تاريخ النشر 07-11-2010

تمكنت أجهزة الأمن الفلسطينية من اعتقال شخص كان قد إدعى الألوهية وأنشأ صفحة خاصة على موقع التواصل الإجتماعي، فيسبوك، وقد ثارت ضجة كبيرة في العالم الإسلامي حينها، وبقيت شخصيته مجهولة إلى أن تم الكشف عنها اليوم.


أعلنت مصادر أمنية فلسطينية إلقاء القبض على مدعي الألوهية عبر موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، والذي أثار ضجة واسعة حول العالم الإسلامي.
وكانت محافظة قلقيلية والعديد من المدن الفلسطينية عاشت حالة من الدهشة والاستغراب الشديدين إثر الإعلان عن القبض على مدعي الألوهية عبر موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيسبوك في مدينة قلقيلية.

وذكرت مصادر محلية وأمنية أن عملية مراقبة مكثفة قام بها جهاز الاستخبارات العامة بالتعاون مع النيابة العسكرية الفلسطينية لفترة قاربت الشهرين لهذا الشخص قبل أن تلقي القبض عليه متلبسا في أحد المقاهي في مدينة قلقيلية.
وكان محتجون من دول العالم عارضوا توجه هذا الشاب وأنشأوا العديد من الصفحات المضادة لصفحته الإلحادية والتي يدعو من خلالها إلى اعتناق أفكاره وتوجهاته وتمثل ذلك بإجبار موقع الفيسبوك على إغلاق صفحته الأولى قبل عدة أشهر.

وتسبب هذا الشاب بحالة من الجدل لفترة طويلة من خلال أفكاره التي أثار نشرها على الشبكة العنكبوتية غضب الملايين من روادها الذين تصدوا له بإنشاء عدد كبير من المجموعات التي تهاجم أفكاره وتهجّمه على الأديان السماوية وخاصة الإسلام وقيامه بكتابة آيات قرآنية بعد تحريفه لها واعادة نشر رسوم مسيئة للنبي محمد كانت صحف أجنبية قد نشرتها في السابق.

مصادر مطلعة في الأجهزة الأمنية في محافظة قلقيلية أكدت quot;لإيلافquot; اعتقال هذا الشخص، مؤكدة أن عملية تتبع ورصد حدثت خلال الفترة الماضية قبل أن يتم اعتقاله متلبسا داخل أحد المقاهي في مدينة قلقيلية.
وأوضحت ان هذا الشاب يعمل حلاقا وعمره لا يتعدى (25) عاما، لافتة إلى أن عملية الاعتقال تمت بالتعاون مع بين جهازي الاستخبارات والنيابة العسكرية في قلقيلية.

وأشارت المصادر الأمنية إلى أنه تمت متابعة الشاب لأكثر من شهرين، إلى أن تمكنت من اعتقاله quot;متلبساquot; داخل أحد مقاهي الانترنت في قلقيلية، بينما كان يقوم بالعمل على الصفحة التابعة له على موقع التعارف الاجتماعي quot;فيسبوكquot; والتي يدعي من خلالها أنه quot;اللهquot; وأنه غاضب من عباده.

وأكدت المصادر الأمنية أنه جرى تحويل الشاب للقضاء العسكري وللنيابة العسكرية التي أمرت بتمديد فترة اعتقاله لاستكمال التحقيق معه.

الشيخ سعد شرف، المحاضر في كلية الروضة وإمام وخطيب المسجد الحنبلي في مدينة نابلس، أكد في تصريح لايلاف أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على مدعي الألوهية وأنه يخضع للتحقيق بتهمة إنشاء صفحة يدعي فيها الألوهية وأنه غاضب على البشر.

ودعا الشيخ شرف إلى ضرورة قيام هذا الشاب بالتوبة، وقال quot;يجب أن يستتاب وأن يتم إدخال شيوخ وأئمة عليه إلى داخل السجن للوعظ والارشاد وتوجيهه إلى الطريق القويم والسليمquot;.

وأشاد بدور الأجهزة الأمنية في الأراضي الفلسطينية التي قامت برصد ومتابعة هذا الشخص وألقت القبض عليه متلبسا، مثمنا في الوقت ذاته رد فعل المواطنين في فلسطين ودول العالم حيث وقفوا له بالمرصاد وأنشأوا صفحات مضادة أجبرت موقع الفيسبوك على إغلاق صفحته.

ودعا الشيخ شرف مرتادي هذه المواقع الشهيرة إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر وعدم إعطاء أية أهمية للأشخاص المروجين لـquot;الأفكار المنحرفةquot; وعدم الدخول إلى مواقعهم لأن في ذلك ترويجا لها.

وكانت صفحة مدعي الألوهية ( أنا الله ) والتي احتوت على آيات قرآنية محرفة قد أثارت ضجة كبيرة في العالم الاسلامي وموجة عارمة من الاحتجاج الالكتروني حيث نجح المستنكرون في إجبار إدارة الفيسبوك على إغلاق الصفحة في شهر مارس الماضي إلا أن ذلك لم يمنعه من إنشاء صفحتين جديدتين تحت عنوان ( الله حي لم يمت ) و( مؤمنون بالله الجديد) لتبدأ حملات الاستنكار الالكترونية والتي اجتذبت أكثر من 20 مليون مشترك في غضون ساعات.

وكانت الأنباء قد تضاربت حول جنسية صاحب الصفحة وتم توجيه أصابع الاتهام إلى اكثر من موقع في العالم الإسلامي والغربي. وثبت في النهاية انه فلسطيني من مدينة قلقيلية وقد ألقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية القبض عليه وهو متلبس حيث كان يقوم بكتابة موضوعات على صفحتيه على الفيسبوك.

وقد شكل اعتقال الشاب وهو من عائلة مسلمة من مدينة قلقيلية المعروفة بمحافظة أهلها صدمة للفلسطينيين عموما والذين عبروا عن غضبهم لقيام هذا الشاب بكل هذه الضجة، غير مستبعدين أن يكون وراءه جهات خارجية عملت على دفعه للقيام بهذا العمل ربما لتبرير ما جرى في بعض الدول من مساس بالدين الإسلامي والنبي محمد.
أفراد من عائلته في تصريحات صحافية للعديد من الوكالات والمحليات، عبروا عن استغرابهم لما قام به، مؤكدين أنه شخص عادي ويعمل حلاقا ولم يتوقعوا ما بدر منه، معربين عن استنكارهم لأعماله ومؤيدين أن يخضع للمحاكمة والعقاب جزاء لتطاوله على الله والأديان.