أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تبرؤه من منشقين اتهمهم باستهداف رجال أمن في بلاد الرافدين، ويعتزم الصدر التفاوض مع قادة هؤلاء المنشقين في إيران لاقناعهم بالانخراط في العملية السياسية، في حين يبدأ البرلمان في بغداد اليوم ببحث رفع الاجتثاث عن قياديين بالعراقية.


بغداد: اعلن زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر براءته من منشقين محكومين بالاعدام هاربين اتهمهم باستهداف رجال الامن العراقيين بالاغتيال ويعتقد انهم ينتمون لجماعة عصائب الحق الخارجة عنه، والذين سيفاوضهم في ايران الاربعاء لاقناعهم بالانخراط في العملية السياسية. فيما يبدأ مجلس النواب غدا الثلاثاء بحث رفع قرارات الاجتثاث عن اربعة من قادة الكتلة العراقية تمهيدا لعودتهم الى العمل السياسي وسط توقعات بأن يواجه هذا المسعى صعوبات سياسية وادارية.

واشار الصدر الى ان منشقين عنه وهو براء منهم يقومون بعمليات قتل واختطاف واغتيال رجال الامن. واكد في بيان له الاثنين انه يعتبر هؤلاء اعداء له الى يوم الدين، وانه سيبقى ساعيا لتحرير العراق ولتخليص الاسرى وارجاع المهاجرين والمعتقلين الابرياء بلا مفاوضات وأخراجهم من السجون.

نسوة عراقيات يرفعن لافتات وسط بغداد ضد تقييد الحريات

وابلغ مصدر عراقي عليم quot;ايلافquot; بأن الصدر متخوف من نشاطات المنشقين عنه وخاصة مجموعة عصائب الحق الذين يعملون حاليا لكسب الكثير من انصاره وضمهم الى صفوفها بعد تشجيعهم على الانشقاق عنه. واوضح المصدر ان الصدر يسعى من خلال علاقاته مع الايرانيين حيث يقيم في مدينة قم حاليا لتلقي علومه الدينية الى الضغط على العصائب وزعيمهم الشيخ قيس الخزعلي الموجود في ايران حاليا ايضا للكف عن اثارة المتاعب له ولتياره واقناعهم بالاقلاع عن عملياتهم المسلحة والانخراط بدلا من ذلك في العمل السياسي.

نص البيان

وقال الصدر في بيانه الى انصاره: أولا، quot;هناك بعض المندسين بين القبور وهم من اعداء الصدر ومرقده الشريف فأهيب بالجهات الامنية الشريفة الالتفات الى ذلك. فحماية شهداء العراق ومراقده امانة في اعناقهمquot;.

ثانيا: quot;ما يسمى (حي الرحمة) الكائن في النجف الاشرف ليس مني في شئ الا من ثلة قليلة وهم لايمتون لي بصلة بل ان بعضهم من المنشقين الذين ينصبون لنا العداء وأكثر من فيه عبدة للمال فاسمعو وعواquot;.

ثالثا: quot;ان كل من يحمي المندسين ممن حكم عليهم بالاعدام (حقا) كقاتل العراقي واوضح مثال لذلك: كقاتل احد اقاربه او قاتل من يرفض تزويجه او ممن تمتد يداه لتخطف العراقيين او تستهدف المدنيين وحتى عساكر العراق الاحرار بلا ذنب فأنا براء منه الى يوم الدين بل ومن امر بذلك فهو عدوي وعدو آبائي واجدادي وعليكم ايها الاخوة يا أحباب الصدر وأتباعه ومحبيه التحلي بإخلاص القرآن والتخلي عن اخلاق الشيطان وترك روح الاعتداء والانتقامquot;.

quot;وعهد مني سأبقى وفيا للعراق وشهداء العراق وشهداء المقاومة التي تستهدف المحتل (لا غير) وسأبقى ساعيا لتحرير العراق ولتخليص الاسرى والمعتقلين الابرياء بلا مفاوضات وإخراجهم من قضبان السجون وغياهب الظلام، وسنرجع المهاجرين في سبيل الله الى ديارهم ماداموا للعراق وأهله محبونquot;.

عصائب أهل الحق

وكان مصدر في التيار الصدري كشف امس الاحد عن ان الصدر سيوفد بعد غد الأربعاء لجنة إلى إيران للقاء زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي المنشق عن التيار لإقناعه بتخلي جماعته عن الأعمال المسلحة التي ساهمت بـما وصفه تلويت الإسلام.

وأوضح المصدر أن الوفد الصدري المغادر الى قم في ايران الاربعاء سيحمل رسالة من مقتدى الصدر الى الخزعلي تذكره بمنهج التيار الصدري وضوابطه وتؤكد بأن استمرار العصائب بمنهجها سيرميها نحو المجهول. واوضح أن الوفد الذي سيدخل بمفاوضات مع زعيم العصائب سيركزعلى ضرورة تخلي الأخيرة عن السلاح وإنهاء استهداف القوات الأمنية. واضاف في تصريح نقلته وكالة quot;اكانيوزquot; ان الصدر يفضل بان تترك العصائب السلاح وتندرج في العمل السلمي كون أعمالها في الفترة الأخيرة ساهمت بتلويث سمعة الإسلام على حق قوله.

وقال المصدر إن لجنة أوفدها الصدر خلال اليومين الماضيين الى محافظة البصرة الجنوبية قد اتفقت مع جماعة عصائب أهل الحق على عقد اجتماع موسع لها بزعيمها الخزعلي في قم الإيرانية الأسبوع الحالي. وارسل الصدر وفد الهيئة السياسية للتيار برئاسة الشيخ عبد الواحد المحمداوي إلى البصرة للتباحث مع جماعة عصائب أهل الحق حيث يوجد بعض قادتها هناك للتخلي عن السلاح والانخراط في العمل السياسي والرجوع إلى طريق الصواب.

وانشقت جماعة quot;عصائب أهل الحقquot; التي يقودها قيس الخزعلي الموجود في إيران عن التيار الصدري في عام 2006 بعد معركة النجف الأخيرة لتتبنى العمل العسكري ضد القوات الأميركية والعراقية في مناطق وسط وجنوبي العراق، وفق بياناتها. إلا أن الصدر تبرأ من الجماعة وأعمالها ودعاهم الى التوبة.

وذاع صيت quot;عصائب أهل الحقquot; في صيف عام 2007 بعد قيامها بخطف مستشار بريطاني برفقة أربعة من حراسه الشخصيين في مكتب تابع لوزارة المالية في بغداد إلا أن الجماعة قامت بتسليم جثث الحراس الأربعة قبل أن يتم الإفراج عن المستشار البريطاني وفق صفقة مع السلطات العراقية قضت بالافراج عن عناصرها المعتقلين.

رفع الاجتثاث

ومن المنتظر ان يبدأ مجلس النواب العراقي غدا الثلاثاء مناقشة اجراءات رفع الاجتثاث عن اربعة من قياديي الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي وفقا لاتفاقات سابقة دفعت بالعراقية الى الموافقة على المشاركة في الحكومة الجديدة .

وستشهد جلسة البرلمان غدا مناقشة رفع قرارات سابقة لهيئة المساءلة والعدالة لاجثاث البعث عن القياديين في القائمة العراقية صالح المطلك وظافر العاني وجمال الكربولي وراسم العوادي تمهيدا لعودتهم الى العملية السياسية بعد ان حرمتهم هذه القرارات من المشاركة في الانتخابات الاخيرة التي جرت في اذار/مارس الماضي.

ويأتي ذلك في وقت تستمر الجهود السياسية والإدارية لرفع الحظر عن القياديين الاربعة فيما وقع النائب ظافر العاني على ورقة يتبرأ فيها من حزب البعث وممارساته السابقة بينما رفض المطلك التوقيع على ورقة مماثلة هي عبارة عن استمارة معدة من قبل هيئة المساءلة يوقع عليها المتهم بعلاقات مع البعث. ولذلك يتوقع ان تواجه محاولة رفع الاجتثاث عن الاربعة صعوبات ومعارضة سياسية من قبل نواب في البرلمان وكذلك عقبات ادارية من قبل هيئة المساءلة والعدالة.

لكن المتحدث الرسمي للقائمة العراقية حيدر الملا قال الاثنين ان هناك اتفاقا سياسيا للخروج بصيغة توافقية من اجل انهاء الاقصاء السياسي الذي تعرض له رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك. واشار الى انه بعد تعرض المطلك للاقصاء من قبل هيئة المساءلة والعدالة وفق المادة السابعة من الدستور فإن هناك مساع تبذل حاليا بحسب مبادرة بارزاني مع رئيس الهيئة احمد الجلبي من اجل تطبيق الاتفاق السياسي الذي تمخض عن المبادرة وانهاء حالة الاجتثاث عنه بعدما تأكد للجميع ان المطلك لم يقم بالترويج لحزب البعث الذي تضمنته قضية الاقصاء.

اتفاق القادة

واتفق قادة الكتل السياسية وفق مبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على رفع الاجتثاث عن أعضاء العراقية وذلك في اجتماع عقد في الحادي عشر من الشهر الماضي قبيل استئناف مجلس النواب جلساته بعد توقف استمر حوالي ثلاثة اشهر ضم رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي وزعيم الكتلة العراقية اياد علاوي والسفير الاميركي في بغداد جيمس جيفري اضافة الى بارزاني ونص على رفع الاجتثاث عن قياديي العراقية الاربعة.

وكانت هيئة المساءلة والعدالة قررت في كانون الثاني/يناير الماضي منع المطلك وأكثر من 500 مرشح آخرين من خوض انتخابات مجلس النواب العراقي، وقالت ان قرارها جاء وفق المادة السابعة من الدستور العراقي التي تنص على quot;حظر كل كيان او نهج او ممارسة او فعل يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي او يحرض او يمجد او يروج او يبرر له بخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه وتحت اي مسمى كان ولا يجوز أن يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق وينظم ذلك بقانونquot;.

لكن المطلك قدم للهيئة كتاب براءة يختلف عن الصيغة المتبعة رسمياً، والتي تتضمن البراءة من حزب البعث المنحل وما اقترفه من جرائم ابادة ضد الشعب العراقي بما فيها مجزرة حلبجة عام 1988، وقمع الانتفاضة الشعبانية في جنوب العراق عام 1991، وقمع الاحزاب الدينية وغير ذلك الامر الذي رفضته الهيئة.