رغم تذمّره من وسائل الإعلام والمقابلات، يقول مؤسّس موقع ويكيليكس جوليان آسانج في أحد حواراته إنّه من الصعب على رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون تسليمه إلى الأميركيين إذا كان هناك تضامن معه بين البريطانيين، مؤكدا أنّ لندن لا تسلم أحدا على خلفيات سياسيّة.


لندن: قال جوليان أسانج إنّ تسليمه إلى الولايات المتحدة سيكون quot;مستحيلا من الناحية السياسيةquot;، وان الكلمة الفصل بشأن مصيره إذا وجهت أميركا إليه تهمة التجسس ستكون بيد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وأعرب اسانج في مقابلة مع صحيفة الغارديان عن اقتناعه بأنه سيكون من الصعب على كاميرون تسليمه الى الاميركيين إذا كان هناك تأييد وتضامن واسع معه بين البريطانيين.

وأكد اسانج الذي يعيش في بيت ريفي يملكه صديق جنوب انكلترا تحت الإقامة الجبرية عمليا، أن المسألة سياسية من حيث الأساس متوقعا ان تُبذل محاولات للتأثير في الرأي السياسي البريطاني والتأثير في النظرة إليه بوصفه quot;فاعلا أخلاقياquot;، على حد وصفه.

وقال اسانج quot;إنّ من حق بريطانيا، قانونيا، ألا تسلم أحدا عن جرائم سياسيةquot;
واضاف ان الحكومة الائتلافية الحالية برئاسة كاميرون في موقع أقوى لمقاومة تسليمه الى الولايات المتحدة من الحكومة العمالية السابقة.

ويواجه اسانج الآن طلبا من السلطات السويدية لتسليمه إليها بتهمة الاعتداء على امرأتين سويديتين وهي تهمة ينفيها بشدة.

ولكنه يعتقد أن الخطر الأكبر على حريته وعلى موقع ويكيليكس الذي أسسه هو الولايات المتحدة.

وليس هناك ما يشير الى تحرك أميركي وشيك لإصدار قرار اتهام ضده ولكن اسانج يرى ان ادارة اوباما quot;تحاول عقد صفقةquot; مع الجندي الاميركي برادلي ماننغ الذي كان، على ما يُفترض، مصدر أكثر من ربع مليون برقية دبلوماسية اميركية سُربت بطريقة محرجة للغاية الشهر الماضي.

ويريد وزير العدل الأميركي اريك هولدر إصدار قرار اتهام ضد اسانج بوصفه شريكا في مؤامرة التسريب.

ويقول اسانج إن هولدر يراجع قوانين القرصنة الالكترونية ودعم الارهاب بحثا عن أسانيد قانونية.

وقال اسانج ان الأيام التسعة التي أمضاها مؤخرا في أحد سجون لندن هيّأته لإمكانية قضاء فترة طويلة في السجن إذا أصدرت الولايات المتحدة قرار اتهام ضده.

وأضاف أن احتمالات الحبس الانفرادي لم تعد quot;تجريدا فكرياquot; بل واقع قائم.

وكانت المحكمة العليا أفرجت عن اسانج بكفالة ومن المقرر ان تُعقد جلسة استماع بشأن طلب تسليمه الى السويد في 6 و7 شباط/فبراير.

وقال اسانج quot;إن الحبس الانفرادي صعب جدا لكني أعرف اني قادر على تحمله شريطة توفر فرصة للمراسلةquot;، وذهب إلى أن ذلك quot;سيعني بالطبع نهاية حياتي بالمعنى التقليديquot;.

وتابع اسانج انه إذا نجحت الولايات المتحدة في تسلمه من بريطانيا أو السويد فإن quot;الاحتمال كبيرquot; ان يُقتل في السجون الأميركية كما قُتل روبي، في إشارة إلى مقتل جاك روبي الذي قتل لي هارفي اوسولد المتهم بقتل الرئيس جون كندي.

وكانت مقابلات عديدة أُجريت مع اسانج منذ الافراج عنه ولكنه قال في حديثه لصحيفة الغارديان انه ضاق ذرعا بالصحافة واشار الى المقابلة التي اجرتها معه اذاعة بي بي سي وسُئل خلالها عن عدد النساء اللواتي نام معهن قائلا انها كانت مقابلة quot;فظيعةquot;.

وقال اسانج إن مجموعة ويكيليكس لا تملك ما يكفي من المال لدفع فواتير المحامين quot;رغم ان العديد من المحامين الكرماء تبرعوا بوقتهم لناquot;.

وأوضح أن التكاليف القانونية على ويكيليكس والدفاع عنه تقرب من نصف مليون جنيه استرليني.

وشكا من أن قرار فيزا وماستركارد وباي بال وقف تحويل التبرعات إلى ويكيليكس، بضغط أميركي على ما يبدو، حرم الموقع من زهاء 500 الف يورو تكفي لتمويل عمليات النشر في ويكيليكس لمدة ستة اشهر.

وقال إن مجموعة ويكيليكس كانت تتلقى 100 الف يورو يوميا في ذروة التبرعات للموقع.

ولكن صحيفة الغارديان نقلت عن مصادر في صناعة النشر ان اسانج ضمن مقدمة كبيرة لا تقل عن مليون جنيه استرليني عن كتاب يروي قصة ويكيليكس وسيرة حياته.

وأشارت المصادر إلى انه من المرجح أن يستلم اسانج نفسه 250 الف جنيه استرليني تتيح له سداد بعض ديونه وتسوية صندوق الدفاع عنه المصاب بالشلل حاليا.

ومن المقرر ان يصدر الكتاب في الربيع القادم عن دار كنوبف الاميركية وعن دار كانونغيت البريطانية.

واعترف اسانج بأنه لا يعرف أين سيكون بعد عام واصفا الفصل التالي من حياتي بأنه فصل quot;لا يمكن التنبؤ به بعدquot;.

وعن مشاريعه الآنية قال اسانج انه سيأخذ قسطا من الراحة بعد شهرين صعبين ثم يستأنف نشر برقيات وزارة الخارجية الاميركية في السنة الجديدة.