بعد نحو عامين من قرار تعيينه وليا للعهد في الأردن، مال خلالها الى البقاء في دائرة الظل، مفضلا تكوين الصورة الإنطباعية بعيدا عن الأضواء، فقد ظهر الأمير الأردني الشاب مؤخرا بكثافة في المشهد الأردني جالساًإلى جانب والده الملك عبد الله الثاني.

بدأ ولي العهد الأردني الشاب الأمير حسين بن عبدالله تناول حصته من المشهد الرسمي الأردني، في أولى إطلالاته المكثفة الى جوار والده عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، إذ ظهر للمرة الأولى مقتفيا أثر والده في مناسبة داخلية رسمية تمثلت في استقبال والده الملك آلاف المهنئين بمناسبة عيد الأضحى المبارك، الذي صادف الثلاثاء في معظم الأقطار الإسلامية، إذ صافح الأمير حسين الى جانب والده آلاف الشخصيات السياسية والأمنية والعسكرية، وأطياف المجتمع المدني الأردني، في أول مناسبة يلتقي فيها الأمير الشاب هذا العدد من الساسة، وجلهم خدموا سابقا على مدى العقدين الماضيين في مواقع عامة مرموقة، علما بأن المناسبات التي ظهر خلالها ولي العهد الأردني منذ تعيينه بهذا الموقع مطلع تموز/ يوليو 2009 كانت قليلة جدا.

ومذاك التعيين الذي حسم موقع ولاية العهد الشاغرة منذ أواخر العام 2004، فإن الأمير حسين بن عبدالله قد مال الى الظل، والإندماج في مرحلة تكوين الصورة الإنطباعية عن المشهد السياسي الأردني، بعد أن فاجأه والده الملك بعد أيام من إتمامه سن الخامسة عشرة بهذا القرار، وسط إنطباعات في الداخل الأردني بأن سن الخامسة عشرة في تقاليد الأسرة الملكية الهاشمية الأردنية هو سن النضج، وسن مغادرة التعليم الأساسي والإعدادي، وإستباقا لمرحلة تعليمية أهم، ينتظر للأمير الشاب أن يتمها في الخارج الى جانب تحصين علومه الحياتية بعلوم عسكرية في أرقى المعاهد العسكرية المتخصصة، ليعين لاحقا ضابطا في القوات المسلحة الأردنية.

وواجه الأمير الشاب الذي يتم الصيف المقبل، عامه السابع عشر أضواء الكاميرات وهو الى جانب والده الملك في حفل الإستقبال بابتسامة، وبتجاذب لأطراف الحديث مع بعض الشخصيات الأردنية التي صافحها، ولوحظ وهو يكلم قيادات عسكرية خليجية تنتمي الى العوائل الحاكمة في الدول الخلجية، وفدت لتهنئة الملك وولي عهده، كونها تقيم في الأردن، لغرض الدورات العسكرية في عمان، وهي دورات تقيمها المؤسسة العكسرية الأردنية بصفة متكررة، لتوفير التدريب العسكري بسوية عالية على غرار المعاهد العسكرية العالمية.

وحتى اللحظة فإن الأمير الأردني يتلقى دراسته في العاصمة الأردنية عمان، ويستعد لمواصلتها في الأشهر القليلة المقبلة، في إحدى الجامعات العالمية العريقة، أسوة بجده الملك الراحل حسين بن طلال الذي توفي عام 1999، ووالده الملك عبدالله الثاني الذي تولى الحكم في العام ذاته، إضافة الى كبار أفراد الأسرة الأردنية المالكة، إذ عرف عن الأمير الشاب شغفه وولعه بعلوم التكنولوجيا، وأنه شوهد مرارا يقرأ مجلات علمية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات، كما أنه لا يخفي عشقه لرياضة كرة القدم، فهو دائم التشجيع للمنتخب القومي الأردني، وظهر في مناسبات عديدة مرتديا قميص المنتخب الأردني، وشوهد مرارا يأتي الى الملاعب الرياضية دون جلبة ليشاهد من على المنصة الرئيسة بعض المباريات.

وبمغادرته دائرة الظل في الأيام الأخيرة، فإن الأمير حسين ستوكل إليه مهمات رسمية وأخرى تشريفية ينوب بها عن والده الملك، فقد سافر بمعيته مؤخرا الى مصر وسلطنة عمان، ولوحظ بأن السلطان قابوس بن سعيد قد رحب به ترحيبا شديدا في الإستقبال الرسمي على أرض المطار، قبل أن تنقل الصور الملتقطة للقاء الملك الأردني وسلطان عمان الحفاوة السلطانية نفسها بالأمير حسين، الذي حضر اللقاءات الرسمية بين والده والسلطان قابوس.

ووفقا للدستور الأردني فإن مواد الأخير لا ترتب أي صلاحيات لشاغل منصب ولاية العهد، لكن شاغل هذا المنصب في العقود الأخيرة، لوحظ أنه ينوب عن الملك في شؤون كثيرة، ويمثله في لقاءات وقمم خارجية تستدعي مشاغل الملك ألا يحضرها، فيما لم ينب الأمير الشاب حتى الآن عن والده في منصب نائب الملك، كون ولي العهد لم يبلغ السن الدستورية التي تتيح له هذه النيابة، والمحددة ببلوغه سن الثامنة عشرة، التي يبلغها في الثامن والعشرين من شهر حزيران/ يونيو 2012.

وينص الدستور الأردني في المادة (28) منه بأن من يتولى العرش يجب أن يكون قد أتم الثامنة عشرة من عمره، وأن يكون قد ولد لأبوين مسلمين، وأن يكون أكبر أبناء الملك الراحل سنا، طبقا لكون الأردن ذات نظام ملكي نيابي وراثي، علما بأن من يرتقي العرش ولم يتم بعد السن الدستورية، فسوف يمارس ملكه من خلال مجلس وصاية الى حين بلوغه السن المحددة في الدستور الأردني.