اجمع عراقيون في الولايات المتحدة الاميركية استطلعتهم ايلاف قبيل فتح صناديق الاقتراع نهاية الاسبوع الجاري على مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة، وسط قناعة تامة بان النتيجة ستكون مزورة.

ايلاف: الشعور بعدم الثقة، وبتزوير النتائج المسبق للانتخابات، اجمع عليه العراقيون الذين استطلعتهم ايلاف قبيل فتح صناديق الاقتراع في الخامس والسادس والسابع من اذار- مارس في مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة بواقع 50 مركزا موزعا في المدن الاميركية ومنها ميشيغن وواشنطن وألينوي (شيكاغو) وتكساس (دالاس) وأريزونا وكاليفورنيا (فرانسيسكو وسانتياغو).

بحسرة قالها، quot;4 سنوات في اميركا كانها دهر باكملهquot;. تلك كانت كلمات شاريار شاكر ابن السبعة عشر عاما والشوق الى بغداد في نبرة صوته. هو لن يتوجه الى مراكز الاقتراع نهاية الاسبوع لانه دون السن القانونية، لكنه يؤكد انه حتى لوكان يجيز له القانون الاقتراع فكان سيقاطع الانتخابات معتبرا ان نتئاج العملية الانتخابية المقبلة معروفة ومحسوبة على الاطراف التي تدفع الاموال، بحسبه.

اتفاق على المقاطعة

بدوره، قال الكاتب خضير طاهر، انه سيقاطع الانتخابات المقبلة لانها غير شرعية، ولديه قناعة مؤكدة بانها مزورة، لان العملية السياسية تسيطر ايران عليها بشكل مطلق. واكد طاهر ان المشرفين على مراكز الاقتراع غير حياديين، وينتمون الى الاحزاب.

وفيما تحدث عن حملات غسيل دماغ تقوم بها الاحزاب التابعة لايران، شبه الوضع السياسي الذي يعيشه العراق بالوضع في لبنان من حيث نظام الطائفية والمحاصصة.

القرار بالمقاطعة وافقت عليه ايضا ام هشام التي رأت ان العملية الانتخابية لن تولد التغيير الذي سيعيد الامن الى البلاد ويوفر بالتالي عودة العراقيين الى بلدهم. كما أيّدت ام هشام الانباء التي تحدثت عن مخاوف من التزوير، وقالت ان الكبار يتحكمون بالنتيجة مسبقا، خاصة في ظل عدم الثقة بمدراء مراكز الاقتراع والمشرفين.

ابو دلاور قال لايلاف انه لن يصوت لان ليس هناك من مركز اقتراع قريب من بلدته، لكنه أضاف انه حتى لو كان هناك مركزا قريبا فانه كان سيقاطع لقناعته بان النتيجة ستكون مزورة. وأشار الى ان العراقيين الذين يعرفهم لن يصوتوا ايضا خوفا من خسارة وظائهم، اذ ان الحياة في اميركا تستلزم العمل لساعات طويلة، والانتقال الى ولاية اخرى من اجل الاقتراع صعبا على البعض بسبب شروط العمل القاسية.

quot; 10% من العراقيين في ميشيغن سيتوجهون الى مراكز الاقتراع نهاية الاسبوعquot;، هذا ما اكده ابو نور الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات ويسافر الى بغداد سنويا. وقال ابو نور ان العراقيين في الداخل والخارج ليس لديهم ثقة بالحكومة وسط تضاعف المخاوف من تزوير النتائج.

وعن حيادية مدراء مراكز الاقتراع والمشرفين، قال ابو نور انه يثق بهم، لكنه اعرب عن تخوفه من التلاعب بالنتائج عبر استخدام المال السياسي وتساءل quot;اين المصداقية؟quot;. واشار الى ان الايام المخصصة للانتخابات ستكون عادية بالنسبة لكثيرين من العراقيين في اميركا.

اما ام عيشاء، فقد اكدت انها لن تدلي بصوتها واعربت عن عدم مبالاتها بالعملية الانتخابية خاصة ان النتيجة معروفة مسبقا.

تصويت... من اجل الوطن

رأى العميد السابق صباح ابو احمد ان الموقف اليوم حساس ومهم، ورغم انه اكد انه سيتجه الى مركز الاقتراع نهاية الاسبوع لان المناسبة وطنية، وبالتالي يجب المشاركة بتقرير المصير، الا انه تحدث عن مخاوف من تزوير النتائج وسط شكوكه بنزاهة مدراء مكاتب الاقتراع والمشرفين.

ووسط حماسته، واندفاعه لعملية الانتخبات، لاحظ ابو احمد ان العراقيين محبطون وفقدوا الاندفاع الذين كانوا يتغنوا به في السابق بسبب الشعور باليأس الذي ولدته الحكومة الحالية.

آمال بمستقبل افضل؟

وعن مستقبل العراق قال الكاتب خضير طاهر ان عراق الغد لن يشهد تغييرا كبيرا، وان المحاصصة ستكرس بشكل اكبر.

بدورها اكدت ام هشام ان العراقيين لن يعرفوا الوحدة، وقالت quot; لو اعلم انه سيكون هناك تغييرا حقيقيا في السياسية العراقية... كنت ساقترع، لكن السرقة ستظل مستشرية، والكهرباء مقطوعة، والعراقيون يبحثون عن قوتهم اليومي وسط التفجيراتquot;. وأضافت باسف ان اليأس بات يسيطر على الجميع.

بدوره، قال ابو دلاور انه لا يرى مستقبلا مشرقا في العراق معتبرا ان المسؤولين في البلاد لا يبحثون عن المصلحة العامة، بل يكرسون مبدا المصالح الخاصة.

quot;حكام العراق ليسوا مؤهلينquot;، بهذه العبارة تحدث ابو نور عن عدم ثقته بتغيير قريب في العراق. وقال انه يذهب سنويا الى بغداد ويلاحظ تفشي الرشوة والسرقة في الدوائر معتبرا ان الطائفية والتدخل الايراني يدمران البلاد.

من جهته، امل العميد السابق صباح ابو احمد ان تؤدي هذه العملية الى مستقبل مزدهر وافضل للعراق، مشيرا الى ان هذا يشترط عدم تدخل الخارج في العملية الانتخابية، اذ انه في حال تدخلت اياد خارجية فان مستقبل العراق لن يبشر بالخير، خصوصاً وان الديمقراطية التي يعيشها العراق اليوم ليست تلك المنشودة.

يشار الى ان العراقيين ، في الداخل والخارج ستوجهون الى مراكز الاقتراع نهاية الاسبوعم لانتخاب 325 نائباً برلمانياً، منهم 8 للمقاعد التعويضية المخصصة للمكونات الإيزيدية والشبك والصابئة المندائيين والمسيحيين، بالإضافة إلى 7 مقاعد تعويضية وطنية.

وبالنسبة للوثائق والمستندات المطلوبة، فانه يتوجب على الناخب المؤهل للاقتراع تقديم وثيقتين، الأولى، تتضمن الهويات العراقية، مثل جواز السفر، أو هوية الأحوال المدنية، أو أي مستند يثبت جنسيتهم العراقية. والنوع الثاني من الوثائق يتضمن إبراز صفة quot;اللجوءquot; والإقامة في الولايات المتحدة، وتتضمن الموافقات الرسمية من السلطات الأميركية، أو أية مستندات صادرة عن الصليب الأحمر، أو مؤسسات الأمم المتحدة الأخرى.

تذكر شاريار شاكر، الايام الاخيرة التي عاشها في العراق وتحدث عن قراءته اليومية للصحف مع والده معربا عن شوقه لتلك الايام، وراى الشاب ان توحد العراقيين هو السبيل الوحيد لعودة العراق الى زمن الازدهار لكنه تخوف من ان ذلك لن يتم قبل سنوات عديدة.

* تجدر الاشارة الى انه في سياق اعداد ايلاف للتقرير حاولت الاتصال مرارا بالمعنيين في العملية الانتخابية وبمكتب مدير المفوضية في اميركا سرسبت المفتي، لكن كل المحاولات باءت بالفشل.