ملف: ويكيليكس وقادة العالم وجهاً لوجه

تضمنت البرقيات الدبلوماسية الأميركية المسربة على موقع ويكيلكس عدداً كبيراً من الوثائق التي تمسّ الشأن التونسيّ، ونشرت فور صدورها على موقع أعده ناشطون للغرض يحمل اسم (تونيليكس) تضمّن الكثير من تلك التقارير السرية لسفراء الولايات المتحدة بتونس بين 28 مايو/ أيار 2008 و9 شباط/ فبراير 2010 حرر اثنين منهما السفير الحالي quot;ڨوردن ڨرايquot;.

يقول السياسيّ المعارض أحمد نجيب الشابي الأمين العام المساعد في الحزب الديمقراطي التقدمي لـ (إيلاف) حول وثائق ويكيليكس الجديدة quot;إن التقارير المنشورة والمتعلقة بتونس لم تأت بجديد يذكر، فكل ما تضمنته هذه الوثائق يعرفه الجميعquot;.

صحف عالمية نشرت التسريبات الجديدة مساء الأحد

وذكر اسم الشابي في بعض البرقيات المسربة، وكان يثير غضب الحكومة نظرا لتواصل الغربيين معه ومعاملته كوجه بارز من الوجوه السياسية التونسية التي لها تأثير على خلفية تحالفه مع الإسلاميين.

وتشير بعض الوثائق المسربة إلى أنّ تونس لم تكن quot;حليفاquot; يمكن الوثوق فيه أو الرضا عنه بالنسبة إلى الأميركيين كما توضح أنّ الإدارة الأميركيّة اختارت تقليص النقد العلني لنظام بن علي في ما يتعلق بقضايا الحريات، والفساد المالي.

وقال الأمين العام لحزب التجديد أحمد إبراهيم لـ(إيلاف): المواضيع المتطرق إليها في المراسلات السرية للسفارة الأميركية بتونس ليست بالخطورة المتوقعة وكان بإمكان الصحافة المحلية تناولها لولا الضغوطات المسلطة من طرف الحكومةquot;. ورجح أحمد بن إبراهيم أن تلك الوثائق لن يكون لها أي تداعيات داخلية أو تأثير على العلاقات الدبلوماسية التونسية الأميركيةquot;.

ووصفت إحدى الرسائل التي تبادلتها السفارة الأميركية مع وزارة خارجيتها، تونس بالدولة quot;البوليسيةquot; ولديها مشكلات خطيرة في مجال حقوق الإنسان وحثت الحكومة الأميركية على إقناع الإتحاد الأوروبي بربط التقدم في العلاقات مع تونس بإصلاح الأوضاع.

وقال عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي في quot;الإتحاد الديمقراطي الوحدويquot; في لقاء مع (إيلاف):quot; هذا دليل على ازدواجية الخطاب الأميركي الذي يصرح دوما بأن تونس دولة صديقة وحليفة في مقاومة الإرهاب فيما تبطن الولايات المتحدة خلاف ذلك وتصريح هيلاري كلينتون بأن هذه التسريبات قد تخلق مشاكل دبلوماسية مع بعض الدول برهان على ما نقولهquot;. وأضاف أنه تمنى لو أوضحت الجهات الرسمية الملتزمة للصمت إلى حد الآن الأمور لإنارة الرأي العام وإشهار موقفها من هذا التسريبات كما هو الحال في عديد الدول الأخرى.

وعلق الإعلامي رشيد خشانة من خلال إفادات له لإيلاف قائلا: هذه الوثائق المسربة لن تكون لها أي تداعيات داخلية لأن ما نشر يعرفه الشارع التونسي جيدا. وأكد أن اعتبار تونس دولة غير حليفة للولايات المتحدة ليس بالمفاجئ باعتبار أنها عارضت الحرب على العراق في 2003.

العلاقات الدولية في مأزق

ألقت تسريبات ويكيليكس لنحو ربع مليون وثيقة دبلوماسية أميركية سرية يرجع بعضها لثلاث سنوات مضت، نظرة غير مسبوقة على ما يدور وراء الكواليس في السفارات الأميركية في جميع أنحاء العالم وعلى الآراء الصريحة للغاية لزعماء الدول الأجانب والعربية خصوصا والتقييمات الواضحة عن التهديدات النووية والإرهابية.

وقال محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية لـ(إيلاف):quot;التقارير المسربة من شأنها أن تخلق أزمة علاقات حقيقية بين الدول المعنية من جهة وبين الولايات المتحدة الأميركية وهذه الدول من جهة أخرىquot;.

وأضاف أن ثقة جميع دول العالم في مدى قدرة الولايات المتحدة على حماية مراسلتها السرية سوف تهتز وأن مثل هذه الإختراقات لمعلومات سرية أميركية ليست الأولى في تاريخها. واعتبرت الولايات المتحدة نشر هذه الوثائق عملا مستهترا وخطيرا وحذرت من أن بعض تلك quot;البرقيات المسروقةquot;، إذا نُشرت كاملة، فإنها قد تعطل العمليات الأميركية في الخارج وتعرض عمل بل وحياة الدبلوماسيين الأميركيين للخطر.

وأشار بيان البيت الأبيض إلى أن التقارير غالبا ما تتضمن معلومات quot;صريحة وناقصة في الغالبquot; وإفشاؤها يمكن أن يؤثر بشدة ليس في مصالح السياسة الخارجية الأميركية فقط ولكن في تلك المتعلقة بحلفاء أميركا وأصدقائها في جميع أنحاء العالم.

وقال رشيد خشانة في هذا السياق إنّ تهديد أزمة العلاقات يطال فقط الدول التي تمارس سياسة في الخفاء مغايرة تاما لما تظهره للرأي العام من مواقف أما الدول التي أكدت التقارير المنشورة على إتباعها السياسة نفسهاسواء كانعلنا أو من خلال المراسلات غير معنية بهذا التوتر في علاقاتها الدبلوماسية الذي سينجرّ عن هذه التسريبات.

وتضمنت الوثائق سجلات مختلطة ضد الإرهاب تجعل بحسب برقية من وزارة الخارجية ويعتبر نشر ويكيليكس لنحو 250 ألفا من البرقيات الدبلوماسية الأميركية حدثا يفضح تعاملات الولايات المتحدة مع بقية العالم وتقييمات واشنطن للزعماء الأجانب.