![]() |
في حديثه مع quot;ايلافquot; يشرح المحامي خليل الدليمي، رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مجريات 144 لقاء بينهما، واملائه عليه مذكراته شفهيًّا، لأن صدام كان يتوقع تصفية الاميركيين له في معتقله ونصحه بإستنساخ اوراق المذكرات خشية مصادرة الاميركيين لها.
لندن:يقول المحامي خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إنصدام كان غالبًا ما يطلع بنفسه على مضمون ما يقوم بتدوينه، واتهم إيران بإصدار طبعات مزورة للمذكرات للتقليل من أهميتها.
ثم تحدث الدليمي عن تشكيل حزب البعث لجنة لدراسة محتويات كتاب المذكرات الذي صدر في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي لإصدار توصيات بصدده وحول الطريقة التي كان الرئيس السابق يفضل أن يتم إعدامه بها، وكذلك عن مقاصد صدام من ادلائه بآرائه في تطورات الاحداث على الساحة العراقية، وفيما كان يتعمد بذلك توصيل رسائل معينة الى العراقيين واسباب ظهوره في بعض الجلسات عصبيًّا غير مسيطر على كلامه وحركاته.
وقد أثار الكتاب الذي تضمن 480 صفحة و27 فصلاً وملاحق وصور مختلفة لصدام وعائلته والذي يعد نقلاً لأقوال صدام حسين بعنوان quot;صدام حسين من الزنزانة الأميركية: هذا ما حدثquot;.. أثار نقاشات وردود افعال واسعة بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق لكن الدليمي يشدد على ان quot;الكتاب وثيقة لمرحلة تأريخية مهمة ولرجل مهم جدا لم أؤلفه من بنات أفكاري وإنما بناء على أقوال الرئيس الراحل صدام حسين والوثائق التي زودني بهاquot;.
ولا يستغرب الدليمي من تعرض كتابه للانتقاد والنقاش، ويقول إنه يمثل مرحلة مهمّة تتجاوز حدود العراق والمنطقة إلى آفاق أوسع وأبعد. ويقول: quot;أنا واكبت الرئيس بمفردي خاصة في العامين 2004 و2005quot;.
ويدون الكتاب تفاصيل 144 جلسة بين المحامي الدليمي والرئيس العراقي السابق منذ عام 2004.. وقد اعتقلت القوات الاميركية صدام حسين في 13 كانون الأول (ديسمبر) عام 2003 عندما كان مختفيا في في مزرعة تقع في بلدة الدور القريبة من مدينة تكريت (180 كم شمال غرب بغداد) مسقط رأسه.. ثم أُعدم في 30 كانون الاول (ديسمبر) عام 2006 شنقًا في أحد سجون بغداد.
ونظرا لما اثاره كتاب مذكرات صدام حسين من نقاشات وردود فعل واسعة وتعرضه للتزوير والاستنساخ غير المشروع فقد ارتأت quot;ايلافquot; ان تستمع الى كاتبه المحامي خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق.
وفيما يلي أسئلة quot;ايلافquot; واجوبة المحامي خليل الدليمي عليها:
** ما الوثائق والحقائق الموثقة التي اعتمدتها في تأليف الكتاب؟
الكتاب الوثيقة هو كلام مباشر من الرئيس لمحاميه لأني، كان في ذلك الوقت يعتمد الجانب الاميركي على فرض اجراءات صارمة جدًّا فغير مسموح تبادل اي اوراق او وثائق حتى لوكانت قانونية وهذه احد انتهاكات الجانب الاميركي للقانون الدولي والدولي الانساني واتفاقيات جنيف.
** ما الفترة التي يغطي كتاب المذكرات أحداثها؟
تغطي المذكرات أهم الأحداث منذ عام 1959 وحتى الساعه واستشراف المستقبل. والكتاب يتضمن مذكرات صدام حسين ابتداء من العام 1959 عندما هاجم موكب الزعيم عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد وسط بغداد إلى حين تسلمه السلطة والحروب التي خاضها والعلاقات العراقية ـ الأميركية. ويتطرق الكتاب كذلك إلى مشكلة الأكراد وتأميم النفط العراقي والحرب العراقية ـ الإيرانية (1980 ـ 1988)، وموضوع الكويت ومن الذي كان السبب في كل ما جرى بتفاصيل دقيقةquot; كما تطرق إلى دخول العراق للكويت في الثاني من آب (أغسطس) العام 1990.
كما يتطرق صدام حسين إلى اللقاء الذي جرى (قبل غزو الكويت) مع السفيرة الأميركية لدى العراق أبريل غلاسبي وأحداث 11 أيلول (سبتمبر) في نيويورك أين كان صدام وكيف سمع الخبر ولماذا لم يرسل برقية تعزية للأميركيين. كما يتناول سقوط بغداد في التاسع من نيسان ( أبريل) عام 2003 بالتفصيل وأسباب هذا السقوط.. كما أنه يتضمن فصلاً كاملاً عن قائد الحرس الجمهوري الفريق أول الركن سيف الدين الراوي الذي تحدث عن معركة المطار.
** كيف كان التواصل بينكم وبين الرئيس السابق حين كنتم تدونون مضامين الكتاب.. وهل كان يطلع على محتوياته.. وهل هو صاحب فكرة الكتاب؟
*** كان التواصل مباشر وكنت وقتها المحامي الوحيد للرئيس يحمل وكاله رسميه ويقابله حتى نهاية عام 2005 .. كان الرئيس ممتعضا مما يسميه تزوير الحقائق والشيطنه وكان يتوقع ان الاميركان جادين بتصفيته خلال فترة الاعتقال لغايات التخلص منه ولطمس الحقائق فعرضت عليه الفكره وايدها تماما وكان الكلام المباشر بطريقة الاملاء او الرد هو الطريق الوحيد المسموح فيه لنا من قبل الاميركان وكان الرئيس غالبا ما يطلع بنفسه على مضمون مااقوم بتدوينه وكان يؤكد لي ان اطلاعه ليس من باب الريبة، وانما من باب خشيته من عدم قدرتي على التواصل معه بالكتابة لانه كان يتكلم بسرعة بسبب الوقت وفي احيان كثيرة كنت اطلب منه اعادة هذا المقطع او تلك الجملة.
** هل كان الرئيس السابق هو صاحب فكرة تسمية الكتاب بالعنوان الذي حمله وبتوزيع مضامينه على الفصول التي احتواها؟
*** سألني عن الاسم الذي سيكون عليه الكتاب وقد اوردت له عدة اسماء ولكنه ترك حرية الاختيار لي وترك بقية التفاصيل مثل اختيار دار النشر او التوقيت وحسب الظروف ولم يتدخل في اي تفاصيل اخرى.
** هل كان صدام يخشى من تزوير بعض محتويات الكتاب بعد صدوره... كيف ذلك ومن هي الجهات التي كان يخشى من تلاعبها بمضامين الكتاب؟
*** كلا لم يضع في حساباته ان جهة ما ستقوم بتزويره ولكنه كان يوصيني دائمًا باستنساخ الاوراق خشية قيام الاميركيين بمداهمة داري والاستيلاء عليها.
** أصدرتم طبعة ثانية منقحة للكتاب مؤخرًا... ما الدافع لذلك، وما الفروقات التي تضمنتها النسخة المنقحة؟
***إصدار الطبعة الثانية هو أمر عادي فكل كتاب تتم طباعته أكثر من طبعه، ونحن لهذا السبب ولان تصحيحات طفيفه لاتتعلق بالجوهر والمضمون، وإنما تتعلق بما ورد من معلومات غير دقيقه وردت في المقدمه التي كتبتها دار النشر، وعلى سبيل المثال ورد أن الرئيس عندما تسلم قيادة العراق اصبح الامين العام، والصحيح نائب الأمين العام أو الأمين العام المساعد، ومعلومات أخرى طفيفة لا تؤثر على جوهر واساس الوثيقه، وكان هذا رأي جهه مهمه وتم الاخذ بها، والسبب الثاني ان الطبعة الاولى نفذت وتأخرت دار النشر في طباعة المزيد، فقامت جهات خارجية بإغراق كل من الاردن ولبنان والعراق وسوريا وفلسطين وحتى اليمن بمئات الالاف من النسخ المقلدة او المزوّرة. وكانت ايران وجهة خارجية، أخرى وراء ذلك وبصورة مقصودة لجعل الكتاب مبتذلاً لا قيمة اعتبارية له ولخلق بلبلة حوله، كما وضعوا الكتاب على شبكة الانترنت ودسوا فيه فايروسات ادت الى اعطاب اجهزة حواسيب عدد من اجهزة حواسيب اصدقائي. لذلك قمنا بإعادة طباعته بعد تنقيحه ووضععلامات واختلافات بارزة، اهمها الاختام الشخصية لي في داخل الكتاب ووضع علامة النسخة الاصلية على الغلاف.
** ما الأسباب التي دفعت برغد صدام حسين للتبرؤ من الكتاب... وما موقفكم من تصرفها؟
*** الكتاب هو وثيقة بيني وبين الرئيس ولاعلاقه لمخلوق آخر فيه فإن كان صحيحًا فخيرًا وان وجدت فيه اي معلومات لاسمح الله غير دقيقة، فأنا اتحمل مسؤولية ذلك دون غيري فلماذا نحمل من لا علاقه له بالكتاب وزر حمله ظالمة قادها بعض الاعداء والعملاء واصحاب الغرض وهي سلسلة من حملة متواصلة لشيطنة صدام حسين حيَّا وميتًا، وجميع من انتقد الكتاب انتقده قبل ان يقرأه وكثر ممن انتقدوا الكتاب عادوا واعتذروا منا بعد أن تأكدوا من مضامينه.
** ما مدى صحّة تزوير بعض الجهات والدول لمحتويات الكتاب؟.. كيف تم ذلك ومن هي الجهات التي تتهمها بذلك؟
*** النسخ المزورة ملأت ولا تزال تملأ الاسواق وكل النسخ التي دخلت العراق وسوريا وفلسطين واليمن مزوّرة.
** كيف كان الاقبال على الكتاب.. وكم بيع منه؟ وهل هناك طبعة ثالثة ستضاف اليها معلومات جديدة.. وماهي اهم هذه الاضافات؟
*** التفاصيل الفنيه عن حجم المبيعات لدى دار النشر اما حجم الاقبال فقد كان كبيرا جدا ومما شجع على البحث عن الكتاب لاقتنائه هو الانتقادات التي خدمت الكتاب اكثر مما اراد اصحابها الحاق الضرر بالكتاب.. وسنطبع المزيد وبحسب حاجة القراء للاطلاع على الحقائق.. نعم تم اضافة بعض المعلومات من خلال الرجوع للوثائق الاصليه.
يذكر ان مكتب المباحث الفيدرالية الاميركية quot;إف بي آيquot; كان نشر في تموز (يوليو) الماضي قد استبق ظهور مذكرات صدام حسين التي دونها الدليمي بثلاثة أشهر ونشر ملخصًا عن 27 مقابلة أجريت مع الرئيس السابق في الفترة بين كانون الثاني (يناير) وحزيران (يونيو) العام 2004 ورفعت عنها السرية مؤخرًا.
وقال صدام بحسب الوثائق إنه في نهاية أيام نظامه وفي الوقت الذي اجتاحت فيه القوات الأميركية بغداد بقي في المدينة حتى 10 أو 11 ميسان (أبريل) عام 2003 إلى حين تبين أن المدينة ستسقط بالتأكيد. وقالت الوثائق quot;غادر صدام بعد ذلك بغداد وبدأ التخلي التدريجي عن حراسه الشخصيين وقال لهم إنهم أكملوا مهمتهم وذلك حتى لا يجلب الانتباه إليهquot;.
وأظهرت الوثائق بأن صدام فضل ابقاء احتمال امتلاكه اسلحة دمار شامل مفتوحا على ان يبدو لاعدائه ضعيفًا خصوصًا ايران. وقال عميل quot;اف بي آيquot; جورج بيرو الذي استجوب صدام ان الرئيس السابق اعتقد أن العراق مهدد من اطراف اخرى في المنطقة وان عليه ان يبدو قادرًا على الدفاع عن نفسه. كما اشارت الى أن صدام أكد كونه أكثر قلقًا بشأن اكتشاف ايران نقاط ضعف العراق وقابليته للتعرض للهجوم من العواقب المترتبة عن ذلكquot;.
وقد أجرى بيرو، حسب الوثائق، عشرين استجوابا رسميا وخمسة حوارات غير رسمية على الاقل مع صدام الذي اطلقت عليه السلطات الاميركية quot;المعتقل الهام رقم واحدquot;.
ونفى صدام أي علاقة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي وصفه بالمتعصب لكنه قال ان كوريا الشمالية كانت اكبر حليف محتمل له في وقت الحاجة. كما أقر صدام بمسؤوليته الشخصية عن أوامر اطلاق صواريخ سكود على إسرائيل أثناء حرب الخليج في عام 1991 quot;لأن اسرائيل وتأثيرها على الولايات المتحدة سبب كل مشاكل العربquot; . ونفى صدام أثناء تلك المقابلات بعض ما راج عنه من انه يستخدم بديلا يشبهه تمامًا معتبرًا اياها quot;خرافاتquot; وقال انه لم يستخدم الهاتف الا مرتين منذ عام 1990 وانه كان يجري كل اتصالاته عبرمبعوثين.
وبحسب الوثائق، فإن صدام شعر بمخاوف لدى استلام الخميني الى السلطة في إيران في عام 1979 وأنه كان لديه شيئان يشغلان عقله، الاول كونه متعصبًا دينيًا حيث اعتقد ان كل القادة يعجبون بشاه ايران وهو الرجل الذي تم الانقلاب عليه بسهولة وبما أن الخميني قد نجح في ازاحة الشاه بسهولة فهو قادر على القيام بذلك في مكان اخر وبضمن ذلك العراق.
وأوضح صدام انه لا يندم على معاملة العراق للخميني.. وقال صدام quot;ممكنquot; حينما تم سؤاله ان كان اية الله السيد محمد الصدر وهو من قادة الشيعة الاقوياء وتم اعدامه في العراق في العام 1980 قد يساوي الخميني كرمز.
واضاف صدام حسين انه هو نفسه رمز حيث يمكن ايجاد صور له في كل المنازل وفي كل مكان اخر في العراق. وفيما اذا كان الخميني قد اعتقد ان المواطنين الشيعة في جنوب العراق سيتبعونه وخصوصا خلال الحرب مع العراق قال صدام حسين quot;لم يرحبوا بهquot; وفي الحقيقة بقي الشيعة اوفياء للعراق وقاتلوا الايرانيين.

















التعليقات