان عدد افراد الشبكة التي كان يقودها ابو حمزة المهاجر تضم 18 عنصرا اعتقل منهم 11 وقتل اثنان فيما هرب 3 اخرين يجري البحث عنهم لاعتقالهم وتقديمهم الى القضاء اضافة الى الاثنين الموجودين في سوريا والسويد.

يذكر ان أبو حمزة المهاجر واسمه ( يوسف بطرس الدرديري) هو مصري الاصل ولد في محافظة سوهاج عام 1975 وهو زعيم تنظيم القاعدة في العراق وينتمي إلى عائلة مصرية تسكن السعودية. وقد أعلن الأميركيون فور مقتل ابي مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق سابقا عام 2006 ان ابا حمزة المهاجر هو خليفة الزرقاوي. وقد تم اختياره لاحقاً وزيرا للنفط والدفاع والحرب لـدولة العراق الإسلامية ونائبا أول لابي عمر البغدادي رئيس دولة العراق الإسلامية.

واكد عطا خلال المؤتمر الصحافي أنه على الرغم من عمليات تفكيك هذه الشبكات الارهابية واعتقال عناصرها الا ان القاعدة ما زالت تملك قدرات quot;على تنفيذ عمليات هنا وهناكquot; داعيا الاجهزة الامنية الى المزيد من اليقظة والحذر مطالبا المواطنين بالتعاون مع الاجهزة الامنية لرصد ومراقبة العناصر الارهابية من اجل إفشال مخططاتهم.

وفي اعترافاتهم قال عضو تنظيم القاعدة الرئيس في هذه الشبكة وهو ايمن عبد الكريم مجيد من مواليد عام 1977 ويحمل شهادة الدكتوراه في اللغة العربية انه تأثر بالفكر السلفي قبل سقوط النظام السابق حيث تعرف إلى امام مسجد في بغداد فلسطيني الجنسية اسمه سهيل نجم ويلقب بابو عزام وتوثقت العلاقة معه بعد السقوط عام 2003 ونظم عدة اجتماعات حضرها افراد من تنظيم القاعدة بينهم القيادي ابو حمزة المهاجر حيث تم خلالها التخطيط لتفجير مقر الامم المتحدة في بغداد.

واشار الى انه تم تفخيخ سيارة فجرها انتحاري من المغرب لم يذكر اسمه وأوصلها الى المقر عضو في التنظيم يطلق عليه ابو بكر. واضاف انه بعد ذلك تم تفجير مركز للشرطة في بغداد بواسطة انتحاري سعودي ثم توالت عمليات التفجير بالمفخخات والعبوات الناسفة وقذائف الهاون وكانت بالعشرات بين عامي 2003 و2009.

وكشف ان انتحاريا سودانيا هو من قاد مفخخة فجرت في جامعة المستنصرية في بغداد موضحا انه بعد التفجير قام الانتحاري بتفجير نفسه بحزام ناسف بين حشد الطلبة الذين تجمعوا اثر انفجار المفخخة. اما المتهم الاخر وهو ايهم عبد الكريم من مواليد عام 1964 فقال إنه تعرف إلى عناصر القاعدة عام 2003 واشار الى أنه شارك واخوه مع اخرين في تفجير عدد كبير من المفخخات في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد حيث كان هو يرصد المناطق المرشحة للتفجير.

واشار متهم اخر قدم نفسه على انه عامل بناء من مواليد عام 1979 الى انه انتمى الى القاعدة عام 2004 وساهم بتنفيذ عدة هجومات بالهاونات وتفخيخ سيارات وتفجيرها عن بعد. وقال انه حضر اجتماعات لعناصر في التنظيم مع شيوخ كان بينهم ابو حمزة المهاجر وايمن مجيد.

وكانت السلطات العراقية اعلنت في السابع عشر من الشهر الحالي اعتقال والي الولاة في دولة العراق الإسلامية وثلاثة آخرين أحدهم سعودي الجنسية خلال عملية أمنية في بغداد إضافة الى اعتقال 11 متهماً من جماعة أنصار السنة و3 يشتبه بانتمائهم الى المجموعات الخاصة اضافة الى امرأة مسؤولة عن تجنيد الانتحاريات.

وأعلن اللواء قاسم عطا quot;اعتقال الإرهابي علي حسين علوان العزاوي الملقب بأبي عماد وهو والي ولاة دولة العراق الإسلامية وكان يعمل طياراً في الخطوط الجوية العراقيةquot;. وعرض عطا تسجيلاً مصوراً لاعترافات العزاوي موضحاً انه مسؤول عن تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد.