زوبعة ويكيليكس

أخبار وأصداء quot;الثورة الثالثةquot; لـ ويكيليكس لحظة بلحظة في إيلاف

كلفت الإدراة الأميركية هيلاري كلينتون بمهمة محاولة إصلاح الضرر الهائل الذي ألحقته تسريبات ويكيليكس بصورتها.


القاهرة: اعتبر تقرير نشرته اليوم صحيفة التلغراف البريطانية أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، ربما كانت أكثر المسؤولين الكبار الذين تضرروا جراء زوبعة ويكيليكس الأخيرة.

واستشهدت الصحيفة على ذلك بحالة الإرهاق التي بدت عليها كلينتون، أثناء تواجدها في مملكة البحرين يوم الجمعة الماضي، وهي تعلن أنها لن تترشح بكل تأكيد لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2012، والأكثر من ذلك إعلانها عن أن المنصب الحالي الذي تشغله سيكون آخر المناصب التي ستشغلها في الحياة العامة.

كما ألمحت كلينتون إلى أنها قد تعود مرة أخرى لمزاولة مهنة المحاماة، وخصوصاً في ما يتعلق بقضايا المرأة والطفل، وربما تمضي لمزاولة هذا النشاط حول العالم. وهو الأمر الذي وصفته الصحيفة بـquot;الخطوة الكبيرة إلى الوراءquot; بالنسبةإلى شخصية سياسية ذات طموح كبير مازال أمامها عقدان آخران من العمل في الحياة العامة.

ورأت الصحيفة أن التوقيت الذي أفصحت فيه كلينتون عن أمر كهذا كان توقيتاً مهماً للغاية، حيث أتى بعد أيام من نشر موقع ويكيليكس لمئات الآلاف من برقيات وزارة الخارجية السرية، بمساعدة عدة صحف كبرى حول العالم، منها النيويورك تايمز الأميركية.

وقد كُلِّفت كلينتون بتلك المهمة التي لا تُحسد عليها المتعلقة بمحاولة إصلاح الضرر الهائل الذي ألحقته التسريبات بالثقة التي تضعها الدول الحليفة للولايات المتحدة بصورة تقليدية في واشنطن. وقد سارعت كلينتون بالفعل إلى الاتصال بشكل مباشرة بعشرات من قادة دول العالم للتخفيف من حدة الضربة لمكانة الولايات المتحدة.

وبينما أوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية البريطاني يمر بظروف مماثلة، ومن المحتمل أن يتم إجباره على التقدم بإستقالته نتيجة لمثل هذه المعضلة الدبلوماسية الكبرى، فإنه من غير الوارد أن تتنحى كلينتون من منصبها نتيجة لمثل هذا الأمر.

وأرجعت التلغراف ذلك إلى كون التسريب الأولي للبرقيات قد تم في البنتاغون، وليس في وزارة الخارجية، وأنه قد حدث نتيجة لخرق أمني استثنائي. ورغم النداءات التي ظهرت تطالب باستقالتها من جانب منتقدين ينتمون إلى معسكر اليسار، إلا أنها تلقت فيالوقت نفسه دعماً من جهات غير متوقعة تنتمي إلى معسكر اليمين.

لكن الصحيفة مضت تقول إن زوبعة ويكيليكس الأخيرة هذه ستزيد بلا شك من صعوبة الوظيفة التي تقوم بها هيلاري كلينتون، وستكون استنزافاً هائلاً لطاقة السيناتور السابق عن نيويورك. ولفتت الصحيفة في هذا الجانب إلى أن كلينتون قد أصبحت الوجه الشهير لإخفاق ويكيليكس على الساحة العالمية، ومن المحتمل أن تظل كذلك، لكونها المسؤول الرسمي في نهاية المطاف عن السلك الدبلوماسي الكبير لأميركا.

وبينما تجنب الرئيس باراك أوباما بشكل لافت التعليق على هذا التسريب الأخير، قالت الصحيفة إن أوباما كان مراوغاً في واقع الأمر شأنه شأن البطلِ الأسطوري، سكارليت بيمبيرنيل، في ما يتعلق بزوبعة ويكيليكس.

وقالت إن إدارته يجب أن تتحمل قدراً كبيراً من اللوم لسماحها بحدوث التسريبات في المقام الأول، وفشلها في وقفها بمجرد أن بدأت، فضلاً عن عدم فعلها أي شيء في سبيل تسليم جوليان أسانغ للعدالة. وأكدت الصحيفة في الختام أن كلينتون ستكون الشخص الذي سيتعين عليه التعامل مع التداعيات الفورية التي ستنجم عن زوبعة ويكيليكس الأخيرة، وليس هناك من شك في أنها سَتُضَر سياسياً نتيجة لهذا الأمر على المدى البعيد.