صورة لغلاف كتاب دافيد هيرست

رأى الصحافي والخبير البريطاني في شؤون الشرق الأوسط دافيد هيرست أن الملاذ القادم للأسلحة في الصراع العربي - الإسرائيلي سيبدأ على الأرجح من جديد على الجبهة اللبنانية، لكنه اشار الى ان الجبهة ستتوسع لتشمل سوريا وحماس و إيران.

تسلّط صحيفة quot;التلغرافquot; البريطانية الضوء على كتاب جديد من تأليف الصحافي والخبير البريطاني في شؤون الشرق الأوسط، دافيد هيرست، تحت عنوان quot;حذار من الدول الصغرى: لبنان، ساحة قتال الشرق الأوسطquot;، وفيه يستعرض هيرست تاريخ لبنان منذ ثلاثينات القرن الماضي، حين كانت بيروت المقصد المُفضل لقضاء العطلات بالنسبة إلى اليهود، وحين كان يأمل الصهاينة في إنشاء حلف بين الغالبية المسيحية.

وفي سياق النقاط التي تطرق إليها الكتاب، يمضي هيرست ليتحدث عمّا استجدّ على لبنان بعد مرور سبعة عقود، وتحديدًا في تموز/ يوليو عام 2006، حين تعهد حزب الله المدعوم من قِبل إيران،تدمير إسرائيل، وقام بخطف اثنين من الجنود الإسرائيليين، وفي خلال 34 يومًا من القتال، لقي أكثر من ألف مواطن لبناني وكذلك 43 إسرائيليا حتفهم. ثم تشير الصحيفة إلى أن المحور الذي دار حوله حديث الكتاب هو علاقة لبنان بجيرانه ndash; من الدول القريبة، والبعيدة، والعربية، والفارسية، واليهودية، والاستعمارية.

ويمضي الكاتب بعدها ليؤكد على طبيعة التاريخ المعقد الذي يتمتع به لبنان، واعتباره موطنًا لثمانية عشر مجتمعاً دينياً، ولا سيما المسيحيين والسنة والشيعة والدروز. وهنا، يلفت هيرست إلى قيام المسيحيين عام 1989 في أوج الحرب الأهلية التي امتدت على مدار خمسة عشر عامًا في لبنان، بمحاربة بعضهم البعض بأسلحة قامت بتوفيرها بصورة متنوعة كل من إسرائيل، والولايات المتحدة، والعراق ( التي كان يُقصد استخدامها ضد سوريا ).

ويمضي هيرست في هذا السياق ليشير إلى حقيقة استضافة لبنان من قبل الدول داخل الدولة: حين قامت مجموعة من الفلسطينيين باستقطاع قطعة أرض لبنانية سُميت بـ quot;فتح لاندquot; حتى تم طردهم في عام 1982؛ وكذلك عند قيام حزب الله بفرض سيطرته على الجنوب منذ أواخر الثمانينات.

وقد اهتم هيرست في سياق حديثه بشكل خاص بالطريقة التي نجح بموجبها لبنان، الذي أبقى على الشؤون العربية ndash; الإسرائيلية على بُعد ذراع خلال العقدين الأولين من وجود إسرائيل، في أن يصبح ساحة ً لحروب الآخرين. وتعاود الصحيفة في هذا الإطار لتقول هنا إن هيرست ( الذي مُنِع من دخول ست دول عربية وتم اختطافه مرتين )، قدم ما قدمه في الكتاب بصورة جريئة، رغم أن الموالين لإسرائيل ربما سيشعرون بأن انتقاده للدولة اليهودية أقوى من انتقادات الآخرين.

وفي الختام، تلفت الصحيفة إلى أن هيرست يمر بأفضل حالاته في إجراء التحقيقات الصحافية المباشرة، بتقديمه تفاصيل مروعة عن الفظائع، والاقتباسات التي تُختار بعناية. وبعد تحدثه عن جوانب عدة يؤكد بها ما قصده من وراء عنوان الكتاب، يخلص هيرست في النهاية إلى أن الملاذ القادم للأسلحة في الصراع العربي - الإسرائيلي سيبدأ على الأرجح من جديد على الجبهة اللبنانية - تلك الحدود الوحيدة التي تحظى بنشاط عسكري على مدار الستة وثلاثين عاماً المنقضية خارج قطاع غزة والضفة الغربية ndash; لكنها قد لا تبقى محصورة في ذلك، مع انضمام سوريا وحماس، وبصورة أكثر قلقاً، إيران، إلى تلك الجبهة.