أمطار غزيرة شهدتها مدينة جدة لليوم الثاني على التوالي، في ظل احتجازات لبعض سكان أحد المجمعات السكنية بشرق المدينة الذي كان موقعا كذلك لأربعاء جدة الأسود قبل عام، فيما تواصل فرق الدفاع المدني مهماتها بواسطة الطيران العمودي والقوارب المطاطية.


أمل إسماعيل من مكة وغادة محمد من جدة: أفاقت مدينة جدة (غرب السعودية) صباح يوم الخميس على ذكرى quot;الأربعاء الاسودquot;، بعد هطول أمطار غزيرة تشهدها المدينة لليوم الثاني على التوالي. وفي ظل تحذيرات مسبقة من رئاسة الأرصاد قبل يومين من احتمال هطول أمطار على الأجزاء الساحلية الغربية من السعودية، أنقذت فرق الدفاع المدني عددًا من المحتجزين في شرق المدينة.

وقال مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله جداوي في تصريح لـ quot;إيلافquot;، إنّه تمّ إنقاذ أكثر من 200 شخص عبر قوارب الإنقاذ، إضافة إلى إنقاذ عشرة أشخاص بوساطة الطيران العمودي، بينما أنقذت الفرق الميدانية عائلة مكونة من سبعة أشخاص كانوا محتجزين داخل سيارتهم في أحد الأودية.

وكان الدفاع المدني في مكة اعلن أن السيول المارة عبر وادي البجيدي في منطقة شرائع المجاهدين جرفت مركبة كانت تقل قائدها وأطفاله الثلاثة وهو سعودي الجنسية من سكان المنطقة فعثرت فرق الإنقاذ على جثث الأطفال الثلاثة نتيجة الغرق جراء جرف السيول لهم وما زال البحث جاريا للعثور على والدهم.

الى ذلك عادت الحركة الملاحية الجوية إلى طبيعتها بعد استقرار الأجواء على المدينة، حيث استقبل مطار الملك عبدالعزيز الرحلات التي وجهت سابقا إلى إلى مطارات المدن المجاورة. في وقت أغلقت الجهات المختصة طريق جدة - المدينة حتى يتم إزالة تجمعات المياه التي خلفتها الأمطار.

وتسببت الأمطار التي هطلت صباح اليوم بعدد من الحوادث، واقتلاع عدد من الأشجار وإغلاق بعض الطرق نتيجة تجمع المياه الذي أعاق سير المارة، إضافة إلى ارتفاع منسوب المياه ما تسبب بدخولها إلى المنازل والأسواق التجارية.

فيما تشير المعلومات الأولية إلى أن مستشفيات المدينة لم تسجل أي إصابات أو وفيات حتى ساعة إعداد هذا الخبر. وشهدت حركة الملاحة الجوية والبحرية إغلاق مطار الملك عبدالعزيز، حيث تم تحويل الطائرات القادمة إلى مطار المدينة المنورة ومطار جازان (جنوب السعودية)، فيما أعلنت إدارة ميناء جدة توقف حركة الملاحة البحرية متوقعة أن تعود الحركة الملاحية إلى طبيعتها بعد استقرار الأجواء.

وتسببت الأمطار التي هطلت اليوم كذلك على مدينة مكة بحريق في أحد المباني نتيجة التماس كهربائي، دون أن تسجل المعلومات أي حوادث أو وفيات وفقًا لبيان الدفاع المدني في مكة.

وشهدت مدينة ينبع (شمال جدة) هطولاً غزيرًا للأمطار تسبب في توقف حركة المرور لبعض الطرق داخل المدينة دون أن تسجل المعلومات الواردة أي خسائر بشرية. وشهدت مدينة الطائف (جنوب جدة) رياحًا قوية وأمطارًا غزيرة، تسببت بسقوط عدد من أعمدة الإنارة دون أن تسجل أي خسائر بشرية وفقًا لبيان متحدث الدفاع المدني المقدم خالد القحطاني. مطالبًا السكان بعدم الاقتراب من بطون الأودية والسيول.

وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في بيان لها اليوم أن تتواصل الأمطار الرعدية على أجزاء من شرق منطقة مكة المكرمة، والأجزاء الساحلية منها وتمتد السحب على منطقة حائل والقصيم والحدود الشمالية..

وأوضحت الأرصاد السعودية في تقرير لها عن حالة الطقس المتوقعة أن السحب تشمل الأجزاء الشمالية من منطقة الرياض ونشاطًا في الرياح السطحية على شمال وشرق ووسط المملكة، وتثير الأتربة والغبار، كما أنها تحدّ من مدى الرؤية الأفقية، وتستمر درجات الحرارة بالانخفاض على شمال المملكة وخصوصًا الغربية منها.

وكانت مدينة جدة قد تعرّضت في أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2009 إلى quot;تسوناميquot; شهير عرف باسم quot;الأربعاء الأسودquot; قتل فيه أكثر من 130 شخصًا في شرق المدينة. وهو الأمر الذي آلم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وأمر حينها بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق عن الكارثة مع تشكيل لجنة أخرى لتطوير شرق المدينة.

واوضح أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل اليوم خلال مؤتمر صحافي عن وجود أربع وفيات (رجل و3 أطفال) جراء السيول في مكة، وكذلك تم إنقاذ ما يقارب 200 شخص من حي أم الخير في جدة. وأيضا إصابة عسكري بحادث في إحدى الدوريات ونقل إلى المستشفى وهو في حالة حرجة حتى الآن بعد أن هطلت الأمطار منذ أمس على منطقة مكة المكرمة حيث وصلت كمية الأمطار 27 ملم في بعض المحافظات والمناطق التابعة لمحافظة جدة ومنطقة مكة المكرمة بشكل عام واليوم وصلت غزارة الأمطار إلى 50 ملم على عدد من المحافظات. وأضاف الفيصل أن هناك حالات أخرى سوف يعلن عنها في وقت قريب.

محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بيّن من جانبه، أن أمطار أمس الأربعاء متركزة على شمال جدة، وأما أمطار اليوم الخميس فكان فيها جنوب جدة أكثر تضررا من الشمال، مضيفا أن السيول لم تكن منقولة، ولكن كانت كثافة الأمطار أدت إلى ارتفاع منسوبي المياه.