قادة يأملون بإنهاء الفساد وعلاوي غاضب لمنشورات ضد قائمته
الجاليات العراقيَّة تحلم بالتغيير
العراق... انتخابات مصيريَّة

أسامة مهدي من لندن وعبدالرحمن الماجدي من السليمانية: قالت مفوضية الانتخابات العراقية انها ستعلن نتائج الاقتراع العام الذي شهده العراق اليوم سيتم بنهاية الاسبوع الحالي ونأت بنفسها عن اي نتائج تعلنها وسائل الاعلام حاليا ورفضت اتهامات زعيم القائمة العراقية اياد علاوي لها بالانحياز وعدم المهنية فيما اشاد رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق ايد ميلكرت بنجاح الانتخابات التي قال انها صنعت تاريخا جديدا للعراقيين.

وفي مؤتمر صحافي ببغداد في وقت متأخر الليلة اعلن رئيس المفوضية العليا للانتخابات فرج الحيدري ان الاعلان النهائي للانتخابات اليوم سياخذ وقتا طويلا وقد يستمر حتى نهاية الاسبوع الحالي موضحا انه لاتوجد ارقام دقيقة حاليا عن نسبة المشاركة في انتخابات اليوم موضحا انه سيتم الاعلان عن ذلك غدا. ودعا جميع الكيانات المتنافسة الى الاعتراف بالنتائج وعدم الاعلان عن اي ارقام للتصويت بانتظار النتائج النهائية الرسمية. وقال ان النتائج سترسخ الممارسة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وتبني دولة مؤمنة بالقانون واحترام الراي الاخر.

ورفض الحيدري الاتهامات التي ساقها ضد المفوضية اليوم علاوي بعدم النزاهة والمهنية والحيادية وعبر عن الاستياء من مهاجمة quot;احد الرموز السياسية المهمة على المفوضية موجها طعنة سابقة لاوانها على نتائج الانتخابات داعيا الى الالتزام بالطرق القانونية في الاعتراض على النتائجquot; كما قال في اشارة الى علاوي.

ومن جانبه اشاد ميلكرت بنجاح الانتخابات وقال ان العراقيين صنعوا اليوم تاريخا جديدا من خلال مشاركة الملايين بالانتخابات متحدين التهديدات الامنية والارهابية. وعبر عن الاسف لسقوط ضحايا ابرياء نتيجة التفجيرات التي شهدتها البلاد اليوم. واشار الى انه زار اليوم مراكز الانتخاب في كركوك وبغداد وكان سعيدا لمشاركة مختاف فصائل الشعب العراقي في العملية الانتخابية. واوضح انه ستتم مناقشات مع الكيانات التي ستعترض على الانتخابات او تقدم شكاوى ضد بعض الخروقات.

وفي وقت سابق اليوم اعلن قادة الكتلة العراقية بزعامة علاوي فوزهم في عدد من المحافظات في حين حظيت قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي على مراكز متقدمة في محافظات اخرى وكذلك الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم. ووفقا لقادة قوائم كتلة العراقية فأن القائمة فازت في الموصل والانبار و ديالى وصلاح الدين لكن ذلك لم يؤيد رسميا بعد.

وتشير اخر الاستطلاعات لدى انتهاء الاقتراع وغلق المراكز الانتخابية في الساعة الخامسة مساء اليوم (2 غ) في جميع انحاء العراق من دون تمديد لساعات التصويت وبعد بدء اوراق الاقتراع ان ائتلافي علاوي والمالكي يحصدان معظم اصوات الناخبين.

وتشير الاستطلاعات الى ان المدن الكبرى الثلاث في العراق وهي العاصمة بغداد والبصرة الجنوبية والموصل الشمالية تتوزع فيها الاصوات بين القياديين العراقيين الاثنين المالكي وعلاوي. وتؤكد ان المالكي يكتسح اصوات الناخبين في محافظة البصرة (550 كم جنوب بغداد ) ذات الثلاثة ملايين نسمة يليه علاوي ثم الائتلاف الوطني العراقي بزعامة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم. اما في محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل (375 كم شمال بغداد) ذات الثلاثة ملايين وربع المليون نسمة فأن كتلة علاوي تكتسح الاصوات فيها بلا منافس.

رئيس مجلس النواب أياد السامرائي يدلي بصوته

اما في العاصمة بغداد ذات السبعة ملايين نسمة ويحق لاربعة ملايين من سكانها التصويت فأن المالكي. وفي محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) فأن التقارب بين ائتلافي المالكي وعلاوي واضح.. وفي محافظة كركوك (255 كم شمال بغداد ) فأن قائمة التحالف الكردستاني تبدو هي الحاصلة على اكثر الاصوات تليها القائمة العراقية بزعامة علاوي ثم حركة التغيير الكردية المنشقة عن التحالف الكردستاني وبعدهم يأتي ائتلاف المالكي ثم ائتلاف الحكيم.

وفي محافظات إقليم كردستان العراق فقد تقدم التحالف الكردستاني في النتائج الاولية غير الرسمية للانتخابات جاءت بعده حركة التغيير في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك. وعلى مقربة من الاقليم كانت نتائج محافظة نينوى بتقدم من تكتل (عراقيون) وحركة التغيير. وفي كركوك حقق التحالف الكردستاني فوزا أيضا قريب من فوز حركة التغيير ثم القائمة العراقية بقيداة رئيس الوزراء العراقي الاسبق إياد علاوي.

وكانت معظم اصوات مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية الشيعية ( نحو ثلاثة ملايين) تنوعت بين إئتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي. وفق ماتحدث به هاتفيا مراقبوا كيانات سياسية فيها. ويناصر عدد كبير من سكانها التيار الصدري الذي انشق لفصلين هما عصائب اهل الحق القريبة من المالكي وتيار مقتدى الصدر الذي تحالف انتخابيا مع الائتلاف الوطني العراقي.

وقد اقفلت مراكز الاقتراع في الساعة الخامسة من عصر اليوم وتم فرز النتائج تمهيدا لنقلها للمخازن الخاصة بالمفوضية المستقلة للانتخابات. ومن المنتظر ان تعلن المفوضية في مؤتمر صحافي هذه الليلة النتائج الاولية وتقييمها للعملية الانتخابية.

ويتوقع متابعون عراقيون أن يحقق ائتلاف دولة القانون نحو مئة مقعد في البرلمان العراقي المقبل. لكن هذه النتيجة المتوقعة قد لاتؤهله لتشكيل الحكومة خاصة اذا سعى منافسوه في ائتلاف العراقية والوطني تحالفا ضده. انما التحالفات المقبلة تبقى مفتوحة حتى بين خصوم اليوم. وتبلغ مقاعد البرلمان 325 مقعد.

ومن المتوقع أن تستغرق مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة نحو شهرين إذا لم تتخللها خلافات حادة واتهامات بالتزوير بين الكتل المتنافسة.
يذكر أن هذه هي الانتخابات البرلمانية الثانية التي يتنافس فيها اكثر من ستة ألاف مرشح على عدد مقاعد البرلمان العراقي المقبل المكونة من 325 مقعداً، منها 310 توزع على المحافظات، و 15 مقعداً تعويضياً. وتتوزع المقاعد بواقع 68 لبغداد، 31 لنينوى، 24 للبصرة، 18 لذي قار، 16 لبابل، 17 للسليمانية، 14 للأنبار، 14 لأربيل، 13 لديالى، 12 لكركوك، 12 لصلاح الدين، 12 للنجف، 11 لواسط، 11 للقادسية، 10 لميسان، 10 لدهوك، 10 لكربلاء، و7 للمثنى.

ويتعين على الائتلاف الذي يريد تشكيل الحكومة المقبلة لوحده الحصول على 163 مقعدا من اصل 325 مقعدا هي عدد مقاعد مجلس النواب الجديد الامر الذي سيرغمه على عقد تحالفات مع قوى اخرى من اجل ذلك.

يشار الى ان ابرز الائتلافات الكبيرة التي تخوض الانتخابات هي بالاضافة الى دولة القانون والكتلة العراقية كل من الائتلاف الوطني العراقي بقيادة الحكيم والذي يضم احزابا شيعية رئيسية وائتلاف وحدة العراق بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني وقادة الصحوات اضافة الى التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين وقوى كردية ومسيحية اصغر متحالفة معه.

العنف قابله تصاعد في اقبال المصوتين

وزير الداخلية جواد البولاني بعد الادلاء بصوته

وبرغم وقوع اكثر من 40 انفجارا سقط جراءها حوالي 50 مواطنا في مدن عراقية فأن وتيرة تصويت العراقيين تشكل ارتفاعا مع مرور 4 ساعات على بدء الانتخابات التشريعية التي وصفها قادة بالمصيرية التي ستغير خارطة العراق السياسية.

ومع تصاعد عمليات العنف التي ضربت مدن بغداد والموصل والفلوجة وبغداد باكثر من 40 تفجيرا ادت الى مصرع واصابة اكثر من 50 مواطنا فأن الاقبال على صناديق الاقتراع سجل ارتفاعا بالمقابل بعد مرور 4 ساعات من زمن الاقتراع البالغ 10 ساعات في وقت تباينت مواقف السياسيين من الانتخابات والامال المعقودة عليها. وقررت السلطات رفع حظر التحوال للمركبات في العاصمة وبعض المحافظات الاخرى.

وكان العراق اغلق عند منتصف الليلة الماضية أجواءه وحدوده البرية والبحرية وفرض حظرا على تجوال المركبات واغلق منافذ ومخارج محافظاته الثمانية عشر استعدادا للانتخابات وتم فرض حظر لتجوال المركبات اعتبارا من الساعة العاشرة من مساء امس لكنه رفع اليوم.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان هذه الاجراءات تهدف الى حماية المراكز الانتخابية والناخبين في يوم التصويت العام واضاف ان قيادة عمليات بغداد اخذت جميع الاحتياطات وكل الاحتمالات quot;اذ سيحاول اعداء العراق استخدام كل ما يستطيعون وما اتيحت لهم الفرصة لاستغلال أية ثغرة امنية quot; واشار الى ان عمليات بغداد اكدت على قطاعاتها ضرورة التعامل بحزم وقوة مع كل من يحاول التأثير على امن الناخبين.

وقال ان quot;لدينا معلومات عن وجود مخططات تهدف لاجهاض العملية الانتخابية لكن يقظة اجهزتنا الامنية ستبطل جميع المخططات الارهابيةquot;، واضاف quot;ان اجهزتنا الامنية ستنجح بحماية العملية الانتخابية سواء كانت المراكز او الناخبين او المرشحين رغم وجود المحاولات للتأثير على هذه العمليةquot;، مشيرا الى وجود جهود تبذل من اجل زعزعة الأمن في يوم الاقتراع العام، ولم يستبعد عطا وجود دعم اقليمي للتأثيرعلى الانتخابات العراقية امنيا.

رئيس الوزراء نوري المالكي

ويشارك حوالي مليون شرطي وجندي وعنصر استخباري في حماية امن الانتخابات العراقية من خلال نصف مليون شرطي وافراد 14 فرقة عسكرية من الجيش العراقي يبلغ تعدادهم حوالي 400 الفا، اضافة الى مئات من عناصر الاستخبارات في محافظات العراق الثمانية عشر لحماية 18 مليون و600 الف مواطن يحق لهم التصويت، اضافة الى عشرات الالاف من المرشحين والمراقبين والاعلاميين.

القادة العراقيون مختلفون في امالهم
وعقب الادلاء بصوته عبر زعيم القائمة العراقية رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي عن غضبه لتوزيع سيارات عسكرية في عدد من مناطق بغداد اليوم لمنشورات تحذر من التصويت لقائمته وقال ان مواطنين اعتقلوا عددا ممن كان فيها وسلموهم الى القوات الامنية. واشار الى ان الامال بتغييرات سياسية وانفراج لاتبشر بخير مع استمرار عمليات التهميش والاعتقال. واكد ان هذه الممارسات ستعرقل اجراء اصلاحات سياسية وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية تنهي المحاصصة وتجعل العراق لكل العراقيين. واشار الى ان بعض الاوساط السياسية ماتزال تؤمن بالتهميش والعمل ضد القوى الوطنية ومنها المنضوية في الكتلة العراقية التي وزعت طائرات هيلكوبتر منشورات في بغداد ضدها قبل ايام واليوم قامت سيارات عسكرية يالامر نفسه.

وفي حديث صحفي بعد ادلائه بصوته اعرب السيد رئيس المجلس عن سعادته البالغه بانطلاق قال زعيم الائتلاف الوطني العراقي عمار الحكيم ان هذا اليوم quot; مشرق في تاريخ العراق وهو ثورة بنفسجية ثالثه يسجل الشعب العراقي فيها موقفه الملبي لنداء الظميرولنداء المرجعية الدينيةquot; متمنياً ان تحقق هذه التجربه الانتخابيه آمال العراقيين في الاستقرار والرخاء والاعمار.

ودعا العراقيين الى المشاركة الفاعله quot;في هذه الملحمة الديمقراطية واعطاء رأيهم اياً كان وعدم تضييع الفرصةquot;. وناشد مفوضية الانتخابات quot;الانتباه لاي خلل او خروقات وضروره الاستجابه لاي نداء من المواطنين وضمان حق الجميع بالادلاء باصواتهمquot;.

مقعد عراقي يدلي بصوته في النجف

اما وزير الداخلية رئيس قائمة وحدة العراق جواد البولاني فقد عبر عن الامل في ان تسفر الانتخابات عن دعم التجربة الديمقراطية وتحقيق المشروع الوطني. ودعا البولاني المواطنين الى التوجه بكثافة الى مراكز الانتخابات مطمئنا بان الاوضاع الامنية مسيطر عليه. وعبر عن الامل ان تكون الانتخابات متماشية مع المعايير الدولية والوطنية المطلوبة.

ومن جانبه اعتبر رئيس الوزراء السابق رئيس قائمة الائتلاف الوطني العراقي ابراهيم الجعفري ان الانتخابات ستغير الاوضاع العراقية بالكامل وتعيد رسم العلاقة بين الحاكم والمحكوم. واشار الى ان الانتخابات ستقطع يد الفساد الذي يضرب جميع مؤسسات الدولة ووجه انتقادات لاذعة للاوضاع العراقية برمتها. وقال ان الارهاب والفساد وجهان لعملة واحدة في الحاق الضرر بالعراقيين.

اما نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي فقال في تصريح عقب الادلاء بصوته في بغداد انه يشعر بارتياح لتكريس الديمقراطية في العراق من خلال انتخابات اليوم التي سترسم مستقبل افضل. واضاف ان انتخابات الخارج شابتها بعض الخروقات والضعف وهو ما احبط الامال بانجاز انتخابات شفافة موضحا انه سجل 13 مخافة شهدتها هذه الانتخابات. وعبر عن الاسف لاستبعاد هيئة المساءلة والعدالة امس لعدد جديد من المرشحين وقال ان التعامل معهم قانونا بعد الانتخابات سيربك العملية السياسية. واشار الى ان عمليات القصف التي تعرضت لها بعض المناطق العراقية اليوم لن تثني المواطنين عن التوجه الى صناديق الاقتراع وتحدي الارهابيين وعملياتهم الارهابية.

وبعد ادلائه بصوته في مدينة السليمانية الشمالية قال رئيس حكومة اقليم كردستان برهم صالح ان هذه الانتخابات سترسم معالم العراق الفدرالي الديمقراطي. واضاف quot;ان الإنتخابات محطة مهمة في العملية السياسية وأملنا ان تكون هذه الإنتخابات شفافة ونحن في حكومة اقليم كردستان نعمل على نجاحهاquot;. وبشأن توقعات نتائج الإنتخابات قال صالح quot;لا اريد ان أسبق الأحداث لكن كل التوقعات تشير الى إحتفاظ الاكراد بمنصب رئيس الجمهوريةquot; في اشارة الى الرئيس جلال طالباني.

كما عبر نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي عن الامل في ان تهيء الانتخابات ظروفا افضل لتحقيق الخدمات والقضاء على البطالة وانهاء اوضاع المهجرين واعادتهم الى مناطقهم الاصلية.

عمار الحكيم أيضاً

وفي وقت سابق وفي تصريحات له عقب الادلاء بصوته اكد رئيس الوزراء نوري المالكي ان تغيرا سيحصل في الخارطة السياسية العراقية نحو مزيد من الاستقرار الذي سيمكن العراق من بناء افضل العلاقات مع محيطه العربي والاقليمي والاسلامي مشيرا الى ان عمليات اعادة البناء في البلاد لن تتم الا بوجود هذه العلاقات. واضاف ان هذا اليوم يمثل نقلة نوعية في تاريخ العراق بالرغم من ان الارهابيين ارادوا عرقلة انجازه لكن تحدي العراقيين افشل ذلك. وقال انه متفائل من توجه حشود العراقيين الى صناديق الاقتراع ليمارسوا حق الاختيار للافضل بين المرشحين وانبثاق مجلس نواب قوي قادر على المساهمة في بناء عراق جديد وتلافي صعوبات المرحلة الماضية. واعرب عن امله في عدم حدوث اي خلل في عمليات التصويت داعيا السياسيين الى القبول بنتائج الانتخابات وقال quot;ان من يخسر اليوم قد يربح غدا ولاداعي للقلق من المستقبلquot;.

وقبل ذلك وفي تصريحات له بعد ادلائه بصوته في مدرسة ثانوية دعا الرئيس العراقي جلال طالباني العراقيين الى التوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع ووصف الانتخابات بأنها مصيرية وستقرر مصير الديمقراطية في البلاد.

اما رئيس مجلس النواب اياد السامرائي فقد اشار الى ان الانتخابات تكتسي اهمية كبيرة وقال ان العالم وخاصة دول الجوار تتابع ما ستسفر عنه. واشار الى ان بعض الدول الاقليمية كان لها بعض المواقف السلبية من الاوضاع الجديدة من الاوضاع الجديدة لاعتبارات لم يذكرها.
ومن جانبه قال نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي عقب الادلاء بصوته في مدينة الناصرية الجنوبية التي رشح فيها ان هذه الانتخابات سترسم مستقبل البلاد خلال المرحلة المقبلة عبر انتخاب الاكفاء والاصلح لخدمة العراقيين. واشار الى اهمية حياد مفوضية الانتخابات ودعم القوات الامنية في مواجهة الارهابيين وتهية ظروف انسحاب القوات الاجنبية من البلاد.

وشدد على ضرورة الوقوف بوجه اي تدخل في العملية الانتخابية وقال ان الحيادية هي في مصلحة جميع العراقيين. واوضح ان الاختلاف في الرؤى بين القوى العراقية هو لصالح المواطنين ولتحقيق وتعضيد وحدتهم.

وفي مؤتمر صحافي في بغداد قال مسؤولين في مفوضية الانتخابت ان عددا من المراكز الانتخابية لم يتك فتحها مع ساعات الصباح الاولى بسبب الاوضااع الامنية لكنها فتحت ابوابها فيما بعد. واشاروا الى ان 150 الف عراقي صوتوا خلال اليومين الماضيين في الاقتراع الخارجي في 16 دولة عربية واجنبية. وكشفوا عن وجود 100 شكوى انتخابية تقوم المفوضية حاليا بدراستها واتخاذ قرارات بشأنها.

ترقب اقليمي ودولي للانتخابات
ومع توجه العراقيون الى صناديق الاقتراع في عموم البلاد صباح اليوم لاختيار شكل حكومتهم خلال السنوات الاربعة المقبلة، وسط ترقب اقليمي ودولي عما ستسفر عنه نتائجها في ظل مخاوف امنية من وقوع عمليات ارهابية مع تهديد تنظيم القاعدة بافشال الانتخابات وضرب مراكزها، حيث اغلقت البلاد اجواءها وحدودها البرية والبحرية واوقفت الحركة بين محافظاتها الثمانية عشر فيما يقوم حوالي مليون عسكري بمواجهة هذه التهديدات وحفظ أمن المشتركين في التصويت الذين يحق ل 18 مليون و600 الف عراقي المشاركة فيها.

وفي حين فتح 8 الاف مركز انتخابي في عموم العراق تضم 64 الف محطة انتخابية بمراقبة حوالي نصف مليون مراقب محلي وعربي واجنبي، فان الانتخابات التي تستمر 10 ساعات تجري وسط اهتمام اقليمي ودولي كبير. فبالنسبة الى دول الاقليم فأن الترقب على شكل الحكم دفع بها الى دعم هذا الائتلاف الانتخابي او ذاك.. وللولايات المتحدة ودول العالم الاخرى فان الانتخابي تدفع الى تطلع بتحقيق امن واستقرار يهيئان لاستكمال انسحاب القوات الاميركية من البلاد مع نهاية العام المقبل، كما توفير ظروف استثمارات ضخمة في بلد متعب انهكته الحروب والصراعات الداخلية.

وفي هذا الاطار اتهم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري دول الجوار بمحاولة التأثير على نتائج الانتخابات، التي تعتبر اختبارا حاسما لخروج البلاد من سنوات من الحرب واعمال العنف الطائفية. واكد زيباري إن إيران والمملكة العربية السعودية وسوريا وتركيا والاردن والكويت كلها تدخلت بدرجات متفاوتة قبل ثاني انتخابات عامة يشهدها العراق منذ عام 2003. واضاف quot;هذه ليست مجرد انتخابات عراقية هذه انتخابات اقليمية يتابعها جيران العراق عن كثبquot;، واوضح ان quot;بعضهم يشارك بنشاط في دعم بعض الجماعات محبذين نتائج معينة.. و كل دول الجوار الست مشاركةquot; بتدخل شمل الدعم السياسي والمعنوي والفني والمالي لبعض الاحزاب.

واشار زيباري الى ان هذه الانتخابات مصيرية لان الانتخابات السابقة كانت لفترة مؤقتة بينما ستؤسس هذه لمؤسسات وكيانات الدولة وستشارك فيها جميع الأطياف والقوميات والمذاهب.

إجراءات أمنية مشددة
اغلق العراق عند منتصف الليلة الماضية أجواءه وحدوده البرية والبحرية وفرض حظرا على تجوال المركبات واغلق منافذ ومخارج محافظاته الثمانية عشر استعدادا للانتخابات، وتم فرض حظر لتجوال المركبات اعتبارا من الساعة العاشرة من مساء امس (7 غ) وحتى الساعة الخامسة (2 غ) من صباح الاثنين المقبل. كما تم غلق الحدود والمطارات اعتبارا من منتصف الليلة الماضية بالتوقيت المحلي (9 غ مساء) وحتى الساعة الخامسة من فجر يوم الاثنين.

وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان هذه الاجراءات تهدف الى حماية المراكز الانتخابية والناخبين في يوم التصويت العام غدا، واضاف ان قيادة عمليات بغداد اخذت جميع الاحتياطات وكل الاحتمالات quot;اذ سيحاول اعداء العراق استخدام كل ما يستطيعون وما اتيحت لهم الفرصة لاستغلال أية ثغرة امنية quot;، واشار الى ان عمليات بغداد اكدت على قطاعاتها ضرورة التعامل بحزم وقوة مع كل من يحاول التأثير على امن الناخبين.

وقال ان quot;لدينا معلومات عن وجود مخططات تهدف لاجهاض العملية الانتخابية لكن يقظة اجهزتنا الامنية ستبطل جميع المخططات الارهابيةquot;، واضاف quot;ان اجهزتنا الامنية ستنجح بحماية العملية الانتخابية سواء كانت المراكز او الناخبين او المرشحين رغم وجود المحاولات للتأثير على هذه العمليةquot;، مشيرا الى وجود جهود تبذل من اجل زعزعة الأمن في يوم الاقتراع العام، ولم يستبعد عطا وجود دعم اقليمي للتأثيرعلى الانتخابات العراقية امنيا.

وقد اعلنت قيادة شرطة الانبار الليلة الماضية احباط هجوم انتحاري بواسطة شاحنة مفخخة كانت تستهدف احد المراكز الانتخابية شرق مدينة الرمادي غرب بغداد.

مراقبون محليون وعرب ودوليون
اما بالنسبة لمراقبة عمليات الاقتراع في عموم العراق فقد اعتمدت مفوضية الانتخابات 494 الفا و577 مراقبا محليا ودوليا ووكيل كيان سياسي. وقد بلغ عدد وكلاء الكيانات السياسية المعتمدين 393 الفا و661 وكيلا يمثلون 550 كيانا سياسيا.. فيما بلغ عدد المراقبين المحليين 99 الفا و469 مراقبا يمثلون 395 منظمة مراقبة محلية اضافة الى 1447مراقبا دوليا يمثلون 35 منظمة مراقبة دولية. فيما بلغ عدد الاعلاميين المحليين الذين سيغطون العملية الانتخابية 1200 اعلامي عراقي و800 اعلامي اجنبي لتغطية الانتخاباتquot;.

ويشير استطلاع للرأي أجراه quot;مركز الشرق للدراسات والبحوثquot; في جميع محافظات البلاد الثمانية عشر الى ان نسبة المشاركة في الاقتراع ستتراوح بين 67% إلى 72% من مجموع أعداد الناخبين البالغ 18 مليون و600 الفا. وكانت نسبة المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي قد بلغت 51% قياسا بالتجارب الانتخابية الماضية في وقت رجح فيه مراقبون أن تشهد هذه الانتخابات أيضا عزوفا عن التوجه إلى مراكز الاقتراع.

القادة قدموا وعودا.. والحملة الانتخبية كلفت نصف مليار دولار
وقبيل ساعات من بدء الانتخابات توجه القادة العراقيون الى مواطنيهم الليلة الماضية بخطابات اتصفت بتبادل اتهامات الى جانب وعود بمكافحة الارهاب والفساد المالي واطلاق دعوات لوقف الاعتقالات واجراء انتخابات نزيهة شفافة ودعوا المواطنين الى المشاركة في الاقتراع بكثافة من اجل احداث التغيير الذي يتطلعون اليه.

واعتبر الرئيس العراقي جلال طالباني ان الانتخابات ستكفل تسريع بناء مؤسسات الدولة وسيغدو أداة هامة في مكافحة آفة الفساد الإداري والمالي وتأكيد المساواة التامة بين المواطنين على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية. بينما شدد نائب الرئيس عاد عبد المهدي على ضرورة انبثاق وحكومة تستطيع ان تواجه الارهاب والتخريب وتمنع الاوضاع من العودة الى الماضي المظلم والبعث الصدامي والدفاع عن الثوابت الدينية والوطنية.

اما زعيم القائمة العراقية اياد علاوي فقد عبر عن امله في ان تجري الانتخابات بشكل سليم وان يتم السماح للعراقيين بالابدلاء باصواتهم بحرية وان يختاروا من يشاؤون وقال quot;هناك محاولات من الحكومة لاستهداف القوى السياسية الوطنية من خلال الاعتقالات والتسقيط السياسي.

ومن جهته هاجم المالكي علاوي ونائب الرئيس طارق الهاشمي وقال انهما بدءا حملتهما الانتخابية من خارج الحدود في اشارة الى جولتهما الاخيرة الى عدد من الدول العربية، وعبر عن رغبته بان تكون الحكومة القادمة هي حكومة اغلبية سياسية وان لا تكون وفق المحاصصة.
اما نائب الرئيس طارق الهاشمي فقد اكد ان التغيير اصبح واجبا وطنيا ومهمة اخلاقية قبل ان تكون سياسية خصوصا بعد مضي سبع سنوات مما اسماه بالالم والماسي والضعف الواضح في اداء الحكومة.

ويشارك في الانتخابات 18 مليون و600 الف ناخب في 18 محافظة عراقية ومليون و 600 الف في 16 دولة أجنبية، ويتنافس فيها 6172 مرشحاً بينهم 1803 نساء يمثلون 165 كياناً ينتمون الى 12 ائتلافاً سياسياً للتنافس على 325 مقعداً.برلمانيا.

وتشير تقارير الى ان نحو خمسة ملايين ملصق دعائي وزعت ورفعت في أنحاء العراق خلال الحملات الدعائية التي استمرت 22 يوما وانتهت صباح امس قبل 24 ساعة من بدء الاقتراع. كما تم طبع مليوني كراسة صدرت بخمس لغات اضافة الى الإعلانات في الصحف والقنوات التلفزيونية الارضية والفضائية والاذاعات المحلية والعربية والتعاقد مع شركات الهاتف النقال لإرسال رسائل قصيرة في اضخم واوسع حملة انتخابية في تاريخ العراق انفق عليها حوالي نصف مليار دولار.