في اعلى رقم يسجّل للمشاركين في استفتاءات إيلاف الأسبوعية فقد شارك 14823 قارئًا في استفتاء الاسبوع الاخير حول الائتلاف العراقي الذي سيمنحون له صوتهم لو قيض لهم المشاركة في الانتخابات العراقية التشريعية التي جرت الأحد، حيث حاز ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي على اعلى الاصوات، يتبعه ائتلاف العراقية بقيادة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، ثم جاءت بعدهما الائتلافات الثلاثة الكبرى الاخرى المتنافسة في هذا الاقتراع .

من بين 14823 قارئًا، صوّت لصالح إئتلاف المالكي 5857 قارئًا شكلوا نسبة 39.51% من مجموع عدد المشاركين حيث يبدو أن هؤلاء يعتقدون ان رئيس الوزراء الحالي قد حقّق انجازات للعراقيين وان من الافضل ان يستكمل مسيرته في السلطة لإنجاز ما لم يتحقق خلال السنوات الاربع الماضية، وتشكيل حكومة اغلبية تطلق يده في تحقيق اهداف مشروعه الانتخابي، خاصة أنّه يلقي باستمرار على المحاصصة مسؤولية عدم تحقيق طموحات العراقيين مناديًا بحكومة اغلبية .

وفي المرتبة الثانية في اختيارات القراء جاءت القائمة العراقية بقيادة علاوي بعدد 4499 مصوّتًا شكلوا نسبة 30.35% من عدد المشاركين الكلي في الاستفتاء . ومن الواضح ان التصويت لرجل ابتعد عن السلطة لاكثر من 4 سنوات جاء نتيجة احباط من الحكومة الحالية في عدم انجاز ماكان يطمح اليه العراقيين من تحسن لاوضاعهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وخاصة الخدماتيية الاساسية منها التي لها مساس بحياتهم اليومية . كما ياتي هذا التصويت ايمانًا بالمشروع الوطني الذي يطرحه علاوي ودعواته إلى مصالحة وطنية حقيقية واصراره على نبذ المحاصصة الطائفية والعرقية والمناطقية التي زجّت بالعراقيين في ظروف الفرقة والاقتتال الطائفي .

وبعد ائتلافي دولة القانون والعراقية جاء التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين وقوى كردية اخرى ثالثا بعدد مصوتين بلغ 2331 بنسبة 15.72 من مجموع المصوتين المشاركين في الاستفتاء وهو ما يؤكد قوة المكون الكردي وهو الثاني بعد العربي في تشكيلة الشعب العراقي . ومن الواضح ان تجربة كردستان والتقدم الذي حققه الاقليم في مختلف المجالات قد دفع الكثيرين للتصويت الى التحالف .

ثم جاء الائتلاف الوطني العراقي رابعًا في خيارات العراقيين حيث صوت له 1367 قارئًا شكلوا نسبة 9.22% من عدد المصوّتين وهي نسبة متواضعة لا يطمح إليها الائتلاف بالتأكيد. ومن الواضح ان التصدع الذي اصاب الائتلاف خلال السنوات الاربع الماضية التي اعقبت فوزه بانتخابات عام 2005 قد اثرت على التأييد له . ويبدو ان محاولة الائتلاف الذي الصق به وصف quot;الشيعيquot; الخروج من شرنقة الطائفية من خلال ضمه لساسة علمانيين وديمقراطيين جاءت متأخرة ولم تقنع القارئ بانتفاء الصفة الطائفية عنه، اضافة إلى ما يشاع بين العراقيين عن علاقته الوثيقة بايران .

ثم جاء ائتلاف وحدة العراق بقيادة وزير الداخلية جواد البولاني رابعًا بعدد مصوتين بلغ 769 قارئًا بنسبة 5.19% من عدد المصوتين . ومن الواضح ان هذا العدد المتواضع من المصوتين لصالح هذا الائتلاف راجع الى حداثة تشكيله وعدم تمثيله دورًا اساسيًّا في الحياة السياسية العراقية خلال السنوات الماضية التي اعقبت سقوط النظام السابق، على الرغم من انه يطرح مشروعًا وطنيًّا ويضم قادة من مختلف الانتماءات والتكوينات العراقية التي لم تصبغه بلون واحد، فجاء ممثلاً لجميع مكونات الشعب العراقي . وهذا العدد الذي صوّت له القراء يبدو انه جاء من خلال معرفة زعيمه البولاني ودوره في تحسين الاوضاع الامنية بفضل قيادته لوزارة الداخلية .

وحتى تظهر نتائج الانتخابات الرسمية خلال اسبوع من الان او الاولية غير الرسمية خلال الساعات المقبلة يمكن معرفة مدى انطباق خيارات المصوتين الذين ينتمون الى 43 بلدًا مع النتائج المنتظرة للانتخابات وفيما اذا كانت خيارات هؤلاء المصوتين منسجمة مع الاصوات التي ادلى بها العراقيون في بلدهم . ومن الجلي ان الانتخابات العراقية قد حظيت باهتمام خارجي واسع تمثل بهذا العدد الكبير من المصوتين وبتنوع الدول التي جاءوا منها ومن مختلف أصقاع الارض العربية والاجنبية وحتى من اسرائيل في مفارقة ملفتة .

وقد شارك في التصويت بحسب تسلسل عدد المصوّتين ودولهم في الاستفتاء كما يلي :
بريطانيا 2075، السعودية 1760، السويد 1538، هولندا 1397، (غير معروف 1286)، الولايات المتحدة الأميركية 1261، المانيا 1028، كندا 652، الامارات 526، الدنمارك 386، الاردن 282، النرويج 262، استراليا 254، العراق 218، لوكسمبورغ 178، فرنسا 161، الكويت 121، روسيا 116، مصر 113، البحرين 97، لبنان 91، قطر 83، فنلندا 80، سويسرا 80، رومانيا 79، سلوفينيا 75، المغرب 6، اليونان 52، النمسا 47، بالجيكا 39، ماليزيا 37، ايطاليا 33، ايرلندا 28، ليبيا 25، تركيا 24، الصين 23، بلغاريا 22، تونس 22، نيوزيلندا 19، اسبانيا 19، اسرائيل 16، عمان 16، قبرص 15 .

ويتعيّن على الائتلاف الذي يريد تشكيل الحكومة المقبلة لوحده الحصول على 163 مقعدًا من اصل 325 مقعدًا هي عدد مقاعد مجلس النواب الجديد الامر الذي سيرغمه على عقد تحالفات مع قوى اخرى من اجل ذلك . يشار الى ان ابرز الائتلافات الكبيرة التي تخوض الانتخابات هي إضافة الى دولة القانون والكتلة العراقية كل من الائتلاف الوطني العراقي بقيادة الحكيم والذي يضم احزابًا شيعية رئيسة وائتلاف وحدة العراق بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني وقادة الصحوات، اضافة الى التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين وقوى كردية ومسيحية اصغر متحالفة معه.