ترأس إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي السابق، التحالف الوطني quot;الشيعيquot; وهو الكتلة البرلمانية الأكبر في مجلس النواب العراقي، وعلى الرغم من عدم تسلمه أي منصب في الحكومة إلا أنه سيكون المنظّر لتحالفه وسيعمل على إعادة هيكلته.


في ظل عزوفه عن تولي أيّ منصب سيادي كبير، فقد اختار ابراهيم الجعفري رئيس اول حكومة عراقية منتخبة العام 2005 أن يتراس التحالف الوطني quot;الشيعيquot; الكتلة البرلمانية الاكبر، ليكون زعيمًا له على الطريقة الغربية والتي تقود الأحزاب السياسيّة الكبيرة فيها شخصيات تدفع بأخرى الى سدة السلطة، وهو ما فعله حين دعم اختيار غريمه السابق في حزب الدعوة نوري المالكي، لتشكيل الحكومة الجديدة وليتفرغ هو لدور اشبه ما يشكل منظر التحالف والقيم على اعادة هيكليته .

فمنذ اعلان التحالف الوطني الذي تشكل من ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي والائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي والجعفري يبحث عن دور بعيد عن مناصب السلطة. فقد ترفع على جراحات علاقاته مع المالكي الذي تزعم حزب الدعوة بدلاً منه واحتل منصب رئيس الحكومة لدى تخلي الجعفري عنه في ايار (مايو) العام 2006 بعد ان تم ترشيحه له، لكن معارضة التحالف الكردستاني القوية للتجديد لولايته بسبب بعض مواقفه من مطالب الاكراد الواسعة وخصوصًا في ما يتعلق بضم كركوك الى اقليم كردستان الذي يحكمونه منذ العام 1991 منحت المالكي التربع على المنصب بديلاً .

واثر ذلك ترك الجعفري قيادة حزب الدعوة الى المالكي ليتزعمه وشكل هو تيار الاصلاح الوطني ضمن التحالف الوطني ثم فاز في استفتاء اجراه التيار الصدري الصيف الماضي وسط جماهيره عن الشخصية التي تفضلها للترشيح لرئاسة الحكومة الجديدة . لكن التيار تخلى عن الالتزام بنتيجة هذا الاستفتاء ولم يتمسك به وبدلاً من ذلك تحالف مع المالكي ورشحه لولاية ثانية.

الجعفري رئيسًا للتحالف الوطني بالاجماع
وظل الجعفري منذ ذلك الوقت يقوم بدور المهدئ للخواطر السياسية جامعًا في مقرّه غالبية الشخصيات السياسية التي يحتفظ بعلاقات جيدة معها... الى ان التحق بهم المالكي نفسه ليعقد صلحًا مع الجعفري بعد جفاء وقطيعة استمرتا حوالى الثلاث سنوات .

وخلال الاشهر الاخيرة قام الجعفري بدور اخر في جمع شمل المتخاصمين واستضاف اجتماعين لزعيمي اكبر كتلتين مختلفتين حول متطلّبات المرحلة الجديدة التي افرزتها نتائج الانتخابات الاخيرة التي جرت في اذار (مارس) الماضي، وهما نوري المالكي واياد علاوي .. كما ظل حريصًا بدأب على حضور جميع جلسات مجلس النواب من خلال مداخلات سياسية يوضح فيها مواقفه وارائه من مختلف القضايا المعروضة على المجلس .

وقد توج هذا الدور الذي يقوم به الجعفري باختياره بالاجماع من قبل قادة التحالف الوطني في اجتماع لهم الليلة الماضية رئيسًا للتحالف، حيث ادلى بتصريحات مطمئنة عن مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة والتوافقات التي حصلت حولها، وما يتعلق بمجلس السياسات الاستراتيجية المثير للجدل والذي تتناقض تصريحات السياسيين حوله فيما اذا كان تنفيذيًا كما يشترط علاوي للقبول برئاسته، أو استشاريًا كما يقول قياديو التحالف الواطني الخائفين من ازدواجية الصلاحيات بينه وبين رئيس الحكومة .

فقد اكد الجعفري في مؤتمر صحافي عدم وجود اختلاف في وجهات النظر بين قيادات التحالف وعلاوي حول قانون المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية. وقال في quot;ان الجميع متّفقون على تشكيله ونحتاج إلى بعض التطوير في الاتفاق، حيث جرى حديث مع علاوي والمالكي حوله ولسنا على اختلاف بشأنه وسيشهد النور قريبًا، ولكننا نرى متى يحتاج الى اجماع لتكون قراراته واجبه ومتى سيكون بنسبة 80 في المئة ومتى سيكون بنسبة 50 في المئةquot;.

وحول قضية اختيار وزراء الحقائب الامنية الثلاث للدفاع والداخلية والامن الوطني التي يتولاها المالكي حاليًا بالوكالة، اشار الجعفري الى ان هناك وجهات نظر مختلفة حول الوزراء الامنيين، وضرورة ان يكونوا مستقلين، وهذا ما تم الاتفاق عليه داخل التحالف الوطني. واضاف أنّوزارة التخطيط التي هي من حصة التحالف الوطني يجب ان يكون من يتسلمها من اصحاب الكفاءات لأنّها وزارة مهمّة وسياديّة.

وقال إن التحالف سيكون ظهيرًا قويًّا لحكومة المالكي، منتقدًا في الوقت ذاته عملية تشكيل الحكومة التي قال إنها تمت على أساس المحاصصة. وأشار إلى أن التحالف الوطني سيقوم بمراقبة أداء وزرائه في الحكومة الجديدة لافتًا إلى استمرار الخلاف حول المرشحين للوزارات الأمنية.

وعن خططه لإعادة تنظيم التحالف الوطني الذي يضم 159 نائبًا من مجموع عدد اعضاء مجلس النواب الحالي البالغ 325 عضوًا، أوضح الجعفري أن اختيار قيادة للتحالف هي خطوة اخرى بعد تشكيل الحكومة quot;وبعدها سنتجه باتجاه أعادة هيكلية التحالفquot;. وقال quot;ان ولادة الحكومة الجديدة لم تكن سهلة وكانت لدينا مشكلة بالتشكيل لكننا الآن امام مشكلة الاداء، حيث سيؤدي التّحالف دورًا مهمًّا من اجل تذليل التحديات ودراسة المشاكل وتجنبها لتسهيل الامورquot;.

وكان الجعفري المرشح الرّقم الأوّل عن الائتلاف الوطني في محافظة بغداد خلال الانتخابات الاخيرة وحصل على اكثر من 100 الف صوت . وشغل الجعفري منصب رئيس الوزراء بعد حكومة اياد علاوي الانتقالية بين عامي 2005 و2006 كما شغل منصب نائب رئيس الجمهورية في فترة حكومة علاوي بين عامي 2004 و2005 .

وكان مجلس النواب العراقي قدمنح في جلسته التي عقدت الثلاثاء الماضي الثقة لحكومة غير مكتملة يترأسها المالكي . وبلغ عدد الوزارات التي صوت عليها البرلمان 38 وزارة (من اصل 42 وزارة تضمها الحكومة الجديدة) من بينها تسع وزارات بالوكالة وهي الداخلية والدفاع والأمن الوطني التي أوكلت إلى رئيس الوزراء، ووزارة التجار التي أوكلت إلى نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس والكهرباء أوكلت إلى نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني ووزارة المرأة أوكلت إلى وزير الخارجية هوشيار زيباري ووزارة الدولة لشؤون المصالحة أوكلت إلى وزير التعليم العالي علي الأديب والبلديات أوكلت مهامها إلى وزير الإسكان محمد صاحب الدراجي وأخيرًا وزارة منظمات المجتمع المدني وتسلمها وكالة وزير الهجرة والمهجرين ديندار نجمان ومن بين الوزارات أيضًا 12 وزارة دولة.

الجعفري .. المعارض السابق رئيسًا لأكبر كتلة سياسية

- ولد ابراهيم الاشيقر الجعفري في مدينة كربلاء العام 1950
- انتمى الى حزب الدعوة الاسلامية في العام 1966 .
- تخرج من كلية الطب والجراحة بجامعة الموصل العام 1974.
- تزوج العام 1974 وانجب ولدين وثلاث بنات.
- غادر الى سوريا مطلع العام 1980 بسبب مضايقات النظام السابق ثم تركها الى ايران التي استقر فيها لغاية العام 1989 بعدها توجه الى لندن التي مكث فيها حتى عودته الى العراق العام 2003 اثر سقوط النظام السابق .
ـ انتخب العام 1980 عضوًا في قيادة حزب الدعوة الإسلامية.
ـ شارك في تأسيس المجلس الأعلى الإسلامي وتولى رئاسة المكتب التنفيذي واللجنة التنفيذية.
ـ انتخب ناطقًا رسميًّا لحزب الدعوة الإسلامية.
ـ شارك في تشكيل وقيادة quot;لجنة العمل المشترك للمعارضة العراقيةquot; العام 1991.
ـ شارك في تشكيل وقيادة quot;المؤتمر الوطني العراقي الموحدquot; العام 1992.
ـ شارك في المؤتمرات السياسية العراقية مثل quot;مؤتمر بيروت العام 1991quot;.
ـ دعا إلى تشكيل (ائتلاف القوى الوطنية العراقية) العام 2002 الذي انضم فيها (17) قوة سياسية إلى جانب (33) شخصية سياسية عراقية بمثابة (الهيئة العامة). وطرح الائتلاف حينها ورقة عمل سياسية ركزت على تحقيق اهداف اساسية منها العمل من اجل إسقاط نظام صدام وتحرير ارادة الشعب العراقي، وإقامة الحياة الحرة الكريمة في العراق على اساس الاليات الديمقراطية واستيعاب جميع مكونات الشعب. وكان لائتلاف القوى الوطنية اثرٌ بالغ في الاوساط السياسية الدولية والإقليمية المعنية بالشأن العراقي في تلك المرحلة.

ـ بعد سقوط نظام صدام العام 2003 شغل الجعفري منصب أول رئيس لمجلس الحكم في آب (اغسطس) 2003 وتم في فترة رئاسته تشكيل لجنة اعداد مسودة الدستور العراقي الجديد من 25 عضوًا .

- اسس الجعفري لعلاقات سياسية للعراق الجديد حيث زار سبع دول عربية في سبعة ايام إضافة إلى زيارته للجامعة العربية في القاهرة كما شكل الجعفري الحكومة العراقية الأولى في العهد الجديد.
ـ شغل منصب نائب رئيس الجمهورية العام 2004 .
ـ شغل منصب رئيس الوزراء العام 2005 كأول رئيس وزراء منتخب للعراق اثر الانتخابات العامة التي جرت في 30 كانون الثاني (يناير) العام 2005 .

ـ اعلن عن تشكيل تيار الإصلاح الوطني في 31 ايار (مايو) العام 2008 إثر مغادرته حزب الدعوة الاسلامية حيث شارك في الانتخابات الأولى لمجالس المحافظات في كانون الثاني العام 2009 .
ـ له بحوث عديدةومؤلفات ودراسات .. كما كتبت عنه كتب عديدة منها quot;تجربة حكمquot; وquot;حزام النارquot; وquot;المخاض العراقيquot;.