كاريكاتير لـ بيتر بروكس نشرته مجلَّة التايم البريطانية في عددها الصادر اليوم

أكد أميركي كان من بين مجموعة الـ 200 طفل أصم الذين تعرضوا لاعتداء من قبل الأب مورفي أن بابا روما على علم بالفضيحة منذ كان كردينالاً.

سانت فرانسيس: قال مؤسس الرابطة الأميركية لضحايا الاعتداء الجنسي من جانب القساوسة بيتر اسيلي quot;إننا نطالب البابا بالتحدث حول الاعتداءات الجنسية، وان يجبر القساوسة على إبلاغ الشرطة عمن يعتدون على الأطفال، وان يجردهم من كهنوتهم، وان ينشر الوثائق المتعلقة بالموضوع والتي يخفيها المجمع المقدسquot; على حد تعبيره.

وكانت الرابطة قد اجتمعت في ساحة القديس بطرس للتظاهر، متهمة البابا كرئيس لمجمع العقيدة والإيمان وقت الاعتداءات بالتغطية على الانتهاكات التي قام بها الكاهن لورنس مورفي بإحدى الأبرشيات بالولايات المتحدة، حيث اعتدى جنسيا على ما يقرب من مائتي طفل يعانون من الصم.

وأضاف اسيلي في تصريحات صحافية نشرت اليوم الجمعة quot;نريد أن يعرف الجميع الدور الذي لعبه البابا بوصفه رئيسا لمجمع العقيدة والإيمان وقت الاعتداءات، حيث تسلم رسالة من نائبه يخبره فيها بحدوث الاعتداءات ولكنه لم يحرك ساكناquot;، ثم انه quot;لا يمكن تصور أن القرار الذي اتخذه نائبه بحفظ القضية تم دون موافقة البابا شخصيا، الذي كان رئيسا للمجمعquot; في ذلك الحين.

ويروى بيتر اسيلي في شهادته أن quot;القس لورنس مورفي لم يكن فقط يدخل إلى غرف الأطفال في أبرشيته ليلا، بل كان يستغل المعلومات التي يخبرونه بها أثناء الاعتراف بخطاياهم ليستخدمها فيما لتسهيل نشاطه في الاعتداء على الأطفالquot; على حد تعبيره.

إلى ذلك أكد اميركي، يقول انه تعرض لاعتداء جنسي على يد الاب مورفي ان البابا بنديكتوس السادس عشر كان على علم بهذه الفضيحة قبل ان يتولى سدة البابوية وينبغي تحميله مسؤولية ذلك.

وقال ارثور بودزنيسكي في ميلووكي (ويسكانسن، شمال) ان quot;البابا كان على علم بالامر. ينبغي تحميله المسؤوليةquot;. واوردت صحيفة نيويورك تايمز الخميس ان مسؤولين في الفاتيكان، وخصوصا الكاردينال يوزف راتسينغر الذي كان عضوا في مجمع عقيدة الايمان، لم يقوموا باي خطوة عندما تم ابلاغهم بالتجاوزات المفترضة للاب مورفي.

وبودزينسكي هو احد التلاميذ في مدرسة الصم والبكم حيث اتهم الاب مورفي بارتكاب تجاوزاته. وخلال مؤتمر صحافي الخميس، شرح لابنته بلغة الصم والبكم ان الاب مورفي تعود التوجه ليلا الى مهجع التلاميذ للاعتداء عليهم، ثم شرحت الابنة ما ادلى به للصحافيين.

وقال بودزينسكي (62 عاما) للصحافيين انه ابلغ العام 1974 رئيس اساقفة ميلووكي بما ارتكبه مورفي الذي عمل في هذه المدرسة بين العامين 1950 و1974. وبحسب وثائق حصلت عليها نيويورك تايمز فان راتسينغر قام بتغطية تجاوزات مورفي.

وهذه الوثائق التي ظلت سرية لوقت طويل تتضمن مراسلة العام 1996 بين الاب مورفي والكاردينال راتسينغر. وقد ابلغ راتسينغر ايضا بهذه القضية من جانب رئيس اساقفة ميلووكي الذي بعث اليه برسالتين في هذا الصدد.

واضافت الصحيفة ان مورفي كان يخضع لمحاكمة مغلقة امام محكمة روحية، لكنها اوقفت بعد رسالة بعث بها مورفي الى راتسينغر يرجوه فيها انهاء هذه العملية. ودافع الفاتيكان الخميس عن راتسينغر الذي اصبح البابا بنديكتوس السادس عشر، ورد على الاتهامات ضده مؤكدا انه تبلغ الامر متأخرا عندما كان مورفي عجوزا ومريضا.

والوثائق التي نشرتها صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; تشتمل على رسالة وجهها مباشرة الاب الاميركي لورنس مورفي الى الكاردينال يوزف راتسينغر في 1996 الذي اصبح البابا بنديكتوس السادس عشر كما قالت الصحيفة.

وقالت الصحيفة ان راتسينغر الذي كان عضوا انذاك في مجمع عقيدة الايمان في الفاتيكان ابلغ في رسالتين بالاتهامات ضد لورنس مورفي تلقاهما من رئيس اساقفة ويسكونسن. لكنه لم يرد على الرسائل وتم تعليق محاكمة كنسية سرية سمح بها نائبه بعدما وجه مورفي رسالة مباشرة الى راتسينغر ليطلب منه وقف الاجراءات بحقه.

وكتب مورفي في الرسالة quot;اود ان اعيش ما تبقى لي من فترة كهنوتي بكرامةquot;. واضاف quot;اطلب مساعدتكم في هذه القضيةquot;. واكدت الصحيفة ان الوثائق لا تتضمن ردا لراتسينغر وتوفي مورفي بعد عامين في 1998 عندما كان لا يزال كاهنا.

وعمل مورفي في المدرسة في الفترة من 1950 حتى 1974 ورغم الاتهامات المتعددة التي وجهت اليه، الا انه تم نقله الى ابرشية اخرى حيث سمح له بمواصلة العمل بحرية مع الاطفال. وتم الحصول على هذه الوثائق من دعاوى قضائية رفعها خمسة اشخاص ضد ابرشية ميلووكي قدم محاموهم للصحيفة هذه الوثائق التي بقيت سرية لفترة طويلة رغم معارضة الكنيسة الكاثوليكية.

ويأتي الكشف عن هذه الوثائق وسط موجة من الفضائح حول اعتداءات جنسية ارتكبها رجال دين بحق اطفال في عدد من الدول ومن بينها ايرلندا والنمسا وهولندا وسويسرا. وتقترب هذه الفضائح من البابا نفسه.

ففي قضية في موطنه المانيا، قالت ابرشية ميونيخ وفرايسنغ مؤخرا انه بينما كان راتسينغر اسقفا في تلك الابرشية في عام 1980، وافق على ان تمنح الكنيسة مسكنا لكاهن يشتبه في ضلوعه في اعتداءات جنسية على الاطفال بينما كان quot;يعالجquot;.

وقدم البابا السبت اعتذارا على اعتداءات جنسية على اطفال ارتكبها كهنة ايرلنديون، الا ان الضحايا اعتبروا ان الاعتذار لم يكن كافيا لمعالجة الفضيحة. وتأتي هذه القضية الجديدة في حين وافق البابا بنديكتوس السادس عشر على استقالة الاسقف الايرلندي جون ماغي المتورط في فضيحة استغلال جنسي لاطفال تسترت عليها الكنيسة الكاثوليكية المحلية.

والمونسينيور ماغي (73 عاما) الذي كان السكرتير الخاص للبابا بولس السادس والبابا يوحنا بولس الاول والبابا يوحنا بولس الثاني، كان متورطا في فضيحة الاستغلال الجنسي لاطفال في ايرلندا بحسب تقرير وضعته الكنسية الكاثوليكية الايرلندية في كانون الاول/ديسمبر 2008.

وتابعت الصحيفة ان وثائق ويسكونسن تدل على ان اساقفة الولاية الثلاثة كانوا على علم بان مورفي كان يستغل اطفالا جنسيا وان السلطات المدنية والجنائية لم تبلغ بهذا الامر. وفي رده على معلومات الصحيفة الذي نشره الفاتيكان صباح الخميس، قال المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي ان المجمع علم quot;لاول مرة بهذا الامر في نهاية التسعينات بعد مرور اكثر من عقدينquot; على كشف هذه التجاوزات للكنيسة والشرطة.

وذكر لومباردي بان السلطات المدنية الاميركية فتحت تحقيقا في السبعينات حول مورفي بعد كشف اتهامات ضحاياه وانه تم لاحقا اغلاق الملف. واضاف النص quot;من الاهمية بمكان التشديد على ان المسألة الكنسية التي عرضت على المجمع لا علاقة لها باي اجراء مدني او جنائي بحق الاب مورفيquot;.

وكان لومباردي قال لصحيفة quot;نيويورك تايمزquot; ان هذه القضية الجديدة quot;مأساويةquot; لان مورفي كان يستغل اطفالا quot;مصابين باعاقةquot; موضحا ان الفاتيكان تبلغ هذا الامر متأخرا. واشار الى ابلاغ الفاتيكان المتاخر بهذه القضية في عام 1996 مؤكدا انه قبل سنوات حققت السلطات في هذه القضية واغلقتها.

ويقول ضحايا الاعتداءات الجنسية انهم يشعرون بالغضب بسبب حجم الاعتداءات التي ارتكبها رجال الدين وكذلك بسبب تساهل مسؤولي الفاتيكان الكبار بشانها. ويقولون ان مسؤولين بارزين في الكنيسة لم ياخذوا الاتهامات بارتكاب اعتداءات جنسية على محمل الجد وتستروا على هذه الجرائم بدلا من معاقبة الكهنة والاعتراف بارتكابهم تجاوزات.

أساقفة فرنسا يعربون عن quot;العار والاسفquot; حيال الاعتداءات الجنسية

إلى ذلك اعلن اساقفة فرنسا انهم يشعرون quot;بالعار والاسف حيال الاعمال الشائنةquot; التي تمثلت في الاعتداءات على الاطفال في الكنيسة الكاثوليكية، مؤكدين quot;دعمهمquot; للبابا بنديكتوس الذي اساءت هذه الفضائح الى سمعته، وذلك في رسالة اصدرتها جمعيتهم العامة.

وقال اساقفة فرنسا في هذه الرسالة التي وجهوها الى البابا في ختام جمعيتهم العامة في لورد (جنوب غرب فرنسا)، quot;نشعر بالعار والاسف حيال الاعمال الشائنة التي ارتكبها بعض الكهنة ورجال الدين. (...) ان الذين ارتكبوا تلك الافعال يشوهون كنيستنا، ويمسون بالطوائف المسيحية ويعممون الشبهات لتشمل جميع اعضاء الاكليروسquot;.

واضافوا quot;نلاحظ ايضا ان هذا الافعال غير المقبولة تستخدم في حملة للتهجم على شخصكم ورسالتكم في خدمة الجسم الكهنوتي. نتألم جميعا لهذه التصرفات الشائنة (...) ونجدد لكم التعبير عن تضامننا ودعمناquot;.

وطاولت فضيحة التستر على اتهامات باعتداءات جنسية على اطفال البابا بنديكتوس السادس عشر حين نشرت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; معلومات مفادها انه قد يكون غض النظر قبل توليه رئاسة الكنيسة الكاثوليكية عن ممارسات كاهن اميركي متهم بالتحرش جنسيا بنحو 200 طفل اصم.