تاريخ النشر: السبت 16 أكتوبر الساعة 13:43 غرينتش

يبدأ الرئيس السوريّ بشار الأسد زيارة رسمية يوم الأحد إلى الرياض يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في زيارة لن تخلو من تكهنات الساسة والمحللين حول ما يمكن أن يتمخض عنه اللقاء على طاولة المنطقة وتجاذباتها الحساسة في أكثر من مكان.

الرياض: يحاول الرئيس السوري بشار الأسد من خلال مجيئه للرياض مجتمعاً مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز معالجة الأزمة الصامتة-المعلنة بين دمشق والرياض، مروراً بالأزمة مع القاهرة التي يرى مراقبون بأن سببها انجراف دمشق في تحالف مع طهران لبسط السيطرة على العراق ولبنان، كما تأتي الزيارة بعد عدة معطيات شهدتها المنطقة كان من أهمها زيارة الأسد لطهران في الأيام الأولى من شهر أكتوبر الماضي،وكانت تلك الرحلة تهدف فيما يبدو منها طمأنة الزعماء الإيرانيين على قوة التحالف بين البلدين بعد أقل من أسبوع على اجتماع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع نظيرها السوري وليد المعلم في نيويورك.

وتلى تلك الزيارة استقبال الأسد لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، فيما كان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد جنوباً حيث لبنان التي قضى فيها يومين، وألقى خلالها خطابين مختلفين في مكانين مختلفين وبينهما لغط بين فرقاء الداخل اللبناني المهترئ.

زيارة الأسد للرياض تأتي بعد عودة الأمير بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي حيث سيلتقي الرجلان وجهاً لوجه، فيما يتوقع بما يشبه الجزم بأن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيكون حاضراً في الاجتماع.

الزيارة وفق المعطيات السابقة ستحمل الكثير من الملفات لاسيما وإن الأيام الطويلة منذ نهاية مايو الماضي حينما طار الملك عبدالله والأسد على طائرة سعودية من دمشق إلى لبنان، وحتى لقاء الأحد في الرياض، تتطلب وفق مراقبين استيضاحات سعودية وفق ماتعج به المنطقة من إرهاصات ودوران أحداثها.

ويقول جميل الذيابي مسؤول تحرير صحيفة الحياة في الخليج لإيلاف بخصوص هذه الزيارة انهاquot;تأتي في ظل تحركات شهدتها المنطقة كان آخرها زيارة الرئيس الإيراني لبيروت الأسبوع الماضي، وسيبحث الأسد مع العاهل السعودي موضوع المحكمة الدولية في قضية مقتل الحريري وإيقاف 33 عنصر من كتلة المستقبل، كما تأتي الزيارة لمحاولة درء الأخطار والفتنةquot; .

وأضاف الذيابي أنه من المعروف إن هناك زيارات سرية يقوم بها الأمير عبدالعزيز بن عبدالله إلى سوريا في ظل التنسيق السعودي لمحاولة تهدئة الأجواء في لبنان، وعلى الرغم من إتصال الرئيس الإيراني بالعاهل السعودي قبل زيارته للبنان بليلة واحدة فقط والكلام للذيابي سيتطرق اجتماع الملك عبدالله و الأسد لمجمل الأوضاع العربية ومنها ما يحدث في بيروت والعراق تحديداً.

من جهته وصف رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الملك سعود الدكتور صالح الخثلان زيارة الأسد للرياض بالمهمة من حيث التوقيت وذلك بالنظر إلى ما يجري على الساحة اللبنانية من تطورات تستدعي إعادة التأكيد على تفاهم الرياض ودمشق، بالإضافة إلى ما يثار في الأيام الأخيرة من تساؤلات حول الموقف السوري تجاه لبنان أو العراق خاصة بعد زيارة الأسد لإيران، فالرياض بحاجة لاستيضاحات.

وأضاف الخثلان بأن الزيارة تعتبر فرصة للمكاشفة ويجب إستثمارها إلى أقصى حد ممكن ووضع جميع الملفات التي تهم الطرفين على الطاولة وبحثها بكل شفافية ومباشرة، لتتمكن الرياض ودمشق من التحرك المطمئن نحو القضايا المهمة سواء في لبنان أو العراق أو طبيعة العلاقة مع إيران.