إقرأأيضاً
الجاليات العراقيَّة تحلم بالتغيير
العراق... انتخابات مصيريَّة

لندن: قبل 96 ساعة من موعد إجرائها الأحد المقبل دخلت الانتخابات التشريعية العراقيّة منحًى خطراً بإلقاء طائرات هليكوبتر منشورات ضد القائمة العراقيّة بزعامة أياد علاوي مع استعداد زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إلى القدوم من قم إلى الكوفة لإلقاء خطبة الجمعة بينما ظهرت دعايات إنتخابية للائتلاف الوطني تحمل صوراً للمرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني في حين يدلي رئيس جهاز المخابرات العراقية المستقيل محمد الشهواني بحديث تلفزيوني اليوم يتهم فيه زعيم المؤتمر الوطني أحمد الجلبي بعلاقات مخابراتية مع إيران.

احتدام حملة الاتهامات ومحاولات التسقيط

ملصقات إنتخابية لإحدى المرشحات

وتحتدم الحملة الانتخابية بين الفرقاء المتنافسين بشكل محموم وخطر ينذر بتفجر الاوضاع العراقية سياسيا وامنيا من خلال التصريحات النارية الاتهامية ومحاولات التسقيط السياسي والمنشورات والصور ورسوم الكاريكاتير المعادية التي تحمل إساءات بالغة للمتنافسين من الائتلافات والكيانات والشخصيات السياسية المتنافسة.

وتقوم عشرات القنوات العراقية المملوكة للاحزاب بإذكاء التوترات عبر برامج ومقاطع دعائية للمرشحين ونقل تصريحاتهم وتحركاتهم وخطبهم في المهرجانات الانتخابية التي تحمل اتهامات مباشرة ومبطنة الى الحكومة ورئيسها نوري المالكي الذي يقوم بجولات يومية على المحافظات حيث سيحل اليوم في محافظة واسط (160 كم جنوب بغداد) التي اتخذت فيها اجراءات امنية مشددة.

كما يواصل زعيم الائتلاف الوطني الشيعي عمار الحكيم منذ ايام زيارات لمحافظات الجنوب حيث تنظم له مهرجانات انتخابية يطرح من خلالها برامج الائتلاف في الوقت ذاته الذي يواصل رئيس ائتلاف تجمع وحدة العراق وزير الداخلية نوري البولاني بجولات داخلية شملت لحد الان 13 محافظة حيث سيكون اليوم في محافظة النجف (160 كم جنوب بغداد) ضمن حملة شفافة تعتمد على إمكانات مادية متواضعة كما ابلغ احد مساعديه quot;ايلافquot;.

منشورات جوية ضد علاوي

وشهدت مناطق من بغداد ومدينة الموصل الشمالية إلقاء طائرات هليكوبتر للجيش العراقي منشورات من الجو ضد علاوي وتحذر من التصويت لقائمته. وعرضت فضائية الشرقية العراقية مقابلات مع مواطنين عبروا فيها عن استيائهم من استخدام الطائرات التي يفترض ان تخصص لتحقيق الامن في الدعايات الانتخابية. كما اتهمت المتحدثة باسم القائمة العراقية ميسون الدملوجي كتلا سياسية بشن حملات تزوير وتسقيط ضد قوى وشخصيات وطنية منافسة واكدت ان عمليات الاجتثاث تستخدم ضد خصوم الحكومة.

وقالت في تصريح صحافي مكتوب تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه انه على الرغم من توقيع ميثاق الشرف الانتخابي من قبل الكتل الكبرى الخمس الاسبوع الماضي quot;الا اننا ما زلنا نرصد حملات في التزوير والتسقيط تقترفها بعض الكتل الموقعة على الميثاق ضد الشخصيات الوطنية التي تقف بثبات ضد هذه الممارسات التي لا تتناسب وأخلاقيات العملية السياسية ولا تليق بالتضحيات التي قدمها أبناء هذا الوطن في سبيل نيل الحرية والديمقراطيةquot;.

دعايات إنتخابية في مدينة النجف

واشارت الى ان ميثاق الشرف الانتخابي قد نصّ على عدم استخدام موارد الدولة المالية والبشرية واحترام المتنافسين لبعضهم والابتعاد عن أساليب التشهير والتجريح وتحريم الابتزاز السياسي والاحتراب والعنف. وقالت ان هذه الأساليب تعد دليلا على فشل هؤلاء في إقناع الناخب وإفلاس برامجهم الانتخابية.

ومن جانبه اعتبر النائب اسامة النجيفي المرشح على القائمة العراقية هذا الامر استغلالا لامكانات الدولة واجهزتها للدعاية للحكومة ورئيسها بالضد من القوانين العراقية وتعليمات مفوضية الانتخابات التي تعاقب على ذلك. يذكر ان وزير الدفاع عبد القادر العبيدي ووزير الامن الوطني شيروان الوائلي هما مرشحان على قائمة ائتلاف المالكي. كما ستعرض القناة اليوم مقابلة تلفزيونية مع رئيس جهاز المخابرات العراقية المستقيل محمد الشهواني يؤكد فيه وجود وثائق عن علاقات لرئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي مع المخابرات الإيرانية وتنسيقه معها.

صور السيستاني في دعايات انتخابية

وفي مدينة البصرة الجنوبية حذر مجلس محافظتها (ائتلاف المالكي) الائتلاف الوطني بزعامة الحكيم من الاستمرار بتوزيع منشورات انتخابية تتضمن صورا للسيستاني الى جانب شعار الائتلاف.

واكد محافظ البصرة شلتاغ عبود في مؤتمر صحافي رفض هذا الاسلوب في الايحاء للمواطنين بان المرجع يدعم قائمة الائتلاف في وقت اكد فيه اكثر من مره عدم دعمه لاي قائمة انتخابية وانه يقف على مساحة واحدة من جميع المرشحين والكيانات. واوضح ان القوات الأمنية أعتقلت عددا من موزعي هذه المنشورات.

الصدر من قم الى الكوفة

وما زاد الحملة الانتخابية سخونة ما يتردد من امكانية قدوم رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر من مدينة قم في إيران التي يتلقى فيها علوما دينية منذ عامين الى مدينة الكوفة قرب النجف لالقاء خطبة الجمعة المقبلة قبل 48 ساعة من موعد الانتخابات.

ورأت اوساط عراقية تحدثت مع quot;ايلافquot; ان وجود الصدر في الكوفة يمثل تحديا كبيرا للمالكي نظرا للخلافات الكبيرة بين الرجلين على خلفية رفض رئيس الوزراء اطلاق سراح معتقلي التيار الصدري والعفو عن المحكومين بالاعدام منهم اضافة الى ما تردد خلال اليومين الماضيين عن اصدار المالكي امرا باعتقال الصدر على خلفية اتهامه بدور في مقتل رجل الدين الشيعي رئيس مؤسسة الخوئي في لندن عبد المجيد الخوئي في النجف عام 2003.

ورغم نفي المالكي إصداره مذكرة اعتقال الصدر أكد قادة الائتلاف الوطني وجودها داعين المواطنين إلى ضبط النفس وعدم التأثر بما أسموها الأساليب الاستفزازية غير المسؤولة التي تستهدف إرباك الوضعين الأمني والسياسي لأغراض إنتخابية. وهاجم الائتلاف عقب اجتماع طارئ نوقش خلاله quot;المساس بالشخصيات الدينية الوطنيةquot; هذه الممارسات quot;التي تأتي في وقت يستعد فيه الشعب العراقي الى المشاركة في الانتخابات النيابية في السابع من آذار الحالي والتي تشكل منعطفا كبيرا في المشهد العراقيquot;.

ومن جهتهم أكد عدد من قادة الائتلاف صدور مذكرة اعتقال الصدر وقال احمد الجلبي quot;إن الائتلاف متأكد من صحة الخبر وإن صورة من مذكرة الاعتقال موثقة لدى الائتلافquot;. واعتبر صدور المذكرة في هذا الوقت بالذات يراد منه إرباك الوضع الأمني والسياسي وخدمة لأغراض انتخابية. وقال الجلبي إن المالكي هو الذي أصدر المذكرة لأنه القائد العام للقوات المسلحة ولا يمكن لوزارة الداخلية ان تصدر قرارات كهذه دون علم وموافقة مسبقة من المالكي.

وإزاء هذه التطورات فقد دعت الحكومة العراقية جميع المواطنين بالمشاركة الواسعة بالإنتخابات من أجل مستقبل أفضل وتدعوهم الى دعم المفوضية المستقلة للإنتخابات في جهودها لإجراء إنتخابات نزيهة وشفافة ومنع أي محاولات للتزوير أو شراء الأصوات من قبل البعض الذي يسعى إلى تخريب العملية الديمقراطية في العراق كما قال. وقال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ في تصريح صحافي مكتوب تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه أن الحكومة تدعو إلى نشر الوعي بين جميع الناخبين من أجل أجواء إنتخابية تنافسية شريفة تعطي فرصاً متساوية للجميع.

ومن جهته فقد طالب الممثل الخاص للسكرتير العام للامم المتحدة في العراق اد ميلكرت الفرقاء السياسيين العراقيين بتقبل نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة مشيرا الى انها ستجري باشراف مئات الالاف من الموظفين. وقال ميلكرت خلال مؤتمر صحافي في بغداد ان على الجميع احترام نتائج الانتخابات وعلى الخاسرين تقبل العمل من موقع المعارضة وعلى الفائزين تحمل مسؤولية تشكيل الحكومة.

وأشار الى ان الانتخابات ستجري تحت اشراف 300 الف موظف يعملون لصالح مفوضية الانتخابات بعد ان تلقوا تدريبات في هذا المجال. واضاف ان عدد المرشحين لها بلغ 6200 مرشح يتنافسون على 325 مقعدا بينها 82 مخصصة للنساء وفق نظام الكوتا فضلا عن مقاعد مخصصة للطوائف الدينية. واشار الى ان عدد الناخبين العراقيين يبلغ 19 مليون نسمة سيدلون بأصواتهم في 64 الف مركز اقتراع على ان يستقبل كل مركز حوالى 400 ناخب.