أكد الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف في لقاء خاص مع quot;إيلافquot; دعم الحركة لمواقف الرئيس محمود عباس وسعيه الدائم نحو خلق واقع أفضل من خلال انتزاع اعتراف الدول بالدولة الفلسطينية في ظل التعنت الإسرائيلي. وقال إن حركة فتح تقف صفا واحدا خلف الرئيس محمود عباس وأنه سيكون مرشحها الوحيد لأية انتخابات قادمة.


رام الله: أحمد عساف الناطق باسم حركة فتح في الضفة الغربية في لقاء خاص مع quot;إيلافquot; جدد التأكيد على أن حركة فتح تقف صفا واحدا خلف الرئيس محمود عباس، موضحا أن الحركة تواصل كذلك دعم مسيرته وخطواته السياسية التي كرست تأييدا عالميا للقضية الفلسطينية ونجحت في انتزاع اعترافات هامة بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

وأكد أن حركة فتح والقيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس تقوم بحملة عالمية تهدف إلى تكريس الوجود الفلسطيني على مستوى العالم وجاء هذا التكريس من خلال الاعترافات التي كان آخرها اعتراف أربعة دول مهمة في الشهر الجاري بالإضافة إلى الاعترافات الأخرى وتأتى ذلك في أعقاب انطلاق الثورة الفلسطينية وتضحيات مئات آلاف الفلسطينيين.

ومع قرب حلول الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقة الحركة قال عساف: quot;نحن نستذكر بهذه المناسبة كل عظماء الشعب الفلسطيني وقادته، مؤكدا أن حركة فتح تفتخر بمواقف الرئيس محمود عباس كونها تمثل الإجماع الفتحاوي أولا والإجماع الفلسطيني ثانيا ولأن مشروعها وهدفها هو وطني فلسطيني ولم تكن في يوم من الأيام مشروع فصائلي أو حزبيquot;.

وأضاف quot;نحن في حركة فتح نقف خلف الرئيس محمود عباس في هذه المواقف السياسية التي أثبتت فعاليتها وصوابيتها نتيجة هذا الموقف غير المسبوق في إدانة إسرائيل وإجراءاتها الممارسة ضد الفلسطينيين والوقوف والتضامن مع الشعب الفلسطينيquot;.

وأكد أن هذا التفهم وهذه المواقف الدولية والانجازات كلها جاءت بسبب صلابية المواقف والتعامل الصادق والصريح مع كل الأطراف سواء المحلية أو العالمية التي قادها الرئيس عباس الامر الذي يؤسس إلى البناء الحقيقي للدولة الفلسطينية.

وهنأ عساف الشعب الفلسطيني والعربي وكافة أحرار العالم بهذه المناسبة المجيدة التي أسست إلى مرحلة جديدة في الشعب الفلسطيني حيث أسست ثقافة المقاومة ونقلت الفلسطينيين من قضية إنسانية كما صورتها إسرائيل إلى قضية تحرر وطني وأعادت القضية إلى الخارطة الجغرافية والسياسية العالمية.

وأكد الناطق باسم حركة فتح أن القيادة الفلسطينية تقوم بتجسيد الدولة الفلسطينية على أرض الواقع من خلال بناء مؤسسات الدولة ومن خلال تعزيز صمود المواطن الفلسطيني على أرضه وهو المشروع المغاير للتوجه الإسرائيلي الذي هدف إلى طرد الفلسطينيين وتشتيتهم وإلغاء وجودهم.

خيارات فتح القادمة

وفيما يتعلق بالخيارات القادمة لحركة فتح قال عساف: quot; لن نبقى أسيرين للتعنت الإسرائيلي وإفشال كل محاولات الوصول إلى سلام، مؤكدا أن الهدف الأول تمثل بضرورة الوصول إلى سلام حقيقي وعادل ودائم وقائم على أساس حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين ولكن إسرائيل رفضتquot;.

وأضافquot; لذلك كان التحرك الدولي بقيادة الرئيس محمود عباس وجاءت الاعترافات بالدولة الفلسطينية وتحدثنا من أجل ذلك عن التوجه في هذه الفترة إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار دولي فيما يتعلق بضرورة وقف الاستيطان وتحريمه وتجريمه وسيصار لاحقا إلى مطالبة العالم أجمع بالاعتراف بحدود الدولة الفلسطينيةquot;.

وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية والانقسام الحاصل بين الضفة وغزة أكد عساف: quot;أن هذا الانقاسم يعتبر بمثابة غصة موجودة في صدور وقلوب كل أبناء الشعب الفلسطيني وتحديدا حركة فتح، وبالتالي وتوجها منها نحو إنهاء هذا الظرف وقعت حركة فتح على الوثيقة المصرية منذ عام وشهرين فيما ترفض حركة حماس التوقيع حتى الآن ورغم ذلك قمنا بمبادرات عديدة ولكن حماس تواصل الرفض وإعطاء المبررات التي من شأنها تعطيل الجهود المبذولة، مطالبا حماس بإنهاء الانقسام والتوقيع على وثيقة المصالحة المصرية ومن ثم التوجه نحو انتخابات رئاسية وتشريعيةquot;.

عباس مرشح فتح الوحيد

وعن الانتخابات القادمة في حال تم التوافق عليها ومرشح حركة فتح لها قال عساف: quot;إن مرشح حركة فتح لأية انتخابات قادمة هو عباس وهو قرار متخذ من قبل اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركةquot;.

وأوضح أن عباس عندما أعلن أنه لن يترشح لأية انتخابات قادمة كانت رسالة واضحة للعالم هدفها quot;أننا لسنا طلاب سلطة ولا كراسي وبأننا لن نسمح أن تبقى السلطة في هذه الحالة من السيطرة الإسرائيلية ولا يمكن أن نتعايش مع هذا الواقع وبالتالي على العالم أن يلزم إسرائيل بوقف اعتداءاتها ضد الفلسيطينيين والمضي قدما في استحقاقات عملية السلامquot;.

وذكر أن هناك إجماع على أن عباس هو مرشح حركة فتح ولكن الانتخابات التي كانت مقررة عطلت بسبب رفض حركة حماس إجراءها في غزة ورفض إسرائيل إجراءها في القدس وبالتالي فإن حركة حماس وإسرائيل تتحملان مسؤولية عدم إجراء هذه الانتخابات رغم أن الرئيس عباس كان قد أصدر مرسوما حسب القانون لإجرائها في الضفة وغزة والقدس. وأعرب عساف عن أمله في أن تتحقق المصالحة الفلسطينية من أجل الذهاب إلى انتخابات ويقول فيها الشعب الفلسطيني كلمته ويختار من سيمثله.

وفيما يتعلق بإمكانية طرح بدائل إذا ما أصر الرئيس عباس على موقفه بعدم الترشح قال الناطق باسم حركة فتح: quot;لم يتم طرح أسماء ولا مرشحين والرئيس محمود عباس هو المرشح الوحيد لحركة فتح وهو قرار متخذ في اللجنة المركزية والمجلس الثوري كونه الضامن للمواقف الفتحاوية والوطنية ويعبر عنها بإخلاص وصدق وأثبتت مواقفه صلابيتها من خلال التجاوب العالمي مع القضية الفلسطينية.

وشدد على أن موقف حركة فتح واضح ومحدد وهو السير خلف محمود عباس ودعم مواقفه والشد من أزره في هذه المعركة التي يخوضها ضمن عنوان إقامة الدولة وسنبقى ندعمه في هذه المعركةquot;. وحول إمكانية أن يقوم عباس بطرح من يمكن أن يخلفه أكد عساف أننا حاليا لسنا بصدد الانتخابات ولا يوجد أجواء انتخابية ومن السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع والرئيس محمود عباس هو مرشح الحركة الوحيدquot;.

وفي هذه الذكرى أكد عساف أن الحركة والشعب الفلسطيني يتمنون أن يكون هذا العام عام التحرر الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية وستقوم حركة فتح بتسخير كل طاقاتها وجهودها وإمكانياتها الداخلية والخارجية من أجل تحقيق هذا الهدف وإنهاء الانقسامquot;.

وبهذا الخصوص قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد المجيد السويلم في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; إن الرئيس محمود عباس في الفترة الأخيرة أوضح بشكل جلي مسألة في منتهى الأهمية كان يدور حولها لغط بهذا الشكل أو ذاك هو موضوع تنحيه عن رئاسة السلطة.

وأضاف quot;الرئيس أعلن بشكل واضح أنه لن يتنحى وأن مسألة التنحي ليست واردة ومسألة الانتخابات والترشح للانتخابات هو استحقاق قانوني ودستوري وعندما يأتي وقته فإن الرئيس ليس لديه نية للترشح حينذاك وبالتالي فإن حركة فتح مطالبة أن تقدم مرشحا بديلا في حينه وعندما يأتي الوقت المناسب وتكون قد تدارست أوضاعها وبإمكانها حينذاك أن تقدم المرشح التي تعتقد أنه يمكن أن يكون رئيساquot;.

وتابع quot;بالتالي لا أرى أية إشكالية فلسنا أمام مشكلة بدائل وإنما أمام مشكلة سياق طبيعي واستحقاق قانوني وشرعي عندما يأتي وقت الانتخابات ستتصرف حركة فتح بالحكمة وستقدم في حينه مرشحها لتولي مسؤولية السلطة الوطنية ومنظمة التحريرquot;.

وأوضح السويلم quot;أنه ليس بالضرورة أن تكون عملية الانتخابات القادمة في نفس السياق القانوني القائم، بحيث يمكن أن يكون الموضوع مختلفا بمعنى وجود إمكانية فصل ما بين قيادة منظمة التحرير وقيادة السلطة أو الدولة.

وقال: quot;أعتقد أن هذه المسائل ستدرس في حينه بشكل تفصيلي ومعمق وسيتم التوصل إلى الصيغة الأنسب سواء من جهة جمع الرئيس للمسؤوليات بين منظمة التحرير والسلطة وحركة فتح أو سواء بالنسبة لعملية الفصل التي يمكن أن تقتضيها الحالة عندئذ خصوصا أنه وإذا تم الاعلان عن دولة فلسطينية فمن المؤكد في غضون السنة القادمة ستحصل تغيرات بنيوية على موضوع الرئاسة وصلاحيات الرئاسة والفصل ما بين صلاحيات في الدولة وصلاحيارت رئاسة منظمة التحريرquot;. وأكد أنه سيتم تدارس هذه القضايا الجوهرية في حينه وبشكل معمق.

وفيما يتعلق بمتابتعه لواقع حركة فتح وتوجهاتها القادمة حول هذا الموضوع قال السويلم: quot;إنه وحتى اللحظة فيما يتعلق بمسألة الرئاسة لا أعتقد أن حركة فتح قد تدارست الموضوع بصورة معمقة وإن كان لا بد أنه جرى تداوله بشكل أو آخر ولكنني لا أعتقد أن حركة فتح وضعت على جدول أعمالها مثل هذا البند وهي مسألة مؤجلة لحين استحقاق وطني متفق عليه في كافة الأراضي الفلسطينية واعتقد أن حركة فتح بإمكانها تعميق هذه التداولات وفقا للظروف القادمةquot;.

وحول إمكانية وجود أسماء مطروحة إذا ما اقرت الانتخابات قال السويلم: quot;لا أعتقد أنه قد حان الوقت ولكن إذا ما تم الفصل بين رئاسة الدولة ورئاسة المنظمة أو ما بين رئاسة الدولة ورئاسة حركة فتح ففي حينه سيتم تداول أسماء مختلفة وأغلب الظن أن شخصية رئيس الدولة يمكن ان تكون مستقلة في حين يمكن أن يكون رئيس منظمة التحرير شخصية بمكانة الرئيس محمود عباس ومن المبكر الحديث في مسألة الأسماء ومن المؤكد أن يكون هذا الموضوع محمور نقاش معمق بين الجميع وعلى الفصائل وجميع القوى البحث في هذه التفاصيل.

وأكد أنه وعند إعلان الدولة وترسيم حدودها ووافقت الأمم المتحدة على عضوية كاملة العضوية لفلسطين في الأمم المتحدة يمكن في ضوء ذلك ان يتم تغيرات بنيوية أو هيكيلة على الرئاسات الثلاث في فلسطين.

وفيما يتعلق بصلاحيات عباس بإختيار من سيخلفه وفقا للقانون قال السويلم: quot;هذه مسألة مؤسساتية وليست رغبة الرئيس فقط والرئيس لا يمكن أن يسمي أحد بمعزل عن المؤسسة والتشاور مع مجمل المؤسسات ولا اعتقد أن الرئيس سيعتبر هذا الشأن هو شأن فردي أو خاص فالسألة اساسا مؤسساتية وحين يحين الوقت يمكن ان تدرس في المؤسسات وفق الأصول القانونية والشرعية المتبعة.

وأكد أنه في حال تم التوافق على إجراء الانتخابات فإن المطلوب من حركة فتح أن تقدم مرشحها الذي يكون عليه إجماع بقدر الإمكان على مستوى الحركة أولا ثم على مستوى منظمة التحرير ويجب أن نعرف بان مسؤولية إدارة الدولة هي مسؤولية السلطة الوطنية وهي الذراع الأيمن للمنظمة الأم منظمة التحرير قائدة النضال الوطني والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وقال إذا قامت الدولة الفلسطينية بالمواصفات التي تطرحها منظمة التحرير فهي دولة كل الفلسطينيين وليست دولة الداخل فقط وهي للجميع وحركة فتح مطالبة بتقديم كل ما يعزز من دورها ويعزز الديمقراطية وطرح البدائل واقتراح الأسماء ولملمة البناء الوطنيquot;.

وكانت صحيفة الواشنطن بوست نشرت مؤخرا تقريرا يتحدث عن وضع محمود عباس وطرح عدة أسماء من الممكن أن تكون مطروحة لخلافته ومن بين هذه الأسماء محمد دحلان وناصر القدوة وصائب عريقات ونبيل شعث إلا أن حركة فتح تصر على موقفها بأن الرئيس عباس هو مرشحها القادم.