نهاية سعيدة لقصّة حظيت باهتمام دوليّ واسع النطاق منذ ما يزيد على الثلاثة أشهر ونصف. إيمان بن لادن تغادر الأراضي الإيرانية وتصل الى مدينة اللاذقية السورية بعد سنوات من الاعتقال. وكانت إيمان قد أقامت لنحو أربعة أشهر في السفارة السعودية في طهران التي لجأت إليها بعد فرارها من مقر إقامة جبرية كانت تحتجز فيه مع أفراد آخرين من أسرتها في طهران منذ 2001.

الرياض: أخيرًا، وبعد انفصال دام نحو عقد، باتت إيمان ابنة أسامة بن لادن في كنف والدتها في مدينة اللاذقية السورية. بعد مفاوضات دامت نحو ثلاثة أشهر بين الخارجية السعودية ونظيرتها الإيرانية.إيمان أقامت قرابة أربعة أشهر في السفارة السعودية في طهران التي لجأت إليها بعد فرارها من مقر إقامة جبرية كانت تحتجز فيه مع أفراد آخرين من أسرتها في طهران. وبذلك تكون إيمان (19 عامًا) قد أمضت أكثر من ثلاثة أشهر ونصف في ضيافة السفارة السعودية في طهران.

مصادر إيرانية مطلعة قالت الأربعاء إن نجوى الغانم والدة إيمان وصلت إلى إيران قبل قرابة عشرة أيام، وفور وصولها إلى هناك سحبت السلطات الإيرانية جواز سفرها والهاتف الجوال، إلا أن تقارير أخرى أكدت أن السلطات الإيرانية قامت بإعادة جواز سفر نجوى وهاتفها الجوال.

وكان خالد بن لادن احد أبناء أسامة بن لادن طالب في رسالة نشرت الاثنين الماضي طهران بإطلاق سراح عدد من أفراد عائلته quot;معتقلينquot; في إيران، مؤكدًا أن طهران رفضت مرات متعدّدة طلبات عن طريقة quot;وسطاء علماء ووجهاءquot; لإطلاق سراحهم.

وتوجه خالد بن لادن في الرسالة التي نشرتها الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية الجناح الإعلامي لتنظيم القاعدة ونقلها مركز سايت الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية على الانترنت، إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي طالبا منه التدخل من اجل إطلاق سراح أفراد عائلته. وأكد انه quot;يعززquot; بذلك quot;مطالبة أخويه عبد الرحمن وعمر بالإفراج عنهمquot;.

وقال خالد بن لادن إن أفراد عائلته quot;اضطروا إلى دخول إيران بطرق غير رسمية ومعظمهم من النساء والأطفال (...) بعد الحملة الصليبية على أفغانستانquot;.وأضاف أن أجهزة الأمن الإيراني quot;قامت باعتقالهم بعد عام على تاريخ دخولهمquot;، موضحا أنهم quot;طالبوا بالخروج من إيران مرارا لكنهم ضربوا وقمعواquot;.

وتابع خالد بن لادن quot;بلغنا ذلك فقمنا بمراسلة حكومة طهران لمرات عديدة ووسطنا علماء ووجهاء لإطلاق سراحهم متعهدين بعدم رجوعهم إلى إيران ولكن كل ذلك لم يجد نفعًاquot;. وأكد خالد بن لادن أن شقيقه سعد الذي استطاع الفرار أيضًا أخبرهم بالحقائق على ارض الواقع.

وتحدث نجل زعيم تنظيم القاعدة عن quot;مآس ومصائب عانى منها أهلنا في السجون ومجمعات الاحتجاز أدت إلى انتشار الأمراض النفسية والحسية بين النساء والأطفالquot;.وتساءل خالد بن لادن في رسالته quot;أما كان يكفيهم ضعفهم ومطاردة الكفر العالمي لهم وغربتهم عن أوطانهم وأهلهم؟quot;.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أكد سابقا أن السلطات السعودية تتفاوض مع إيران لنقل إيمان بن لادن من مقر السفارة السعودية في طهران، وقال quot;نعتبر هذه المسألة إنسانية الطابع ونحن نتفاوض مع الحكومة الإيرانية على هذا الأساسquot;.

وكانت صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن نقلت في الثالث والعشرين من كانون الأول/ديسمبر الماضي أن أفرادًا من عائلة زعيم القاعدة -التي تعد 18 شخصًا- والتي فقد أثرها منذ اعتداءات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، موجودون في إيران بعلم السلطات هناك.

وأضافت الصحيفة أن إيمان (19 عاما) إحدى بنات بن لادن استغفلت الحراس الإيرانيين وتمكنت من الانتقال إلى مقر السفارة السعودية في طهران. وأكد القائم بالأعمال السعودي في طهران فؤاد قصاص وجود إيمان بن لادن في مقر السفارة.

وقال شقيقها عمر النجل الرابع لابن لادن (29 عامًا) الذي كشف للمرة الأولى عن وجود ستة من أشقائه وزوجة والده أم حمزة و11 من أحفاد بن لادن في العاصمة طهران منذ نهاية 2001 إنه لا يعرف كيف يوفي دين الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الذي بذل الجهد الغالي لتأمين خروج شقيقته إيمان من طهران، وقال إنه: quot;أمير بألف أميرquot;. وأضاف quot;كنت أشعر أنه نعم الوالد أو الأخ الكبير الحنون، كان يغسل همنا بكلماته الهادئة مثل بلسم الشفاء، وكان يوصينا بالصبر، مؤكدا أن فرج الله قريب ورحمته وسعت كل شيء، وأن بعد العسر يسرا إن شاء الله، وأن إيمان ستعود إلى حضن أمها في القريب العاجلquot;.

يذكر انه وصلت مجموعة من أبناء أسامة بن لادن إلى سوريا، ومازالت مجموعة أخرى في إيران. فقد وصل بكر بن أسامة بن لادن إلى دمشق قبل فترة مضت، وبقي في دمشق لمدة أسبوع قبل أن ينضم إلى أهله، ورفضت المصادر الخوض حول ما إذا قد كان تعرض للاستجواب على يد السلطات السورية أم لا.

وقد رفضت السفارة السورية في طهران الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بوصول مجموعة من أبناء أسامة بن لادن إلى دمشق، وكذلك السفارة السعودية في طهران. وحصلت إيمان ابنة أسامة بن لادن في وقت سابق على ما يعرف بـquot;بطاقة مرورquot; من قبل السفارة السعودية في طهران، وهي أشبه بجواز سفر يحمل بيانات وصورة وتاريخ ميلادها لتسهيل مغادرتها من إيران.