جدارياتها وسط بغداد تزاحم ملصقات كبار الساسة

لندن: فيروز حاتم.. مرشحة عراقية كردية تقدمت إلى الانتخابات ضمن قائمة الائتلاف الوطني العراقي حديث العراقيين وخاصة الشبان منهم الذين يتداولون صورها عبر الهواتف النقالة والرسائل الإلكترونية يحث كل منهم الاخر على التصويت لها بعد أن أبهرت صورها الناس في بغداد والذين يقولون إنها اجمل المرشحات والتي تسبب زحاما وحوادث مرورية اينما وجدت جدارياتها وملصقاتها الانتخابية في انحاء العاصمة منافسة لكبار السياسيين والقادة وبشكل تؤكد فيه فيروز خلال حديث مع quot;ايلافquot; ان هذا يبعث فيها غرورا انثويا وتعتذر للذين تتسبب ملصقاتها في حوادث واضرار مادية وتقول انها ملتزمة بتحقيق تطلعات الشباب والارامل.

وفيروز حاتم في بداية الاربعينات من عمرها وتنتمي الى فئة الاكراد الفيلية (الشيعة) حاصلة على شهادة الماجستير في اللغة العربية وتعمل حاليا مديرا عاما لفضائية الحرية الناطقة باسم الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني. وهي تؤكد ان لديها التزاما اخلاقيا تجاه الشباب والنساء الارامل وتعتزم الدفاع عنهم بكل ما تملك من امكانات.. وتشير الى ان طالباني قد شجعها ودعم ترشحها للانتخابات المقبلة.

وفيروز واحدة من بين 1813 امرأة عراقية تقدمن للترشيح الى الانتخابات التشريعية المقبلة لاحتلال واحد من المقاعد الاثنين والثمانين المخصصة للنساء والتي تشكل نسبة 25 في المائة من مجموع عدد مقاعد مجلس النواب الجديد الذي سينبثق من الانتخابات وهو 325 مقعدا. ويبلغ مجموع العراقيين المسموح لهم بالادلاء بأصواتهم في انتخابات الاحد المقبل 18 مليونا و 600 الف ناخب فيما بلغ عدد المرشحين 6292 مرشحا.

إعلامية ومديرة قناة فضائية وناشطة

ملصق إنتخابي لفيروز حاتم

وفي حديثها مع quot;ايلافquot; تقول فيروز إنها من مواليد بغداد في منطقة بابا الشيخ (عكد الاكراد) وتضيف quot;لقد تعرضت في بداية الثمانينات وعشرات بل مئات الآلاف من ابناء جلدتي من الكرد الفيليين الى عمليات الاعتقال ومن ثم التهجير القسري الى ايران بعد تجريدنا من ممتلكاتنا وأوراقنا الثبوتية وقتل الآلاف من شبابنا على يد النظام البعثي الفاشيquot; وتضيف quot;اكملت دراستي الابتدائية والمتوسطة في بغداد قبل التهجير.. وفي ايران واصلت الدراسة في مرحلتي الثانوية والجامعة وحصلت على البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة اصفهان والماجستير من جامعة طهران وكان تخصصي في النحو العربي وموضوع اطروحتي للماجستير (حل الألغاز النحوية لابن هشام الانصاري ) ثم عملت في مجال التدريس مدة 11 عاما و حاليا طالبة دكتوراه في الادب العربي حيث اكملت الفصول النظرية الثلاثة واعددت اطروحتي الخاصة بـ (الملامح الوجودية في شعر الجيل السبعيني للشعراء العراقيين)quot;.

وفي نقلة نوعية من حياتها تشير فيروز الى انها غادرت الى السويد في العام 2000 quot;وأقمت فيها ومن هناك دخلت الى عالم الصحافة من خلال كتابة المقالات في الصحافة الالكترونية واسسنا في السويد مع عدد من النسوة الفيليات (جمعية المرأة الفيلية) واصبحت سكرتيرا لهذه الجمعية وفي منتصف العام 2005 بدأت العمل التنظيمي من خلال انتمائي إلى الحزب الفيلي العراقي الذي أسسته في اوروبا نخبة من الشخصيات السياسية والثقافية المعروفة وفي مقدمتهم د. برهان شاوي والاستاذ نوري علي الذي أعتبره معلمي الاول في مجال الاعلام وخاصة الصحافة الالكترونية.. وفي نهاية العام 2005 عدت الى العراق بصورة نهائية وسجلنا الحزب في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ككيان سياسي عراقي ذي توجهات ديمقراطية ليبراليةquot;.

وتشير الى انه في العام 2006 عملت في قناة الحرية الفضائية بصفة مدير أخبار وبرامج سياسية quot;وبهذا أصبحت اول مديرة للاخبار والبرامج السياسية.. وفي العام 2007 عملت مديرا تنفيذيا لقناة الحرية لغاية منتصف العام 2009 حيث تم تعييني مديرا عاما للقناة خلفا لشاوي الذي اصبح رئيسا لهيئة الاعلام والاتصالات.. وخلال عملي في الفضائية لم اكتف بالادارة فقط وانما قمت بتقديم واعداد والاشراف على بعض البرامج وخاصة السياسية منها والبرامج الخاصة بقضايا المرأة العراقية.. وفي نهاية العام 2008 تعينت عضوا في مجلس رعاية السجناء السياسيين.. ثم ترشحت للانتخابات البرلمانية الحالية من خلال قائمة الائتلاف الوطني العراقيquot;.

اسباب الترشح على قائمة الائتلاف الوطني

صورة تذكارية لاحد العسكريين

وعن سبب ترشحها على قائمة الائتلاف الوطني العراقي بزعامة السيد عبد العزيز الحكيم تشير فيروز الى انها وجدت برنامج الائتلاف quot; شاملا وطموحا ووطنيا يضم عدة تيارات سياسية وقوى اخرى مستقلة تشكل شبه اجماع على بناء دولة مؤسسات دستورية ودولة مواطنة علما ان هذا لايعني ان الائتلافات الاخرى ليس لديها مشاريع وبرامج وطنية لكني وجدت برنامج الائتلاف هو الاقرب اليquot;.

وعن الكيفية التي توفق فيها بين علاقتها مع الاتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة طالباني) الذي تحسب عليه وبين انتمائها الى الائتلاف الوطني تقول quot;انا لم انتم يوما الى الاتحاد الوطني الكردستاني تنظيميا حتى احسب عليه رغم اني اعمل في احدى مؤسساته الاعلامية منذ اربع سنوات وهناك الكثير من الاخوة العرب يعملون في المؤسسات الكردية والعكس صحيح ايضا وهذا لا يعني الانتماء للآخر فكريا ففي قناة الحرية بالذات 90% من العامين فيها هم عرب كما ان هناك تحالفا وثيقا بين التحالف الكردستاني والائتلاف الوطني وان قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني وبالتحديد الرئيس مام جلال علم بترشيحي للائتلاف ودعمهquot;.

علمانية فيروز ودينية الائتلاف

وحول مدى الانسجام الذي تشعر به بين اتجاهها العلماني وبين توجهات الائتلاف الدينية توضح المرشحة فيروز حاتم ان quot;الاتجاه العام في القائمة معتدل بدليل وجود شخصيات مثل الاستاذ نصير الجادرجي (رئيس الحزب الوطني الديمقراطي) والشريف علي بن الحسين (راعي الملكية العراقية) والدكتور احمد الجلبي (رئيس المؤتمر الوطني العراقي).. اضافة الى ان الائتلاف الوطني العراقي لم يطرح برنامجا اسلاميا تقليديا وانما هو برنامج وطني شامل يلتزم بالدستور كمرجعية سياسية وأعتقد هذا شيء مهم جدا.. ثم اني تقدمت للائتلاف الوطني كمرشحة مستقلة ولست عضوا في حزب او تنظيم اسلامي وللاسف فان فرص الوصول الى مجلس النواب اصبحت لا تتاح الا من خلال الترشيح عبر القوائم الكبيرةquot;.

وفيما اذا كانت تجد نفسها منسجمة مع الاتجاهات التي يحملها المنتمون الى قائمة الائتلاف الوطني من رجال الدين الذين تتقاطع اراؤهم مع مايعرف عنها من آراء منفتحة توضح فيروز قائلة quot;قد يوجد هناك من تتقاطع معه افكاري في الائتلاف الوطني وهذا لايعني بالضرورة عدم الانسجام مع الاتجاهات فمجلس النواب القادم ايضا سيضم بين اعضائه من تتقاطع افكاري معهم لذا فان احتكامنا في القائمة هو الى (البرنامج ) وفي مجلس النواب سيكون الى (الدستور) وانا اجد نفسي منسجمة مع البرنامج السياسي العام بعيدا عن تفاصيل الاراء والمواقف الاخلاقية والعقائديةquot;.

التوفيق بين العمل الاعلامي ورعاية السجناء السياسيين

فيروز حاتم وزحام السيارات قرب ملصقاتها الانتخابية

وعن الوسائل التي تستطيع بها التوفيق بين عملها الاعلامي في قناة الحرية ووظيفتها كمديرة عامة لمؤسسة السجناء السياسيين تشير فيروز حاتم quot;بداية انا لست مديرا عاما لمؤسسة السجناء السياسيين وانما انا عضو مجلس رعاية بدرجة مدير عام الى جانب 12 عضوا آخرquot;. وتوضح ان هذه المؤسسة باعتبارها من الهيئات المستقلة لا يرأسها مديرعام وانما يجب ان تدار حسب قانونها من قبل شخص بدرجة وزير، ونائب بدرجة وكيل وزير. ولكن (ببركة) وجود المحاصصة المقيتة والصراع من قبل كتلتين او ثلاث على الرئاسة ما زالت المؤسسة تدار من قبل وزير الشباب والرياضة بالوكالة وكأنما اريد لهذه المؤسسة الفشل. وتقول quot;ان عملي في المؤسسة لايؤثرفي عملي في القناة إذ إن قانون المؤسسة لايفرض على الاعضاء التفرغ الوظيفي وانما تكون لدينا اجتماعات دورية نحن نحددهاquot;.

التزام بأهداف الشباب واعتذار عن حوادث مرورية تسببها الجداريات

وردا على سؤال حول وجود اتجاه واسع بين الشباب للتصويت لها في الانتخابات معللين ذلك برغبتهم في ايصال وجه نسوي جميل تعرفوا إليه من خلال الجداريات والملصقات الانتخابية المنتشرة لها في انحاء العاصمة بغداد تقول فيروز quot;أنا اعلم بهذا الاتجاه بين الوسط الشبابي وهو يعبر عن طموح الشباب وتطلعاتهم في التغيير ولا يقتصر هذا على الوجه النسائي الجميل ، لان هناك وجوها نسائية جميلة اخرى لكن ربما ان الشعار الذي رفعته بالدفاع عن شريحة الشباب وايصال صوتهم هو الذي قربني منهمquot;.

وعن الكيفية التي ترد بها على بعض التقارير التي تشير الى ان صورها الجميلة في تلك الجداريات والملصقات تسبب زحاما وحوادث مرورية توضح قائلة quot;بعيدا عن الغرور الانثوي فان هذا الامر يغمرني بالفرح بأن الملصقات أثارت الانتباه وبمعنى ادق قد اوصلت رسالتي الى المتلقي وانا من هنا اعتذر إذا تسببت ملصقاتي بأضرار مادية لبعض الاخوة المواطنينquot;.

وفي ما يخص اولوليات الاهداف التي تتطلع إلى تنفيذها قبل غيرها في حال فوزها في الانتخابات تقول quot;قبل الحملة الدعائية ربما كانت لدي اهداف كبيرة وعامة ولكن بعد هذا الدعم والاندفاع الذي وجدته من شريحة الشباب والنساء الارامل اني سأسعى لتحقيق تطلعات هذه الشرائح حيث اصبحت ملزمة اخلاقيا وادبيا تجاه طموحات هذه الشرائح التي ستدعمني للوصول الى البرلمان من اجل تحقيق آمالهم وتطلعاتهم المشروعةquot;

خشية من تزوير الانتخابات

وحول رأيها بالحملة الانتخابية الحالية لجميع المتنافسين وفيما اذا كانت ترى انها تسير بالشكل الصحيح وفيما اذا كانت تخشى من تزوير ألعملية الانتخابية تؤكد فيروز حاتم quot;كأعلامية اجد ان هناك الكثير من الخروقات في وسائل الاعلام العراقية وهناك بعض هذه الوسائل تسعى للاثارة والبعض الاخر يسعى للتسقيط السياسي وتصفية الحسابات والاخر يسعى إلى بث روح الاحباط لدى الناخب العراقي اما في ما يخص التزوير فالجميع يخشى حدوثه لان هذا الامر قد حصل في الانتخابات السابقة رغم ان هناك شعورا بان الامر لن يكون سهلا لكثافة المراقبين الدوليين من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وشبكات المراقبة والضوابط الموضوعة من قبل المفوضية العليا المستقلة للانخابات وهيئة الاعلام والاتصالاتquot;.