تجاوزت سارة بايلن في كتابها الجديد quot;أميركا على ظهر قلبquot; الخطوط الحمراء المتبعة في الحياة السياسية الأميركية، وشنت هجوما لاذعا ضد الرئيس باراك أوباما على أسس شخصية. ورغم ان بايلن لم تشر صراحة في الكتاب الى ترشحها لانتخابات 2012 الرئاسية، اعتبر المراقبون ان الكتاب، الذي نشر اخيرا، يشكل رسالة للناخبين إعتاد المرشحون للرئاسة أن يصدروها قبل وقت من الانتخابات.


في كتاب quot;أميركا على ظهر قلبquot; تناولت مرشحة الحزب الجمهوري السابقة لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الأخيرة، سارة بايلن موضوع العرق وراعي الابرشية الاسبق للرئيس الاميركي باراك أوباما إضافة إلى موضوع الليبراليين في كونهم غير وطنيين.

وقد دعّم الكتاب الجديد الشائعات القائلة إن بايلن سترشح نفسها للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري عام 2012. ورأت الغارديان أن كتاب سارة بايلن الجديد الذي صدر اخيرا هو تمرين تحضيري للوقوف في وجه باراك أوباما للوصول إلى البيت الأبيض عام 2012 حيث وجهت نقدا لاذعا لسياساته ولحياته الشخصية.

وفي الكتاب تناولت بايلن جوانب لم يتطرق إليها حتى المرشح الجمهوري جون ماكين عام 2008 إذ كان يعتبرها الأخير مواضيع تتجاوز الخطوط الحمراء المتبعة في الحياة السياسية الأميركية، ومنها موضوع العرق ورئيس ابرشية اوباما السابق القس جيريميا رايت.

ففي فقرة طويلة تساءلت إن كان أوباما فخورا بأميركا. وكتبت ضمن هذا السياق: quot;أظن أن الأميركيين العاديين تعبوا من جولات أوباما الاعتذارية في بلدان العالم الأخرى ومن سماع كم ان أميركا ضعيفة على لسان أساتذة وصحافيين يساريينquot;.

وأضافت بايلن في كتابها قائلة إن خطابات أوباما على المسرح العالمي ظلت تشير إلى ان أميركا quot;بشكل ما هي أسوأ من البلدان الأخرى، وإنها منافقة، وهي وراء مسؤولياتها ودائما بحاجة إلى التصحيحquot;.

وكتبت بايلن أن أميركا quot;تتشوق إلى رؤساء لا يشعرون بالحرج من أميركا سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين وأنهم يرون النواقص فيها لكنهم في الوقت نفسه يرون عظمتها: قادة فخورون في كونهم أميركيين وفخورين كل يوم. لا حين يفوز الشخص الذي اختاروه فقطquot;.

وهذا المقطع في كتاب بايلن هو إشارة إلى خطاب ألقته ميشيل أوباما في شباط- فبراير 2008 وقالت فيه إنها للمرة الاولى في سنوات رشدها تشعر بالفخر بأميركا، ردا على فوز زوجها على هيلاري كلينتون في التسمية الديمقراطية للمرشح لانتخابات الرئاسية.

وكان كتاب بايلن الأول قد نشر قبل عام ويحمل عنوان quot;التحول مارقاquot; وهو سيرة ذاتية. أما هذا الكتاب فهو بيان سياسي تطرح فيه فلسفتها.

وعلى الرغم من أن بايلن قالت إنها لم تقرر بعد إن كانت سترشح نفسها للانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن كتابها يعد رسالة اعتاد المرشحون للرئاسة أن يصدروها قبل وقت من الانتخابات.

وفي كتابها صورت بايلن قانون أوباما لإصلاح العناية الصحية الذي حصل على مصادقة الكونغرس بداية هذه السنة بأن عبوره كان ضد الرأي العام الشعبي ووعدت بإلغائه.

وأضافت في أسلوب يبدو كأنه خطاب في حملة انتخابية اكثر منه ضمن كتاب: quot;نحن لن نغرق أميركا أكثر في الديون التي تسببت بسيطرة الحكومة على سدس آخر من اقتصادنا، وتفويضها بالمصادقة على تغطية العناية الصحية من دون خوض صراع. نحن لن نتخلى عن الحلم الأميركي من خلال الاعتماد على الحكومة وتقليص الحريات والفرصquot;.

وشكل موضوع العرق اكثر المواضيع إثارة للجدل في الكتاب. وكان المرشح الجمهوري السابق للرئاسة جون ماكين قد تجنب خلال الحملة الرئاسية الدخول في هذه القضية، اذ كان أحد الأسباب وراء ذلك هو أنه لم يرد أن يتهم بأنه خاض انتخابات جعل لون بشرة أوباما قضية. كذلك تجاهل ماكين النصيحة التي قدمها بعض الجمهوريين بمن فيهم نائبته بايلن التي دعته إلى استغلال هذه المسألة كذلك رفض استغلال التعليقات الاستفزازية التي ألقاها القس رايت.

وكتبت بايلن إن quot;أسوأ شيء يمكنك قوله حول زميل أميركي يعمل في ميدان السياسة اليوم هو أن تقول له إنه عنصريquot;.

كما رأت بايلنquot;أن التهمة بالعنصرية تتوجه غالبا ضد الأميركيين الوطنيين ما يجعل الناس الذين يوجهون التهمة يصدقونها. فهم يظنون أن أميركا ndash; أو على الأقل أميركا الحالية- هي غير عادلة بشكل اساسي وتفتقد إلى المساواة. ويبدو أن باراك أوباما يصدق ذلك أيضا. وبالتأكيد فإن زوجته عبرت عن وجهة النظر تلك حين قالت في عام 2008 إنها لم تشعر يوما بالفخر من بلدها حتى بدأ زوجها يفوز بالانتخاباتquot;.

وتقول بايلن في هذا الاطار quot;وبنظرة استعادية أظن أن ذلك يجب ألا يكون مفاجئا لنا طالما أن كليهما قضيا ما يقرب من عقدين وهما تحت هيمنة كنيسة القس جيريما رايت وظلا يستمعان إلى جعجعته ضد أميركا والبيضquot;.