أثار تأسيس نادي جدة للإعلام والثقافة موجة استياء لدى عدد من الإعلاميين السعوديين، ورغم عدم انعقاد الاجتماع الأول لمؤسسي النادي إلا أن الاعتراضات لافتة وكان أبرزها مطالبة أمين هيئة الصحافيين السعوديين الدكتور عبدالله الحجلان بعدم تكرار أو استنساخ هيئة الصحافيين الســعوديين من خلال نادي جدة للإعلام والثقافة.

ايلاف: عد صاحب فكرة تأسيس نادي جدة للإعلام والثقافة جمال بنون وأحد الأعضاء المؤسسين أن ظهور النادي كان ضرورة لتكون مظلة كبيرة لجميع العاملين في قطاعي الإعلام والثقافة من صحافيين ومثقفين وممن لهم علاقة بمجال الصحافة والإذاعة والتلفزيون وشركات الإنتاج ودور النشر وشركات العلاقات العامة. وأوضح بنون أن نادي جدة للإعلام والثقافة هو تجمع مكمل لكل المبادرات الإعلامية الموجودة سواء كانت رسمية أو غير رسمية.

وتوقع بنون انضمام 5500 عضو منتسب إلى نادي جدة للإعلام والثقافة حين يتم إطلاقه، على أن يرتفع إلى 12 ألف منتسب عدد الأعضاء خلال أربع سنوات مقبلة، وقال إن المجال مفتوح لانضمام الجنسين من الرجال والنساء.

وختم جمال بنون حديثه لquot;إيلافquot; بالتأكيد أن الهدف الرئيس لنادي جدة هو تدريب الكوادر الإعلامية لتجهيزها لسوق العمل وهو ما يتماشى مع توجه وزارة الثقافة والإعلام نحو منح تراخيص إذاعات أف ام ومنح تراخيص لصحف إلكترونية وإنشاء مدن إعلامية.

من جانبه اعتبر المتحدث الإعلامي لوزارة الثقافة والإعلام السعودية الدكتور عبد الرحمن الهزاع أن الفكرة ما زالت في بداياتها، وقال إن هدفه الأساسي من الانضمام لنادي جدة للإعلام والثقافة هو رغبته في تقديم خدمة إعلامية عظيمة لهذا الوطن بمساعدة باقي الأعضاء المؤسسين المختصين، حتى يتم التصدي لكل من يريد أن يقلل من إعلام وثقافة المملكة. ودعا الهزاع إلى دعم الحركة الإعلامية في السعودية ومحاولة تنشيط الإعلام فيها من خلال أنشطة وندوات والتواصل المستمر مع الإعلاميين سواء داخل أو خارج الوطن.

وعن الاتهامات التي وجهت لفكرة وجود النادي وتعارضها مع مهام هيئة الصحافيين السعوديين، أوضح الهزاع في سياق حديثه لquot;إيلافquot; أن هذا غير صحيح كون الهيئة تخدم الصحافيين وتسجل عضويتهم بعد مرور عام من عملهم وبشكل منتظم في تلك الصحيفة، عكس النادي الذي يقصده كل من هو تحت مظلة الإعلام من كتاب، إعلاميين، مفكرين وغيرهم.. وفي النهاية هو نادٍ وليس هيئة، وأكد انه لايستطيع أن يدخل في أي تفاصيل لحين اتضاح التنظيمات واللوائح وحينها يمكن المقارنة بينه وبين الهيئة، موضحا أنه يراه جزءًا مكملا وليس معارضا لدور هيئة الصحافيين السعوديين.

الدكتور سعود الكاتب أستاذ تكنولوجيا الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز قال لquot;إيلافquot; إن الفكرة ما زالت قيد الدراسة، لكن احتضان النادي لكافة الإعلاميين والإعلاميات من شتى المجالات يعطي الأمل في النجاح. وأضاف أن المساعدة في صياغة الفكر الإعلامي quot;الإلكترونيquot; هو من أولويات النادي في الوقت الذي تغفل هيئة الصحافيين عن أهمية الإعلام الجديد ولا تقوم بدورها على أكمل وجه. وفي رده على سؤال طرحته quot;إيلافquot; بشأن معارضة هيئة الصحافيين لفكرة نادي جدة للإعلام والثقافة، قال الدكتور الكاتب يجب على هيئة الصحافيين أن تقوم بواجباتها قبل أن تعترض على أي شي، لأن الهيئة لو أدت ما يتوجب عليها من واجبات لما تركت المجال لأي جهة أخرى بعمل كيانات مشابهة.

وتساءل سعود الكاتب عن ماذا قدمت الهيئة للإعلام السعودي؟؟ وأجاب أنها لم تقدم شيئاً، ما يجعلها آخر من يحق له الاعتراض على وجود أي كيان مشابهة أو غير مشابهة.

وقال إن على الصحافيين الذين اعترضوا على وجود النادي أن يعوا تماماً أن الفرد الواحد لا يستطيع أن يطوّر نفسه بنفسه فكل من يتباهى بأنه قادر على العيش لوحده بهذا العالم يجب أن يفهم أنه يبالغ كثيراً في ما يقوله، فلو كان الشخص لديه القدرة على الاستمرار في هذا العالم لوحده لما وجدت المنظمات والهيئات في شتى المجالات في العالم.

بدوره أكد الكاتب الصحافي عبد الله العلمي أن الهدف الرئيس من وراء هذا النادي هو تبني تطلعات الإعلاميين السعوديين كافة والرقي بمهنتهم. وقال العلمي إن مؤسسي النادي يتطلعون من خلال إنشائه تأسيس قاعدة معلوماتية للوسط الإعلامي، و رفع مستوى الكوادر العاملة في المجال الإعلامي وتدريبهم رجالاً ونساءً وبالتالي رفع مستوى الصحافي المتخصص. وقال إنه لا يوجد في المملكة على سبيل المثال صحافيون متخصصون في الاقتصاد أو الجريمة أو الإرهاب أو النفط، ولذلك يسعى هذا النادي إلى تدريب الصحافيين ليتمكنوا من أداء مهمتهم بمهنية عالية.

واعتبر عبدالله العلمي في ثنايا حديثه لquot;إيلافquot; أن الأمان الوظيفي وتدني الأجور خاصة للإعلاميات السعوديات هو ما يشغل بال الإعلاميين، وهو ما يسعى النادي إلى إيجاد حلول له.

وأشار إلى أن من يهاجم فكرة تأسيس النادي لن يثنيهم عن المضي قدماً في تأسيسه والبحث عن مظلة رسمية لينضوي تحته. وعبر الكاتب العلمي عن أمله في أن ترحب وزارة الثقافة والإعلام بهذه الخطوة، وقال إنهم على استعداد تام للعمل بشروط الوزارة لإنجاح النادي.

رانيا سلامة رئيس تحرير مجلة عربيات وإحدى أعضاء التأسيس أكدت لquot;إيلافquot; أن النادي ما زال وليدا وقد لا تستمر فيه لظروف عملية خارجة عن إيراداتها. وأوضحت سلامة أنها تؤمن بأهمية وجود النادي على أرض الواقع، وأكدت أنها قدمت اقتراحات ورؤى لأجل النهوض به، وإن لم تستمر فإنها ستدعمه لأنه مشروع مفيد يخدم كل من ينتمي للعمل الإعلامي.

من جهته، أوضح الدكتور عبد الرحمن داغستاني رئيس قسم الدراسات الاقتصادية في الرياض أن النادي ما زال مجرد فكرة، وقال في تصريح لquot;إيلافquot; quot;اليوم سنعقد اجتماع نتناقش فيه ونطرح الأفكار بوجود الأعضاء المؤسسين وليس صحيحا أن نادي جدة سيسحب البساط من تحت هيئة الصحافيين السعوديين ولن يَعمل تحت الطاولة بل سيتميز بشفافية العمل كما يجب أن يكونquot;.

الدكتورة أميرة كشغري quot;كاتبة ومترجمة سعودية وعضو مؤسس في نادي جدة بدأت حديثها لquot;إيلافquot; قائلة: إنهم بحاجة إلى مظلة كبيرة ونافذة جديدة تجمع العاملين في مجال الإعلام والثقافة تشمل كتابا، إعلاميين، مثقفين وكل من له علاقة بالإعلام.

وأضافت أن الوقت الراهن هو عصر الإعلام الجديد الذي لا يجب أن يقتصر على المواد الإعلامية المرئية، والمسموعة والمقروءة فقط، حيث تم تجاوز تلك المرحلة منذ زمن، وأشارت إلى الصحافة لم تعد مقيدة، بل أصبحت حرة وتملك العديد من المنابر القادرة على إيصال صوتها ورسالتها بشكل منظم ومنسق.

ولقد ذكر مصدرمهم في هيئة الصحافيين السعوديين لquot;إيلافquot; أن الهيئة لم ترفض أو تعترض على وجود نادي جدة للإعلام والثقافة، وقال إنه لا صحة لما أشيع في الصحف كون الهيئة لا تعرف عن هذا النادي إلا من خلال ما نشرته quot;إيلافquot;. ورحب المصدر _الذي تحتفظ إيلاف باسمه_ بأنهم كهيئة تعنى بالصحافيين وبالإعلام لن تعترض على وجود أي جمعية أو نادي يخدم الإعلام السعودي، ودعا للجميع بالتوفيق في خدمة الإعلام والإعلاميين.