أكدت مصادر مطلعة أن الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية تواصل احتجاز مدعي الألوهية على موقع فايسبوك الذي كان قد اعتقل قبل نحو شهرين رغم المطالبات الدولية بضرورة إطلاق سراحه. وفيما اكدت السلطات الفلسطينية ان وليد حساين بصحة جيدة، اعرب حقوقيون عن خوفهم من ان يواجه حساين تهمة تحقير الأديان.


صورة للاعتذار الذي بثه وليد حساين

قالت مصادر أمنية خاصة quot;لإيلافquot; إن جهاز المخابرات العامة في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية يواصل احتجاز المدون والناشط وليد حساين الذي كان قد ادعى الألوهية على موقع فايسبوك وأنشأ مدونة خاصة باسمه، واكدت ان الاجراء يهدف الى quot;الحفاظ على حياتهquot;.

وأوضحت هذه المصادر أن حساين لم يصدر بحقه أي حكم أو إدانة حتى الآن، مؤكدة أن عملية احتجازه تتواصل حرصا على حياته وخشية من تعرضه للخطر أو الملاحقة من قبل متشددين، بعد أن قام بالتهجم على الأديان والتطاول على الرسالات السماوية وخاصة الدين الإسلامي من خلال مدونته وموقعه على فايسبوك.

كما أوضحت أن حساين بصحة جيدة وممنوع من الزيارة واللقاءات الصحافية حرصا على سلامته وخوفا من تعرضه للأذى.

من جهة اخرى، قال حقوقيون إن حساين قد يتعرض لتهمة تحقير الأديان وهي تهمة يحاسب عليها القانون المعمول به في الأراضي الفلسطينية.

وأكد قانونيون أنه وتبعا لقانون العقوبات الأردني لعام 1960 المعمول به في الأراضي الفلسطينية فإن تهمة تحقير وإزدراء الأديان تعد جريمة يحاسب عليها القانون وتصل العقوبة كما تنص عليها المادة 278 quot;في إطار إهانة الشعور الديني بالحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر أو بغرامة لا تزيد على عشرين ديناراً لكل من قام بنشر شيئاً مطبوعاً أو مخطوطاً أو صورة أو رسماً أو رمزاً من شأنه أن يؤدي إلى إهانة الشعور الديني لأشخاص آخرين أو إلى إهانة معتقدهم الديني. أو تفوه في مكان عام وعلى مسمع من شخص آخر بكلمة أو بصوت من شأنه أن يؤدي إلى إهانة الشعور أو المعتقد الديني لذلك الشخص الآخرquot;. وذكروا أنه إذا ما عرض على القضاء فإنه قد يواجه تهمة التعدي والتطاول على الأديان وبالتالي الحكم بسجنه تبعا للقضية والآلية التي يتم بها تكييف هذه القضية.

وكان حساين اعتقل متلبسا في أحد مقاهي مدينة قلقيلية في السادس من تشرين الثاني- نوفمبر الماضي بعد عملية مراقبة مكثفة قام بها جهاز المخابرات العامة بالتعاون مع النيابة العسكرية الفلسطينية لفترة قاربت الشهرين، واحتجز بتهمة ادعاء الألوهية وإنشاء صفحة مثيرة للجدل على موقع التواصل الاجتماعي الشهير فايسبوك باسم quot;أنا اللهquot;.

كما تسبب حساين بتشكيل جماعات متعددة مناهضة لأفكاره من مختلف دول العالم انشات العديد من الصفحات المضادة لصفحته التي يدعو من خلالها إلى اعتناق أفكاره وتوجهاته وتمثل ذلك بإجبار موقع فايسبوك على إغلاق صفحته الأولى قبل عدة أشهر. وتسبب هذا الشاب - الذي يعمل حلاقا ولا يتعدى عمره 25 عاما- بحالة من الجدل لفترة طويلة من خلال أفكاره التي أثار نشرها على الشبكة العنكبوتية غضب الملايين من روادها الذين تصدوا له بإنشاء عدد كبير من المجموعات التي تهاجم أفكاره وتهجّمه على الأديان السماوية وخاصة الإسلام وقيامه بكتابة آيات قرآنية بعد تحريفه لها وإعادة نشر رسوم مسيئة للنبي محمد كانت صحف أجنبية قد نشرتها في السابق.

وكانت منظمتا هيومن رايتس ووتش ومراسلون بلا حدود طالبتا بالإفراج عن حساين معتبرة أن quot;التعبير عن أراء غير شعبية أو إهانة المسلمين لا تشكل سبباً للاحتجاز التعسفيquot;، و دعتا الى ldquo;توفير الحماية لحساين بدلا من تقييد حريته في التعبيرquot;. كما دعت الخارجية الفرنسية في وقت سابق أجهزة الأمن الفلسطينية إلى الإفراج عن المدوّن والناشط وليد حساين.

وقال بيان صادر عن الخارجية الفرنسية نقلته مصادر صحافية: quot;إن حساين كان يمارس quot;حرية التعبير على مواقع إلكترونية خاصة بالملحدينquot; ويتوجب على السلطة الفلسطينية إطلاق سراحهquot;. وأوضح البيان أن باريس معنية بحماية الحريات العامة وحقوق الإنسان، وعلى رأسها حرية التعبير التي قد تعترضها تهم مثل ازدراء الأديان، مؤكدا في الوقت ذاته أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يكفل حرية المعتقد للناس، وحق اعتناق الآراء التي يرغبون بها دون تدخل.

وأكدت بعض المصادر أن حساين يعد أحد أهم الناشطين الملحدين على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، وصاحب مدونة quot;نور العقلquot; و quot;صفحة اللهquot; التي يدعي فيها الألوهية. وفجرت هذه الصفحة إبان إنشائها موجة سخط عارمة بين صفوف مئات الآلاف من متصفحي الإنترنت نظرا لاستفزازها المباشر لمشاعر المسلمين وتعمد صاحبها لتحريف القرآن والاستهزاء بالرسل.