ما زالت تفاصيل الفضيحة الجنسية التي هزت اركان الفاتيكان تتكشف وبخاصة مع نشر مضمون التسجيلات الهاتفية.

أدى التحقيق الذي قامت به الشرطة الإيطالية في عقود عمل عامة إلى الكشف عن حلقة دعارة تشمل لاعبين أساسيين لهما أواصر بالفاتيكان. وجاء الكشف عن هذه القضية المثيرة بفضل تسجيلات تنصت قامت بها الشرطة خلال فترة تحقيقها بالفساد الإداري .وتم نشر مضمون هذه التسجيلات في صحيفة quot;لا ريبوبليكاquot; الإيطالية.

وتوجه التسجيلات أصابع الاتهام إلى تورط توماس تشيندو ايهيم أحد مغني quot;كورس كابيلا جيولياquot; كنيسة quot;سانت بيترquot; القديمة. أما الشخص الآخر فيدعى انجيلو بالدوتشي أحد الادلاء ضمن مجموعة نخبوية تعرف بـ quot;جنتلمانية قداستهquot; Gentlemen of His Holiness.

وكان بالدوتشي واحدا من أربعة أشخاص تم توقيفهم الشهر الماضي في قضية فساد تتعلق بعدد من عقود خدمة عامة. لكن علاقته بحلقة الدعارة لم تظهر إلا بعد اعتقاله. فحسب التسجيلات الموجودة في حوزة الشرطة كانت الدردشة على الهاتف ما بين بالدوتشي وايهيم ذات طبيعة جنسية مثلية.

حيث أظهر بالدوتشي اهتمامه بالخصائص الجسدية للرجال الذين يحب أن يتواعد معهم. وشمل الحديث الهاتفي بينهما على تفاصيل تتعلق بطول ووزن ولون بشرة الذكور الذين يرغب فيهم إضافة إلى قدراتهم الجنسية. وكان ايهيم يعمل في الأساس كسمسار دعارة، ويتمتع بالقدرة على الوصول إلى المهاجرين غير الشرعيين وغيرهم من الرجال الراغبين في العمل كمرافقين، ويتضح كذلك أن بالدوتشي كان يدفع 2000 يورو لكل موعد.

وحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان فإنه من بين الرجال الذين جلبهم ايهيم لبالدوتشي quot;شابين أسودين كوبيينquot; وعارض أزياء سابق من نابولي وآخر لاعب رجبي من روما. وخلال الدردشة الهاتفية وصل ايهيم رجلا متوفرا قائلا بان طوله quot;متران... 97 كيلوغرام... وعمره 33... ونشط تماماquot;. وفي حديث تلفوني دار بينهما يوم 21 أغسطس/ آب 2008 وافق الرجلان على ترتيب quot;لقاءquot;.

وقال ايهيم في التسجيل: quot;اسمع، إذا أردت فأنا أستطيع أن أجلبهم لك واحدا بعد الآخر.. إذا كان عندك وقت فراغ أستطيع أن ارتب لكليهماquot;. بالدوتشي: quot;أيهم أفضل؟quot;. ايهيم: quot;الأفضل هما اللذان حدثتكما عنهما، أحدهما من بولونيا والآخر من روماquot;. بالدوتشي: quot;دعنا نجعل الموعد الساعة الثالثة والنصف. ايهيم: حسنا. وعدا عن نشاطاته كسمسار دعارة كان ايهيم نفسه طرفا في علاقة جنسية مع بالدوتشي لمدة خمسة أو ستة أشهر.

وفي مقابلة مع quot;باناروماquot;، قال ايهيم إنه وافق على ذلك، لأنه كانت لديه مشاكل مالية. كذلك كانت هناك تقارير عن سمسرة ايهيم بطلاب لاهوتيين في الفاتيكان. فحسب مقال نشرته الغارديان: quot;سجلت الشرطة حديثا لايهيم يناقش فيها بالدوتشي عن طالب لاهوتي يعد لكي يصبح قسيسا.

وسأل بالدوتشي الآخر: quot;اسمع، هل تحدثت مع الطالب اللاهوتي ؟quot;. فأجاب ايهيم أنه quot;ربما هو يحضر قداسا أو شيئا من هذا القبيلquot;. وفي يوم 11 يناير/ كانون الثاني اتصل ايهيم ببالدوتشي ليخبره quot;صديق هو طالب لاهوتي أيضا، لأن الآخر غير متوفرquot;. وأضاف أن صديقه quot;افضل، وأطول، بل هو أطول منكquot;. ثم سأل ايهيم لاحقا في المكالمة: quot;هل استطيع إرساله لك مباشرة؟quot;.

وأضافت صحيفة الغارديان: quot;حينما سأل ايهيم أين يسكن بالدوتشي، جاء جواب المستشار بالدوتشي: في المعهد اللاهوتي.. حيث يعيش الكاردينال. فأجاب ايهيم: إنه يستطيع أن يصل خلال نصف ساعة.. الوقت الذي تستغرقه رحلة تاكسي للوصول إلى هناكquot;.ولا يعد انجيلو بالدوتشي لاعبا صغيرا فهو إضافة إلى منصبه عضو مجلس دائرة خاصة بالأعمال العامة في إيطاليا وكان يحتل أيضا منصب مستشار الإنشاء في الفاتيكان. وكان واحدا ممن اختيروا لحمل تابوت البابا السابق جون بول.

في هذه الاثناء، قدم تقرير نشرته صحيفة آيرش تايمز الآيرلندية تفاصيل إضافية عن خلفية بالدوتشي.فهو كان quot;جنتلمان بابويquot; منذ عام 1995 وعمل مع الفاتيكان ممثلا للدولة الإيطالية حيث أشرف على متطلبات البنى التحتية واللوجستيكية في المناسبات الدينية الكبرى مثل quot;السنة المقدسةquot; في عام 2000 ومناسبات تطويب بادر بيو وأبوس دي وماما تيريزا في عامي 2002 و2003.

وبما يخص تهم الفساد الموجهة ضد بالدوتشي قالت صحيفة آيرش تايمز في تقريرها إن quot;بالدوتشي أساء بشكل منظم استخدام منصبه منتزعا امتيازات تتراوح من الحصول على وظيفة لابنه إلى بناء مسبح له على يد شركات بناء منحت عقودا لإنشاءات عامةquot;. ويرى المحققون أن عقود القطاع الخاص لتنظيم قمة الدول الثماني الكبرى في العام الماضي تضخمت من 290 مليون يورو إلى 600 مليون يورو.

وأمام كل ذلك قرر الفاتيكان عدم وضع اسم انجيلو بالدوتشي في دليل الفاتيكان في طبعته الجديد كذلك تم إقصاء توماس ايهيم عن واجباته الأربعاء الماضي بعدما اطلع المسؤولين في الفاتيكان على التفاصيل التي كشفتها تحقيقات الشرطة الإيطالية. وتخلص الصحيفة الآيرلندية للقول إن ما تم الكشف عنه ليس سوى غيض من فيض لما جرى، وما زال يجري ضمن المؤسسات الدينية الكاثوليكية.

فبعد التقرير السابق الذي قدم تفاصيل عن إساءات جنسية قام بها رجال دين في آيرلندا مع صبيان، ظهر تقرير آخر في ألمانيا يشير إلى مزاعم مماثلة تتضمن إساءات جنسية ارتكبت ضد أطفال كورس في مدينة ريغنسبرغ الواقعة في جنوب المانيا، والتي ترأسها ذات يوم جورج أخو البابا بنيدكيت السادس عشر، وكأنه ليس هناك نهاية للفضائح التي تجعل الفاتيكان يستمر في معاناته حسب رأي الصحيفة الآيرلندية.