نشرت صحيفة نيويورك تايمز دراسة لاحظت أن النحلة والإنسان يستخدمان الطريقة نفسها للتعرّف إلى الوجوه وتسمّى التحليل التشكيلي.

يتكون دماغ النحلة من مليون خلية عصبية بالمقارنة مع 100 مليار خلية كهذه في دماغ الانسان. وتوصّل باحثون الى ان النحلة تستطيع التعرف إلى الوجوه و هي تفعل ذلك كما يفعل الإنسان.

وقال فريق من الباحثين في دراسة نشرتها مجلة البيولوجيا التجريبية بعددها لشهر شباط/فبراير ان النحلة والانسان يستخدمان طريقة تُسمى التحليل التشكيلي بتركيب مكونات الوجه ـ العينان والأنف والفم ـ لتكوين نمط يمكن تمييزه.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مارتن غيرفا استاذ البيولوجيا في جامعة طولوز الفرنسية وأحد المشاركين في البحث قوله ان العملية اشبه بالتلصيق وان لدى النحلة القدرة نفسها التي يتمتع بها الانسان في ادراكه ان المعبد الصيني مأوى والشاليه السويسري مأوى، وذلك بالاستناد الى مكوناتهما. واضاف quot;اننا نعرف وجود خطين شاقوليين وسطح شبيه بالكوخ. انه بيتquot;.

انشأ فريق الباحثين في مجرى عملهم معرضا من الصور المرسومة باليد، بعضها صور وجوه والبعض الآخر صور اشياء أخرى. ووُضعت امام صور الوجوه سلطانيات من الماء المحلى بالسكر في حين وضعت الصور الأخرى وراء سلطانيات فيها ماء فقط. وبعد بضع رحلات فاشلة الى السلطانيات التي ليس فيها ماء محلى بالسكر، دأب النحل على العودة الى سلطانيات الماء المحلى الموضوعة امام صور الوجوه.

وكانت صور الوجوه والسلطانيات تُنظَّف بعد كل زيارة تقوم بها النحلة للتأكد من ان النحل يستخدم مؤشرات ومفاتيح بصرية للوصول الى ماء السكر وليس الاعتماد على آثار الرائحة التي تركها في الرحلات السابقة بين خليته والسلطانيات.

واكتشف العلماء ان النحلة تستطيع ان تميز ايضا بين وجه يقدم ماء محلى وآخر لا يقدمه. وبعد ساعات من التدريب كان النحل يتعرف على الوجوه المرتبطة بالماء المحلى في نحو 75 في المئة من المرات، بحسب ادريان داير وهو عالم بصري من جامعة موناش الاسترالية وشارك في الدراسة.

قال الباحثون انهم بيولوجيون وليسوا علماء كومبيوتر لكنهم يأملون بأن تُستخدم نتائج عملهم على نطاق واسع، وخاصة من جانب خبراء التعرف على الوجوه. واعتبر داير ان عمل فريق الباحثين سيكون انجازا كبيرا إذا رأت جهة ما انه مثير للاهتمام ويمكن ان يسهم في تحسين الأمن في المطارات. واضاف quot;ان الآليات المحتملة يمكن ان تكون متاحة للوسط الأوسع من العاملين في مجال التعرف على الوجوهquot;.

الباحث غيرفا من جهته قال ان الفائدة من دراسة مخلوق بسيط مثل النحلة تتمثل في معرفة ان تمييز الأجسام عن بعضها البعض لا يتطلب شبكة عصبية معقدة. واضاف ان بالامكان ان نتصور قدرتنا على تدريب آلات من خلال عمليات متكررة بحيث تتوصل الى استخراج الشكل والتعرف على ان quot;هذه دراجة نارية أو كلا انه بالاحرى كلبquot;.

ولكن ديفيد فورسايث عالم الكومبيوتر في جامعة الينوي الاميركية قال ان نتائج البحث شيقة لكنها لا تساعد في معالجة اصعب مشكلة تواجه خبراء التكنولوجيا وهي بناء منظومات تتعرف على الأشخاص أنفسهم بعد فترة من الوقت، حين يكون شعرهم قد طال أو صاروا يستعملون نظارات أو بعد تقدمهم بالعمر. quot;فهذه كلها مهمات يستطيع البشر انجازها عادة في حين ان الكومبيوترات تجد صعوبة في نسخهاquot;. ولكن فورسايث شدد على اهمية إغناء البحث في مجال التعرف على الوجوه بدراسة الحيوانات.