quot;شباب 6 أبريلquot; نشطت في يوم الإنتخابات البرلمانية من خلال نشاطات أدرجتها في إطار المقاطعة الإيجابية. فأخذت تورد على مجموعتها الرسيمة على فايسبوك أبرز الإنتهاكات التي تجري في المحافظات كافة وكل ما يعكر صفوالأجواء الإنتخابية في مصر.


إعداد عبير جابر: شهدت القاهرة وعدد كبير من المحافظات المصرية مساء الجمعة الماضي quot;يوم غضبquot; كما وصفته الجهات التي نظمته وهي حركة شباب 6 ابريل وحملة quot;لازمquot; لدعم ترشيح د.محمد البرادعي لرئاسة الجمهورية المصرية بالتنسيق مع صفحة الشهيد خالد سعيد علي فايسبوك (كلنا خالد سعيد). في تحركهم هذا أراد الشباب المشاركون أن يوقظوا الضمائر النائمة من خلال القرع على الأواني المنزلية النحاسية مع إطلاق الصفارات للفت انتباه الناس إلى غلاء الأسعار وصعوبة العيش والفساد والتعذيب والإنتهاكات فى أقسام الشرطة، والظلم في القضاء وسوء التعليم وتفشي الرشوة والتعذيب والقمع الأمني المتواصل، وكل ذلك بهدف التغيير الأكبر الذي تدعو له الحركة منذ انطلاقتها. وبنتيجة هذه التحركات اعتقل عدد من الشباب المشاركين. فما هي quot;حركة شباب 6 أبريلquot;؟

حركة لا عنفية

نشطت مجموعة quot;شباب 6 أبريلquot; بداية، عبر موقع فايسبوك، وخلال أشهر قليلة بلغ عدد المشتركين في المجموعة الإلكترونية أكثر من 75 ألف مشترك، ليتوسع مجال تحركها الفعلي عند مشاركة أعضائها في أكبر الإضرابات الشعبية العمالية التي شهدتها مصر مع عمال غزل المحلة. ومن بعدها في تحركات عديدة.

وفي بيانها التأسيسس تعرف حركة quot;شباب 6 أبريلquot; نفسها بأنها quot;مجموعة من الشباب المصري من مختلف الأعمار والإتجاهات، تجمعنا على مدار عام كامل منذ أن تجدد الأمل يوم 6 أبريل 2008 فى إمكانية حدوث عمل جماعي فى مصر يساهم فيه الشباب مع فئات وطبقات المجتمع في أنحاء الوطن للخروج به من أزمته والوصول به لمستقبل ديمقراطي يتجاوز حالة انسداد الآفاق السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي يقف عندها الوطن الآنquot;.

التغيير هو الهدف

تعتمد هذه الحركة الشبابية على الضغط السلمي كوسيلة للتغيير، لذا سعت لتحديد مجموعة أهداف تسعى إلى تحقيقها وفي طليعتها الضغط لتعديل الدستور وإصلاح النظام مع السعي للتخلص من النظام الإستبدادي الذي يقف في وجه التقدم وتحويل مصر إلى بلد الحرية والديمقراطية والشفافية وتبادل السلطة والفصل بين السلطات وتطبيق معايير العدالة الإجتماعية.

وتنادي حركة quot;شباب 6 أبريلquot; بتعديل مجموعة من مواد الدستور التي تعيق التغيير ومنها المادة 76 التي تضع قيوداً شديدة على الترشيح وتمنع ترشح المستقلين، وكذلك المادة 77 التي لا تضع حداً أقصى لفترة رئاسة الجمهورية. أما المادة 88 فهي أيضا تحتاج إلى التعديل كونها تمنع القضاء المصري من الإشراف الكامل على الإنتخابات.

قبل موعد الإنتخابات البرلمانية دعت حركة quot;شباب 6 ابريلquot; إلى تعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية الذي يدير العملية الإنتخابية والإعتماد على لوائح الناخبين القديمة، وعدم السماح بالإنتخاب ببطاقة الرقم القومي ولا للمصريين في الخارج بالتصويت.

quot;الدايره السوداquot;

مع أنها استبقت الإنتخابات البرلمانية بإعلان مقاطعتها، إلا أن quot;شباب 6 أبريلquot; أطلقت حملة جديدة من حملاتها الخاصة بالإنتخابات حملت عنوان quot;الدايره السوداquot;. وذلك انطلاقاً من رفض نموذج المقاطعة السلبية المطروح حالياً من معظم القوى السياسية، وتظهيراً لنوع من المقاطعة الإيجابية البناءة.

وتشير الحركة إلى موقفها من رفض غياب الخطة المتكاملة للمعارضة المصرية، في محاولة منها للضغط على قوى المعارضة للتجمع وصياغة موقف موحد وخطة متكاملة أو بديلة لما هو مطروح على الساحة.
ومن منطلق عدم وقوفها موقف المتفرج مما يجري رغبت الحركة بلعب دور على صعيد مراقبة الإنتخابات وفقاً لرؤيتها أنه quot;نحن لا نشارك في مسرحية هزلية نتيجتها محسومة من البداية.. ولا نقاطع ونتفرج على التزويرquot;، وبالتالي الحل من وجهة نظرها quot;هو المقاطعة الإيجابيةquot;.

من هنا جاءت حملة quot;الدايره السوداquot; التي تشير إلى كل quot;كل دائرة انتخابية فيها نائب في مجلس الشعب ناجح بالتزويرquot;، وكل دائرة quot;لم يحقق نائبها أي إنجازات ويسير على نهج حكومة الحزب الوطنيquot;.

وتحدد حركة شباب 6 أبريل هدفها من الحملة بكونه quot;الوصول وشحن الجماهير لتدافع عن حقها فى انتخابات حرة، إلى جانب التوعية بدور عضو مجلس الشعب، وإشراك الجماهير فى كل الدوائر في اتخاذ القرار ورفض التزويرquot;، وفي المحصلة يبقى النداء الأساسي الذي يحاول شباب الحركة إسماعه للناس أن quot;مجلس شعب فاسد ها يجيب رئيس جمهورية فاسدquot;.

وتسعى الحركة لتحقيق أهداف الحملة من خلال الضغوط الحقيقية على الأرض كالمظاهرات والإعتصامات في كل المحافظات وحشد الجماهير في quot;الدوائر السوداءquot; للمشاركة بفعالية في التحركات. وكان موقف quot;شباب 6 أبريلquot; شديد اللهجة عندما أعلنوا أنهم سيطرقون quot;أبواب كل شارع وقرية وحارة وجامعة ومحافظة، للتوعية بواجبات نائب مجلس الشعب تجاههم، وسنعلمهم ما هو دور النائب الحقيقي، وما هو دور مجلس الشعب، وسنفضح كل النواب الناجحين بالتزوير، لننظف السواد الذي أصاب كل دائرةquot;.

وتطبيقاً لأهداف الحملة قام عناصر الحركة الشبابية بطلاء جدران الجامعات والمدارس والأحياء والمناطق المجاورة لأقسام الحزب الوطني بمختلف المحافظات بعبارة quot;تزويرات لا انتخاباتquot;، فى سعيهم للضغط وكشف تجاوزات الحزب الوطني في دوائر الوزراء والشخصيات البارزة فيه. كما قام quot;شباب 6 أبريلquot; بعدد من المظاهرات المفاجئة في مناطق مختلفة أبرزها دائرة فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، استنكروا فيها إجراء انتخابات مجلس الشعب بلا ضمانات.

حملة مضادة

رداً على هذه الحملة، أطلق الحزب الوطني حملة إلكترونية بعنوان quot;الدائرة الخضراءquot; انخرط فيها شباب الحزب، وقد رأى أحمد ماهر المنسق العام لحركة quot;شباب 6 أبريلquot; في تصريحات صحافية في حملة الحزب الوطني quot;إفلاس سياسي حقيقي فى مواجهة تحركات شباب 6 أبريلquot; على اعتبار أن الحزب لم يستطع quot;الرد على مطالبنا بإجراء انتخابات نزيهة طبقاً للضمانات المحلية والدولية لإجراء الإنتخابات، وتشكيل لجنة محايدة لإدارة العملية الإنتخابية، وإعداد كشوف الناخبين طبقا لقاعدة بيانات الرقم القومي، وإلغاء حالة الطوارئ، ووجود إشراف قضائي كامل، ورقابة دولية ومحلية على الانتخابات البرلمانية والرئاسيةquot;.

كما سبق لحركة quot;شباب 6 أبريلquot; أن واجهت محاولات للتضييق عليها حتى عبر فايسبوك عندما أغلقت المجموعة الرسمية الخاصة بها، إضافة الى إغلاق حسابات مؤسس المجموعة وبعض أعضائها على الموقع نفسه. وقد استفسرت المجموعة عن سبب الإغلاق حينها فجاءهم الرد بأن السبب أن إدارة الموقع استلمت آلاف الرسائل الإعتراضية على المجموعة. وقد اتهم ناشطو الحركة ما يسمى بـquot;اللجنة الإلكترونية للحزب الوطني على الإنترنتquot;بأنها وراء هذا الأمر. ومع كل هذه المعيقات تواصل حركة quot;شباب 6 أبريلquot; تحركاتها سعياً لغد أفضل، تستطيع فيه أن تحقق بعضاً من أهدافها برؤية مصر الحرة الديموقراطية.