رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين دافع عن ورسيا بعد أن وصفت بأنها quot;دولة المافياquot; في وثائق ويكيليكس
يستعد موقع ويكيليكس لشن هجوم على روسيا بنشره وثائق تتعلق بالفساد الحكومي، في حين تجد الإدارة الروسية أن تسريب مثل هذه الوثائق أمر مؤسف.


موسكو: المواد الفضائحية لموقع ويكيليكس التي أصبحت الحدث الأهم خلال هذا العام الذي يشرف على نهايته، ستجلب المزيد من المفاجآت، حيث يؤكد مؤسس الموقع جوليان أسانج أنه سينشر قريباً آلاف الوثائق الدبلوماسية المرتبطة بالفساد الحكومي في روسيا. وأعلن أسانج أن موقعه سينشر في بداية العام المقبل وبالتعاون مع صحيفة quot;نوفايا غازيتاquot; الروسية المعارضة وثائق غير معروفة سابقاً عن الفساد الحكومي في روسيا.
وضمن هذا السياق نشرت صحيفة الغارديان البريطانية الإثنين، وثائق دبلوماسية صادرة عن السفارة الأميركية في موسكو، تصف روسيا quot;بأنها دولة المافياquot;، وحسب تقدير تلك الوثائق الأميركية التي يتزامن نشرها مع مباشرة المحكمة في موسكو الإثنين تلاوة قرار الحكم على رجل الأعمال الروسي ميخائيل خودوركوفسكي، quot;أن الكرملين أقام نظاماً لتصفية الخصوم السياسيين من دون عقابquot;.
كما أشير في تعليق صادر عن السفارة الأميركية بموسكو 2009: quot;ان محاولات الحكومة الروسية لإظهار الإلتزام بتفوق االقانون في قضية خودوركوفسكي على أنها لا تعدو أكثر من أحمر شفاه على وجه خنزيرquot;.
وكان الموقع قد نشر قبل ذلك وثائق تستحق تفحص مدى صحتها خاصة أنها نالت من سمعة القيادة الروسية، وتثير الشكوك حول نوايها وأهدافها وتتناول إستشراء الفساد الحكومي وسيطرة جهات معينة على النفوذ المالي والسياسي.
بيد أن موسكو تعاطت مع نشر تلك الوثائق المسيئة ببرودة واضحة، وقللت من أهميتها ومن تداعياتها المحتملة على العلاقات مع الدول. مع أن وسائل الإعلام الغربية قد ضخت في الفترة الماضية سيلاً كبيراً من التهم التي طالت في غالبية الأحيان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ومواقفه السياسية. وقد أعلنت صحيفة نوفايا غازيتا المعارضة بأنها ستنشر وثائق ويكليكس التي تتناول الفساد الحكومي بين كبار المسؤولين.
روسيا لا تبالي
من جهته وصف الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف المعلومات الدبلوماسية التي تسربت إلى الإنترنت بأنها quot;وقحةquot;، وقال أن روسيا بشكل عام لا تبالي بما ورد في التسريبات التي نشرها موقع quot;ويكيليكسquot; على شبكة الانترنت مؤخراً عن الوضع الداخلي في روسيا.
وفي معرض تعليقه على ما كشفه موقع quot;ويكيليكسquot; من المراسلات الدبلوماسية الأميركية قال الرئيس الروسي: quot;نحن بشكل عام لا نبالي بتاتاً بما يتم تداوله في الأوساط الدبلوماسية عندما يقوم هؤلاء بتقديم تقييماتهم لهذا الحدث الإجتماعي أو ذاك في بلادنا.
فهذه آراء بعض الأشخاص لا أكثر. والأهم من ذلك بكثير هو ما يحدث على أرض الواقعquot;. وأعلنت ناتاليا تيماكوفا السكرتيرة الصحافية للرئيس الروسي أن الكرملين لم يجد أي شيء شيق يستحق التعليق عليه في المواد التي نشرها quot;ويكيليكسquot;، وذكرت بتهكم أن quot;أبطال هوليوود المختلقين ليسوا بحاجة على الأرجح إلى تعليقات رسميةquot;.
وسبق لمصدر دبلوماسى مطلع أن صرح لوكالة ايتار تاس بأن quot;موسكو تبدي بصدد مواد quot;ويكيليكسquot; المنشورة مشاعر الأسف والحيرة إزاء الزملاء الأميركيينquot;. وأشار المصدر إلى أن quot;نشر هذه المواد هو أمر يؤسف له، وأن الزملاء الاميركيين وجدوا أنفسهم فى وضع صعبquot;.
وقال مصدر مقرب من الأوساط الدبلوماسية فى حديث لايتار -تاس أن quot;الدبلوماسية تعني ثقة ولهذا بالإمكان أحيانا التحدث عن أشياء لا يمكن التحدث بها بحضور ممثلي الصحافة. لهذا تبدي موسكو مشاعر الأسف إرتباطا بنشر الموادquot;.
وأضاف quot;ليست لدينا أية شماتة في هذا الصددquot;. وهو يرى أن quot;على دبلوماسيينا العمل بمزيد من الدقة في هذا المجال لأن تحميل الألقاب غير اللائقة لزعماء الدول هو عمل غير معتاد. وآمل ألا يكون هناك أي شيء من شأنه أن يغدو مفاجأة بالنسبة للسياسة الخارجية الروسيةquot;. وأضاف المصدر quot;تأمل موسكو فى ألا يكون بمقدور مواد quot;ويكيليكسquot; أن تعرض للخطر التقييم الروسي للعمليات السياسية.
كما أكد المصدر أن quot;النبش في الشؤون الدبلوماسية يعد أمراً غير محبذ للغاية ولا يبعث على السرور البتةquot;. وتعتبر منشورات موقع quot;ويكيليكسquot; قصصا شيقة، وقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ذلك رداً على سؤال حول مدى إعتبار منشورات هذا الموقع جدية، وما اذا كانت ستؤثر على العلاقات الروسية - الأميركية. وأكد quot;أن هذه المنشورات قصة شيقة إلا أننا نفضل في السياسة الخارجية الاسترشاد بالأعمال المحددة للشركاءquot;. وأضاف quot;سنواصل التمسك بمثل هذا الموقف في المستقبل ايضاquot;.
تحليل الوثائق
لم تنأى هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية بنفسها عن تقييم ما نشر في الوثائق، وقال رئيس الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف أن هيئته ستحلل مواد quot;ويكيليكسquot; وستطلع رئيس البلاد على الاستنتاجات التي ستتوصل إليها. وقال فرادكوف quot;إن العديد من الوقائع التي ظهرت في المواد التي تسربت الى quot;ويكيليكسquot; تتطلب التوقف عندها، لأنها مواضيع تستدعي تحليلهاquot;.
وتابع: quot;توجد المعلومات الكافية للتحليل، وسنقوم بإطلاع قيادة البلاد على تقييماتناquot;. وأضاف quot;لا ألمس عموما في ذلك أي شيء جيدquot;. ويرى فرادكوف quot;أن التسرب في أي حال من الأحوال حدث هامquot;. وأجاب في رده على سؤال حول إن كان هناك مستفيدون من وراء تسرب المعلومات: quot;سنرىquot;. كما أعلن وزير الدفاع الروسي اناتولي سرديوكوف أن روسيا ستتخذ إجراءات مناسبة في حال نشر قوات أجنبية على مقربة من حدودها الرسمية.
وجاء كلامه هذا تعقيبا على ما تردد في وثائق quot;ويكيليكسquot; حول أن موقف حلف الناتو من روسيا لم يتغير وأن الحلف يرى في روسيا كما في السابق عدواً وخصماً محتملاً له. وقال سرديوكوف quot;اننا لا نزال نأمل فى أن هذه الوثيقة لا تتفق مع الأمر الواقع أو نتمنى، طبعاً ان تكون بعيدة عما تسرب من quot;ويكيليكسquot; ولو أننا نفهم أن أي نشر كان للقوات الأجنبية قرب الحدود الروسية يثير لدينا القلق مما سيدفعنا لإتخاذ اجراءات تناسب تلك الاجراءات التي يتخذها هذا الطرف أو ذاك أو حلف بكامل قوامه كما يبقى عليه الحال حالياًquot;.