قالت مصادر فلسطينية مطلعة لإيلاف أن الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على حدودها مع غزة قد إقترب من نهايته


غزة:
يترقب فلسطينيو قطاع غزة يومياً ما يجري على الحدود مع مصر. وفي الوقت الذي توقفت فيه مئات الأنفاق عن العمل، من المقرر أن تبدأ القاهرة في المرحلة الثالثة من إنهاء ظاهرة الأنفاق الممتدة على حدودها الشمالية مع غزة.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لإيلاف أن الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على حدودها مع غزة قد إقترب من نهايته. وقال quot;بدأ العمل في المناطق المتاخمة للسكان الفلسطينيين، وهي منطقة خطرة امنياً على الفنيين والعمال المصريينquot;.

ويمتد أكثر من 1400 نفق على الحدود التي لا تتعدى 13 كيلومتر بين رفح الفلسطينية والأراضي المصرية، لكن تلك الأنفاق بدأت تدريجياً في إنخفاض العمل داخلها لأسباب متعددة أهمها إنشاء مصر للجدار الفولاذي بعمق 18 متر تحت الأرض.

وقال أبو حسين، صاحب نفق لإدخال الإسمنت، أن العمل أنخفض في الأنفاق بشكل كبير جداً. وأضاف لإيلاف quot;بات أكثر من 1000 نفق بلا عمل، فقد تكدست البضاعة في غزة ولم يعد الطلب كما السابق، إلا الإسمنت والمحروقات، فالأنفاق التي تهتم بإدخال هاتين السلعتين لا زالوا يعملون كالمعتاد.

ومن الواضح أن الجدار الفولاذي واحد من بين عدة خطوات ستتخذها مصر لإنهاء ظاهرة الأنفاق المطلة على أراضيها. وقال مصدر مطلع لإيلاف quot;المرحلة الأمنية المصرية الثانية مترافقة مع المرحلة الأولى، وهي إنشاء خط مياه ممتد من البحر الأبيض المتوسط غرباً حتى نهاية الحدود متزامنة مع بناء الجدار الفولاذي، لكنهم لم يبدؤوا في تزويد الخط أسفل الجدار بالمياه بعدquot;.


وفي حال قامت مصر بتشغيل خط مياه البحر، ستنهار الغالبية العظمى من الأنفاق ولن يكون بإمكان عمال الحفر في الأنفاق، إيجاد بديل آخر يمكنهم من مواصلة العمل في الأنفاق بشكل طبيعي.


وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ حوالي 4 سنوات متتالية، ما حذا فلسطينيو غزة بالإستيعاض وحفر أنفاق بين أراضيهم والأراضي المصرية لإدخال مواد غذائية وسلع تمنع دخولها إسرائيل.

يشير أحمد عرفات، تاجر فلسطيني، إلى أن إنهاء ظاهرة الأنفاق هي في صالح التجار الفلسطينيين. وقال لإيلاف quot;عندما ندخل بضاعتنا من خلال الأنفاق، لن يكون أحد مسؤول عن تلف البضاعة أو خرابها غيرنا، فنحن التجار نتحمل أي ضرر في البضاعةquot;.

وأضاف quot;بمجرد خروجها من المحلات والمصانع المصرية نبدأ في رحلة الخوف والترقب من تلفها أو مصادرتها أو أي أمر آخر، ونكون بذلك خسرنا مئات الآلاف من الدولارات دون أن نستطيع إستردادها، بينما لو كانت من إسرائيل، فهي تأتي عبر شركات إسرائيلية ويكون عليها تأمين فيما لو تم إحتجازها من قبل إسرائيل أو أتلفت وهي في الطريق إلى غزةquot;.

وبحسب الخطة الأمنية المصرية، فإن المرحلة الثالثة من إنهاء ظاهرة الأنفاق ستكون من خلال بناء سياج إلكتروني على عمق 5 كيلو مترات داخل الأراضي المصرية، ولن يسمح بدخول أو خروج أحد من السياج إلا من خلال بوابات خاصة مزودة بحراسة أمنية مصرية.