أخبار وأصداء quot;الثورة الثالثةquot; لـ ويكيليكس لحظة بلحظة في إيلاف

اعتبر القسم الأكبر من قرّاء quot;إيلافquot; أن نشر الوثائق السرية للسياسة الأميركيَّة على موقع ويكيليكس هو فعل مسوؤل إنطلاقاً من أنّ المعرفة حق للجميع. وأثار الموقع ومؤسسه جوليان آسانج الجدل في العالم بسب نشره تلك الوثائق والمراسلات السرية.


أمستردام: بعد أن بات موقع ويكيليكس وصاحبه جوليان آسانج مطارداً من قبل الكثير من الحكومات الغربيّة بعد نشره أكبر كمية من الفضائح والأسرار الدبلوماسية والسياسية كاشفا وجهاً آخر للابتسامات الدبلوماسية بين الحلفاء وعبارات التهديد والوعيد بين الخصوم.

رسم بياني يظهر نتيجة الاستفتاء

فما نشر من وثائق عن السياسة الأميركية خاصة كان كافياً ليبين حقائق ما يدور خلف الجدران الموصدة من لقاءات ومراسلات سرية للغاية تلقتها الصحافة في العالم والقراء حتى هذه اللحظة بنهم شديد. وتسبب بفقدان مسؤولين رفيعي المستوى في الخارجية الأميركية ووكالة الاستخبارات الأميركية مناصبهم حيث نقل هؤلاء لمناصب وأماكن أخرى حفاظا عليهم بعد أن وردت أسماؤهم في فضائح ويكيليكس.

لكنه أثار من جانب آخر حفيظة عدد من دعاة نظرية المؤامرة تجاه الموقع الذي لما يزل صاحبه جوليان آسانج حراً طليقاً محاطاً بفريق من المحامين يفندون كل دعوة تبرز لإلقاء القبض عليه. حد أنه بات، وهو المغرم بالغموض، يظهر البارحة في السويد التي تطارده بتهمة الاغتصاب، واليوم يقال إنه في بريطانيا الحائر رجال القانون فيها بأمره، وغدا في سويسرا التي استضافت إحدى بوابات الانترنت فيها موقعه، دون أن يعرف مكان تواجده الحقيقي.

فهو وفق نظرية المؤامرة رجل استخبارات أميركية مطلوب منه مهمة خاصة ليغطي بالفضائح أمورا أكبر. أو أن هناك خلافا بين رجال الاستخبارات الأميركية فقام أحد الفريقين المختلفين بتسريب أسرار منافسه لإحراجه. وفق ما يروج دعاة نظرية المؤامرة.

لكن مهما كانت التفسيرات والضجيج الذي لم ينقض بعد حيال موقع ويكيليكس وصاحبه جوليان آسانج كأشهر رجل في عام 2010 حسب كثير من وسائل الإعلام، فقد استفز وأثار غضب أكبر عدد من زعماء الدول لعل أبرزهم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي دعا إلى ملاحقة المسؤولين عن تسريب وثائق موقع ويكيليكس. قائلا إن quot;عملية التسريب تتسبب بأضرار كثيرة، وينبغي ملاحقة من يقفون وراءها معبراquot; عن خيبة أمله حين علم quot;أن بعض الأشخاص لا يحترمون الاتفاق الذي وقعوه مع الحكومة لعدم كشف بعض الأسرارquot;.

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من جانبه وجد أن نشر موقع ويكيليكس للبرقيات الأميركية بأنها أقصى درجات عدم المسؤولية. بعد أن كانت وزارة الخارجية الفرنسية قد رفضت أي تعليق على الوثائق وما ورد فيها من وصف للرئيس الفرنسي.

لكن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي أشاد بالشجاعة الفائقة لموقع ويكيليكس دعا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الاستقالة، قائلا إن quot;هذه الإمبراطورية تمت تعريتها. وعلى كلينتون أن تستقيل. فالاستقالة هي أقل شيء يمكنها أن تفعله وكذلك الأمر بالنسبة إلى المنحرفين الآخرين في وزارة الخارجية الأميركيةquot; حسب وصف شافيز، الذي أكد أن quot;أحدا ما يجب أن يستقيل. لا أقول إن هذا الشخص هو الرئيس أوباما.

وفي الوقت الذي تحاصر فيه السلطات الغربية موقع ويكيليكس فقد دعا القائمون عليه مستخدمي الشبكة الى إنشاء مواقع مطابقة لموقعه بهدف تيسير الوصول الى محتواه للجميع، بحيث يصبح مستحيلا إزالته من الانترنت حيث يعتبر ما يقوم به عملا مسؤولاً باعتبار المعرفة متاحة للجميع حسب مايراه كثير من متصفحي الأنترنت وقراء الصحف ومشاهدي التلفزيون.

وحسب مايراه أكثر قراء إيلاف أيضاً الذين أجابوا على سؤال الاستفتاء للاسبوع الماضي إن كان نشرُ أسرار السياسة الخارجيَّة الأميركيَّة على موقع ويكيليكس فعلا مسؤولا أو غير مسوؤل. حيث وجد مانسبتهم 80.15% (5842) أنه فعل مسؤول لأن المعرفة حق للجميع. بينما رأى ما نسبته 19.85%(1447)منهم أن ما قام به موقع ويكليكس هو فعل غير مسؤول. وشارك في الاستفتاء ( ) من قراء إيلاف.

يذكر أن موقع ويكليكس تأسس في يوليو 2007 وبدأ منذ ذلك الحين بالعمل على نشر المعلومات، وخوض الصراعات والمعارك القضائية والسياسية من أجل حماية المبادئ التي قام عليها، وأولها صدقية وشفافية المعلومات والوثائق التاريخية وحق الناس في خلق تاريخ جديدquot;.

ومن أجل حماية مصادر المعلومات يتبع موقع ويكيليكس إجراءات معينة منها وسائل متطورة في التشفير تمنع أي طرف من الحصول على معلومات تكشف المصدر الذي وفر تلك التسريبات. وجاء اختيار الاسم من دمج كلمة quot;ويكيquot; والتي تعني الباص المتنقل مثل المكوك من وإلى مكان معين، وكلمة quot;ليكسquot; وتعني بالإنكليزية quot;التسريباتquot;.