القاعدة: المهلة انتهت وكل المسيحيين أصبحوا quot;أهدافًا مشروعةquot;

شككت كتل سياسية في إمكانية نجاح عقد جلسة لمجلس النواب العراقي الاثنين المقبل وتحقيق النصاب القانوني المطلوب لها في ظل تأكيد القائمة العراقية الفائزة في الانتخابات مقاطعتها للجلسة في حين كشف النقاب عن ضغوط اميركية لتولي زعيمها علاوي رئاسة البلاد.. بينما قال الكاردينال مار عمانؤيل دلي ان الاعمال الارهابية لن تنجح في ابعاد المسيحيين عن العراق بينما اكد رئيس الوزراء نوري المالكي بذل قصارى الجهود لتوفير الحماية اللازمة للكنائس وجميع دور العبادة.


أعلنت الكتلة العراقية مقاطعتها لجلسة مجلس النواب الاثنين المقبل والتي دعا الى عقدها رئيس السن فؤاد معصوم بعد تعطل اعمال المجلس لحوالي خمسة اشهر واكد مستشار الكتلة هاني عاشور quot;ان القائمة العراقية لن تشارك في جلسة الاثنين المقبل لعدم وضوح الهدف منها وعدم توافق الكتل السياسية على امر حاسم يستحق الذهاب به الى جلسة البرلمان وهي ستعلن قرارا بشأن ذلك خلال يومين.

واضاف quot;ان جلسة الاثنين لن تكون منتجة اذا ما تم الاصرار على انعقادها تنفيذا لقرار المحكمة الاتحادية ، ويمكن ان يتم تحديد موعد آخر لعدم اكتمال النصاب ويكون قد تم تنفيذ قرار المحكمة بعقدهاquot;. واشار الى ان اكثر من خمسين نائبا لن يحضروا لسفرهم لاداء مراسم الحج فيما سيعقد التحالف الكردستاني اجتماعات خاصة به بشأن محادثات الكتل الأخيرة في اطار مبادرة مسعود بارزاني ستكون متزامنة مع جلسة البرلمان اضافة الى ان المجلس الاعلى الاسلامي لم يحدد خياره بحضور الجلسة حتى الان ومن المحتمل عدم حضوره.

وقال عاشور ان من الطبيعي والقانوني ان يذهب بعض نواب الكتل السياسية لعقد الجلسة ومناقشة بعض القضايا البسيطة فيها ومن ثم يصار الى تأجيلها لعدم اكتمال النصاب القانوني الذي يتيح اتخاذ قرارات مهمة وفق النظام الداخلي للبرلمان وتكون قد انتهت الجلسة المفتوحة حسب قرار المحكمة الاتحادية فيما يتم تحديد موعد جديد لجلسة اخرى ولا يكون ذلك مخالفا للدستور او قرار المحكمة الاتحادية.

واشار في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;ايلافquot; الى ان عدم التوافق السياسي حتى الان على مرشحي الرئاسات الثلاث يجعل جلسة البرلمان غير منتجة quot;ولكن في الوقت ذاته سيدفع الكتل الى السعي للتوافق ، وربما يعيد خارطة التقارب بين الكتل للتوافق بعد ان لم يستطع احد منها ان يذهب الى البرلمان محصنا بالقدرة على تشكيل الحكومةquot;.

وحول التفجيرات التي شهدتها بغداد مؤخرا قالت العراقية quot;ان الحكومة الحالية أصبحت عاجزة بشكل كامل عن حماية أرواح المواطنين وبدل أن تتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية فانها تحاول وبأساليب التسقيط السياسي أن تدفع المسؤولية الى أطراف عديدة أخرى وتعطي تبريرات غير منطقية تستهدف التلاعب بعواطف العراقيين وحرف الأنظار عن الفشل الذريع الذي منيت به خطة فرض القانون والتي بات الاستمرار بها يشكل خطراً بالغاً على مجريات الأوضاع الأمنيةquot;.

وطالبت بإلغاء هذه الخطة وتسليم المسؤولية الأمنية بيد الأجهزة والوزارات الدستورية وليس الأجهزة والمؤسسات التي تشكلت وفق خطة فرض القانون ولم تعد قادرة على ضبط السيطرة على الملف الأمنيquot;. واضافت quot;ان ما يحصل تقوم به جهات تحاول بهذه الوسائل وغيرها فرض الواقع والاسراع بتشكيل الحكومة وفق هوى الذين ضربوا عرض الحائط الاستحقاق الانتخابي والدستوري بإصرارهم على التمسك بالسلطة مهما كان الثمن بعيداً عن مبدأ التداول السلمي للسلطةquot;.

ومن جهته اكد القيادي في الائتلاف الوطني العراقي وفي المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ جلال الدين الصغير ان المجلس الاعلى سيلبي دعوة رئيس السن لحضور جلسة البرلمان يوم الاثنين المقبل مشككا في ان يتم اكتمال النصاب فيها.

وقال في تصريح صحافي ان عددا غير قليل من النواب الان هم خارج العراق بعضهم من ذهب لاداء فريضة الحج والبعض الاخر للسفر الى غير ذلك واعتقد ان رئيس السن يحاول ان يتخلص من الاشكالات القانونية الذي وضع فيها وبعد ذلك يلقي المسؤولية على اعضاء البرلمان. واكد عدم وجود اي توافق سياسي لحد الان وقال quot;ان اي منصب من مناصب الرئاسات الثلاث لحد هذه اللحظة لم يحسم ومن يتحدث عن الحسم يريد ان يوصل الامور الى ما يريدها هو وكرة الثلج لم تتحرك باي اتجاه لحد الان والكل لازال يتريث وينتظرquot;.

وتاتي مقاطعة العراقية للجلسة البرلماية في وقت كشف القيادي البارز في التحالف الكردستاني محمود عثمان عن ضغوط كبيرة وصفها بغير الدبلوماسية من قبل الامريكان لكي يتنازل الاكراد عن منصب رئاسة الجمهورية لصالح القائمة العراقية.

وقال في تصريح نقلته الوكالة الوطنية العراقية اليوم quot;ان الوفود الاميركية التي ارسلت للقاء رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والقيادات الكردية ضغطت بشكل كبير وكانت تتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما ونائبه جوزيف بايدن على الاكراد للتنازل عن منصب رئاسة الجمهوريةquot;. واضافquot;انهم في الوقت الذي يتحدثون فيه عن عدم تدخلهم بالشان العراقي فانهم يضغطون على الاكراد بهذه المطالبquot;. وقال quot;ان مطالبهم لم تنفذ ومازلنا متمسكين بمنصب رئيس الجمهورية ومرشحنا له جلال طالبانيquot;.

وكان زعيم القائمة العراقية اياد علاوي قال امس لصحيفة بريطانية انه قد ينسحب من مباحثات اقتسام السلطة بشأن تشكيل الحكومة القادمة للعراق ويقود المعارضة. واضاف في تصريح لصحيفة الغارديان انه لا يعتقد ان صفقة لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومنافسين اخرين يمكن أن تنجح.

واوضحت الصحيفة الى ان علاوي، الذي فازت قائمته، قائمة العراقية، باكبر عدد من المقاعد البرلمانية في الانتخابات التي جرت قبل نحو ثمانية اشهر، اشار للمرة الاولى الى انه سيقود تكتله نحو جهة المعارضة. وقالت ان علاوي أشار الى اقتراح يقضي باعطائه سلطات تنفيذية مساوية لسلطات رئيس الوزراء بقوله quot;لسنا مستعدين أن نكون شاهد زور للتاريخ بالموافقة على شيء نرى أنه لا يمكن أن ينجح.quot; واضاف quot;لقد ادركتُ ان المعارضة هي موقعنا الحقيقي، ونحن في الايام الاخيرة للوصول على قرار بهذا الشأنquot;.

وامس نفت الرئاسة العراقية ان يكون طالباني قد سحب ترشيحه لرئاسة الجمهورية لصالح علاوي. واشارت الى انه قد تم ترشيح طالباني لرئاسة الجمهورية من قبل ائتلاف الكتل الكردستانية، وأعلن الرئيس بارزاني غير مرة أن الكرد متمسكون بهذا الترشيح باعتباره استحقاقاً قوميا وليس سياسياً quot;ولذا فأن السيد طالباني ليس حراً في التنازل عن قرارات أصدرتها الأطراف الكردستانية مجتمعة وأيدتها غالبية القوى السياسية الأخرى وفي مقدمتها التحالف الوطني الذي يمتلك الكتلة الأكبر في المجلس النيابيquot;.

العراقية تهدد بالانسحاب من العملية السياسية

وفي تصريح اخر للمتحدث باسمها حيدر الملا هددت القائمة العراقية بالانسحاب من العملية السياسية اذا ما حاولت بعض الكتل القفز على التوافق الوطني وسلب استحقاقها الدستوري والانتخابي. وقال الملا ان الانتخابات الاخيرة التي جرت في 7 آذار اثبتت ان الشعب العراقي قد صوت للتغيير عندما اختار الكتلة العراقية، ايماناً منهم باحقية المشروع الوطني ورفضاً للواقع المرير الذي يعانى منه الشعب منذ الاربع سنوات الماضية، وقد سعت العراقية على مدار الاشهر الماضية لأنهاء ازمة تشكيل الحكومة وفق الاستحقاق الانتخابي وبما يحقق حكومة قادرة على القيام بمسؤولياتها وواجباتها بالشكل الذي ينعكس ايجاباً على المواطن العراقي في شتى نواحي الحياة.

واضاف quot;انه جرت محاولات من قبل بعض الاطراف للانقلاب على نتائج الانتخابات بهدف مصادرة ارادة الشعب وترسيخ الواقع الحالي الذي يتسم بالمحاصصة الطائفية السياسية، وعدم الايمان بالمشاركة الحقيقيةquot;.

واوضح ان العراقية تعاملت بايجابية عالية مع مبادرة الرئيس مسعود البرزاني من اجل الوصول الى نهايات محسومة في اقرار برنامج حكومة تتوزع فيه الصلاحيات بين القوائم وتحقق مشاركة حقيقية بين الجميع دعمت مبادرة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز لضرورة ترسيخ وترصين العملية السياسية في العراق من خلال دعمها اقليمياً ودولياً بعد ان حاولت بعض الجهات عزل العراق عن محيطه العربي والاسلامي.

واكد القول في الختام quot;ان خياراتها تتحدد ضمن حكومة شراكة وطنية حقيقية تعتمد على برنامج متفق عليه بين كافة الكتل الفائزة، واذا ما حاولت بعض الكتل القفز على التوافق الوطني محاولة سلب استحقاق العراقية الدستوري والانتخابي فان العراقية تعلنها صراحة ان الانسحاب الكامل من العملية السياسية سيكون ردها على هذه المحاولاتquot;.

الكاردينال دلي: الارهاب لن يبعدنا عن العراق

وقال الكاردينال مار عمانؤيل دلي ان الاعمال الارهابية لن تنجح في ابعاد المسيحيين عن العراق بينما اكد رئيس الوزراء نوري المالكي بذل قصارى الجهود لتوفير الحماية اللازمة للكنائس وجميع دور العبادة. واضاف المالكي خلال اجتماعه مع وفد مسيحي عراقي برئاسة الكاردينال دلي اليوم quot;ان الجريمة الارهابية الشريرة التي استهدفت أخوتنا من ابناء الطائفة المسيحية في كنيسة سيدة النجاة لاتمت الى الاديان السماوية السمحاء بصلة وهي عمل شرير مدان ارتكبه التكفيريون بالتعاون مع حلفائهم من ازلام النظام المقبورالذين يستهدفون جميع ابناء الشعب العراقي من المسلمين والمسيحيين وبقية الطوائف ويعملون على تمزيق الوحدة الوطنية واثارة الفتنة الطائفيةquot;.

وخاطب دلي قائلا quot;اعزيكم واعزي جميع العراقيين وابناء شعبنا من الطائفة المسيحية ونعزي انفسنا بهذا المصاب ونحن نعتز كثيرا بابناء الطائفة المسيحية ونبذل قصارى جهودنا لتوفير الحماية اللازمة للكنائس وجميع دور العبادة ، ليعيشوا في وطنهم بأمان واستقرار ويساهموا في بنائه واعماره والدفاع عنه ومستعدون لتلبية جميع المطالب والاحتياجات التي تخص ابناء الطائفة المسيحية العزيزةquot;.

من جهته قال الكاردينال مار عمانؤيل دلي quot;نحن جزء من الشعب العراقي الاصيل ونعيش مع جميع طوائفه متحابين ومتعاونين فيما بيننا ، وان الاعمال الارهابية لن تنجح في ابعاد المسيحيين عن وطنهم ، ومن واجبنا العمل في وطننا والتمسك به والمساهمة في بنائه واعماره جنبا الى جنب مع بقية ابناء الشعب العراقيquot;.

وضم وفد الطائفة المسيحية كل من المطران متي متوكا رئيس الطائفة السريانية الكاثوليكية في العراق والمطران آفاك رئيس الطائفة الارمنية في العراق والمطران شليمون وردوني المعاون البطريركي للكاردينال والاسقف بيوس قاشا معاون المطران متي.

ويأتي الاجتماع في وقت تواجه الطائفة المسيحية في العراق مخاطر تعرضها الى هجمات جديدة اثر تهديدات اطلقها تنظيم القاعدة ضدهابعد يومين من المذبحة التي ارتكبها في كنسية سيدة النجاة. واعلنت دولة العراق الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن هجوم استهدف مسيحيين في كاتدرائية سيدة النجاة في العاصمة العراقية ليل الاحد التي انتهت بمقتل 45 من المصلين بينهم اثنان من الكهنة.

وقد انخفض عدد المسيحيين في العراق من 800 الف الى 500 الف منذ الحرب الاميركية في العراق عام 2003. وتشكل التفجيرات التي شهدتها بغداد خلال الايام الاربعة الماضية والتي ادت الى مقتل اكثر من مائة عراقي واصابة 500 اخرين ضربة جديدة لجهود البلاد لجذب الاستثمارات الأجنبية والتكنولوجيا من أجل إعادة بناء البلاد التي دمرتها الحروب..