فيما يتوجه المصريون إلى مراكز الإقتراع صباح اليوم، أكد مراقبون تحدثوا لquot;إيلافquot; أن الأحداث الأخيرة التي وقعت بين الأمن المصري والأقباط بشأن كنيسة العمرانية سيكون لها تأثيرا بالغا على الجهة التي ستصب فيها أصوات الاقباط بعد أن كان الحزب الوطني الحاكم يحصد أصواتهم خلال العقود الماضية.


أثارت الصدامات الأخيرة بين قوات الأمن المصرية والأقباط ،بشأن كنيسة العمرانية، الكثير من الجدل في الأوساط المسيحية والرسمية حول موقف المسيحيين من الإنتخابات البرلمانية مع تعدد المطالبات باتخاذ موقف ضد الحكومة والحزب الوطني الحاكم خلال الإستحقاق الذي يجري اليوم.

في هذا الصدد أكد ممدوح رمزي، أول قبطي يعلن ترشحه للإنتخابات الرئاسية المقبلة، أن أحداث العمرانية سيكون لها تاثير بالغ جدا على تصويت الأقباط في الإنتخابات البرلمانية، مشيرا إلى أن الأقباط لديهم قناعة بأن الإتجاه الحكومي أصبح ضدهم، وأنهم يحملون الدولة مسؤولية ماحدث، وأنه ما كان يجب أن تفرط الدولة في استخدام القوة ضدهم، وأشار إلى أنه إذا كان قد حدث خطأ ما، فعلى الدولة أن تواجهه بالقانون.

كما اعتبر أن ما حدث إرهاب دولة، من شأنه دفع شباب الأقباط للتطرف واستخدام العنف، لافتا إلى أن ماحدث يعد مؤشرا خطيرا للمزيد من العنف، لأن الأحداث الاخيرة تعني عدم وجود فعلي لمبدأ المواطنة، لعدم وجود مساواة بين المسلمين والأقباط خاصة في ما يتعلق ببناء دور العبادة.

وتساءل عن غياب القانون الموحد لدور العبادة والذي اعتادت الحكومة على إخراجه والتلويح به عند كل انتخابات لدغدغة مشاعر الاقباط، باعتبار الأقباط كوتا انتخابية مؤثرة، ثم تجاهله بعد الإستحقاق.

كما شدد رمزي على أن أحداث العمرانية الأخيرة سيكون لها تأثير مباشر على اتجاهات التصويت للأقباط، وأن الأقباط سيتجهون للتصويت بعيدا عن الحزب الوطني، لافتا إلى أن الناخب القبطي شأنه شأن أي ناخب مصري يتأثر بما يتعرض له من ضغوط ومشاكل.

ممدوح رمزي

ونوه إلى محاولة استغلال جماعة الإخوان المسلمين لهذه الأحداث، من خلال رفع شعار quot;عاش الهلال مع الصليبquot; لأول مرة في تاريخها من منطلق quot;عدو عدوي صديقيquot;، حيث أنهم وجدوا في حالة الإحتقان بين الحكومة والأقباط فرصة لرفع هذا الشعار ليس حبا بالأقباط، وإنما نكاية في النظام الحاكم وحزبه وحكومته.

كما استبعد رمزي أن يتجه الأقباط للتصويت لصالح الإخوان، مؤكدا أن تصويتهم سيكون لصالح مرشحي أحزاب المعارضة، نافيا أن يكون هناك توجيهات أو تعليمات من قيادات الكنيسة بذلك، وإنما هو اتجاه عام لدى الاقباط.

بدوره أكد الدكتور كمال زاخر مفكر قبطي في تصريحات لـ quot;إيلافquot; أن ما حدث يكشف عن خلل واضح بين الحزب الوطني الحاكم والحكومة ، منوها إلى أنه في الوقت الذي يسعى فيه الحزب لحشد الجميع لحصد غالبية مقاعد مجلس الشعب في الإنتخابات المقررة اليوم ، فإن الحكومة تتبع من السياسات ما ينسف هذه الجهود.

وحذر زاخر من أنه إذا لم يتم معالجة الموضوع بشكل سياسي سليم، وإذا لم يحدث تدخل سياسي على أعلى مستوى، وتعود الأمور إلى نصابها فإن الحزب الوطني الحاكم سيخسر كثيرا في الإنتخابات، مشيرا إلى أن الأقباط يتجهون للتصويت في الإنتخابات ضد الحزب الوطني ردا على اليد الغليظة التي استخدمها في مواجهة أبنائه.

وأوضح أن الأقباط في مصر رغم تحفظاتهم المتعددة على أداء الحزب الوطني وحكومته تجاه الأقباط في مصر، كانوا يصوتون خلال كافة الإنتخابات لصالح الحزب الوطني، وأن الوضع كان سيسير في هذه الإنتخابات في الإتجاه نفسهلولا الأحداث التي وقعت، والتي من شأنها أن تغير توجهات الأقباط 180 درجة.

وتابع نحن نجني ثمار سياسية غير حكيمة للتعامل مع الملف القبطي المستمر منذ نحو 50 عاما، مشيرا إلى أن التعامل الأمني مع هذا الحدث هو ما دفع لتصاعد الموقف رغم أن المسألة لا تعدوا كونها مسألة إدارية، مشيرا إلى أن مخالفة التصريح لا يدعو لهذا التدخل الأمني المفرط.

فخري الطهطاوي

أما الدكتور فخري الطهطاوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أكد أن أحداث العمرانية سيكون لها تأثير بالغ على اتجاه تصويت الأقباط ، وسوف يكون لهم تأثير في بعض الدوائر التي يملكون فيها قوة اقتراع مؤثرة، مشيرا إلى أن الدولة كانت تدرك ذلك جيدا، وتدرك أن البعض يحاول استخدام الظرف الإنتخابي للحصول على مكاسب، والضغط على النظام الحاكم ولذلك تعاملت مع الموضوع بحسم.

وقال إنه لا بد من قراءة أحداث العمرانية بشكل سليم، وخاصة كيفية تجميع هذا العدد الكبير من الأقباط في ساعة مبكرة للغاية من صباح يوم الأحداث، والبحث عن من قام بتجميعم، وتوجيههم، وخاصة أنهم ليسوا من أبناء المنطقة وأن الغالبية العظمى منهم وصلت من محافظات مختلفة، وهو ما يعني أنه كانت هناك نية مبيتة من جانب مدبري هذه الأحداث لإحراج الدولة، وهو ما دفع الدولة للتعامل معهم بعنف للسيطرة على الأوضاع.

وأوضح أن القائمين على إدارة هذه الأحداث أرادوا توجيه رسالة معينة للنظام الحاكم، والنظام فهمها جيدا، ولذلك كان لا بد من الرد عليها بالطريقة نفسها، للتأكيد على قوة النظام وبأنه لا يقبل بأي شكل من الأشكال سياسة ليّ الذراع من أية جهة ايا كانت.

كما أشار إلى أن تأثير أصوات الأقباط سيكون محدودًا في بعض الدوائر مثل دائرة نجع حمادي التي رشح فيها الحزب الوطني عبد الرحيم الغول والذي سبق وأن وقعت خلافات بينه وبين الأقباط، متوقعا رسوبه في الإنتخابات.