قال عادل برواري، عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية العراقية عضو التحالف الكردستاني، إنّ حكومتا بغداد واربيل تتنازعان حولالسيطرة على قوات البيشمركة الكردية، ونفى بشدة أن يكون الأكراد وراء عمليات تهجير المسيحيين من كركوك ونينوى، موضحًا انه على العكس من ذلك فإن المسيحيين يجدون لهم ملاذات آمنة في إقليم كردستان.

لندن: أشار برواري في مقابلة مع quot;ايلافquot; إلى ان جهود القوات الأمنية وعملها المشترك والتنسيق بين أجهزتها الذي حصل مؤخرًا قد أديا الى تقدم الجهد الإستخباري في إتجاه تتبع نشاط الإرهابيين والقضاء عليهم، وإستبعد عودة العنف الطائفي الى البلاد.. وفي ما يلي نص المقابلة مع السياسي العراقي الكردي:

*بعد بدء إعادة عملية العد والفرز والتجاذبات السياسية بين الكتل السياسية كيف تقيّيمون الوضع الأمني على مستوى المستقبل القريب؟

بالتأكيد أن هذه التجاذبات السياسية تؤثر كلها في الشارع العراقي وتحديدًا قبل الانتخابات، وربما حدثت بعض الثغرات من الناحية الامنية وإستطاع الارهاب ان ينفذ من خلالها، ولكن رغم ذلك فإن القوات الامنية هي الان في تطور غير عادي وخصوصًا من ناحية الجهد الاستخباراتي والامني.. ولدينا ثقة تامة بالقوات العراقية وبناء على ما لديها من المعلومات المتوفرة والتي لدينا في لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، فإن الأجهزة الامنية اثبتت وجودها حينها واستطاعت قطع رؤوس الارهاب، وما العمليات الاخيرة ومقتل زعيمي القاعدة في العراق إلا دليل على ذلك، ولكن على الرغم من ذلك ربما تحدث بعض الثغرات التي تؤدي الى عمليات ارهابية جديدة يقف وراءها البعثيون بالدرجة الاولى، ولكن مع الاسف بعض الاعلاميين يحاولون تهويل الامر وخصوصًا بعض القنوات الفضائية المغرضة.

*هناك من يعتقد أن ضعف الجانب الاستخباراتي هو وراء التفجيرات الاخيرة التي حدثت في العاصمة بغداد؟

ممكن، حصل هذا في بداية الأمر لأن الاجهزة الامنية متنوعة من أمن واستخبارات ومخابرات، حيث كان هناك عدم تنسيق فيما بينها. فالمخابرات لها معلوماتها الداخلية والخارجية والاستخبارت لها توجهاتها الخاصة، لكن ونتيجة للظروف الامنية في البلد لا بد من جمع المؤسسات الامنية بهيئة مشتركة للحصول على المعلومة ورصد تحركات الارهاب ومن ثم التنسيق فيما بينها مع المحافظة على سرية المعلومة..

وبعد التفجيرات الاخيرة لمقرات وزارة الخارجية والعدل والمالية حصلت اجتماعات سرية مع لجنة الامن والدفاع ومع القيادات العليا للقوات المسلحة ومنذ ذلك الحين حصل تطور كبير في اداء الاجهزة الامنية وعلى مستوى نقل المعلومة وقد تم تشكيل هيئة برئاسة القائد العام للقوات المسلحة وعضوية القادة الامنيين حيث انهم يعقدون الان اجتماعات أسبوعية من اجل تطوير عملية الحصول على المعلومة الاستخبارية وتوحيدها ووضع خطط المواجهة ومن خلال ذلك تم فعلاً الوصول الى قيادات الارهاب في منطقة الثرثار والقضاء عليها.

* الى اين وصل موضوع الاجهزة الامنية الكاشفة التي مررت عبر قنوات الفساد الاداري ؟

القصة ليست بهذا الحجم الذي ذكر... نعم هناك حالات فساد في شراء هذه الاجهزة ولكن ليس بالصورة التي يهولها الاعلام.. ولو لاحظنا مستوى التحسن الامني في بغداد لوجدنا انه قد بلغ مستويات عالية جدا.. ولا أحد ينكر انه منذ بداية عام 2007 والى نهاية عام 2008 كان الوضع الامني مأساوي وكانت الاجهزة الكاشفة أغلبها فاسدة، ولكن الآن الكثير من العقود التي يبرمها العراق تتم مع دول كبرى متطورة في صنع الاجهزة الامنية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا لشراء هذه الاجهزة.. وأنا ارى أن الاجهزة الامنية تتطور يوما بعد آخر من خلال المعلومات التي نحصل عليه في إجتماعاتنا الدورية مع وزارات الامن الدفاع والداخلية حيث تم تشكيل لجان فرعية من داخل وزارة الدفاع لمتابعة ومراقبة الاسلحة وباقي القضايا الامنية.

*هناك من يعتقد ان البلد سوف يشهد عنفًا طائفيًا يعيد بالعراق الى المربع الاول ؟

لا أتصور ذلك.. الخلافات السياسية ليست بجديدة على العرا ق حيث أن الاحزاب والكتل المتصارعة على السلطة موجودة منذ عام 2003.. صحيح هناك الكثير من التصريحات النارية التي يطلقها رجال السياسة وفيها الكثير من المبالغة ولهم فيها مأرب سياسية ولكن المواطن العراقي بات واعيًا لمثل هذا الامور ولا أتصور عودة الطائفية الى البلاد مرة أخرى.

*بإعتباركم عضوًا في لجنة الامن والدفاع كيف سيتم حل قضية قوات البيشمركة الكردية ودمجها بالقوات العراقية وهو احد مطالب الاكراد؟

هذه القضية معلقة بين رئاسة إقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد.. ووجود البيشمركة منصوص عليه في الدستور العراقي وهي جزء من المنظومة العسكرية العراقية حيث أن أول تشكيل للجيش العراقي بعد سقوط النظام السابق تم على أمن خلال البيشمركة وثلاثة الوية للجيش العراقي.. ويقوم عناصر من البيشمركة حاليًا بمهمات للحماية منذ أربعة اعوام داخل مجلس النواب العراقي.. ولكن هناك خلافًا حول عائدية البيشمركة فرئاسة اقليم كردستان تريد أن تكون هذه القوات بأمرة وزارة شؤون بيشمركة في حكومة الاقليم أما الحكومة الاتحادية في بغداد، فتؤكد ان هذه القوات يجب ان تكون تابعة لوزارة الدفاع، وهذه هي أحد أهم النقاط الخلافية، في حين ان القائد العام للقوات المسلحة وافق على تشكيل فرقتين من البيشمركة في اقليم كردستان إحداها في اربيل والاخرى في السليمانية، أما الامور الادارية الاخرى مثل صرف المرتبات فإنّها لم تحلّ حتّىالان.

*ما هو ردّكم على الاتهمات الموجهة الى البيشمركة بالمسؤولية عن تهجير المسيحيين وباقي الاقليات من كركوك والموصل ؟

الكثير من الحقائق ظهرت حيث أن أغلبية المسيحين المهجرين من كركوك والموصل لجأت الى اقليم كردستان، في السابق البيشمركة كانوا هم المسؤولين عن حماية الموصل وخصوصًا الساحل الايسر ولم نلمس اي خرق بعد أن استئثرت قائمة الحدباء في السلطة كرئاسة مجلس محافظات طلبوا من رئيس الوزراء استبدال قوات البيشمركة بالشرطة المحلية وقادة من الاخوة العرب، بعد ذلك حصل الكثير من الخروقات من قتل وتهجير وغيرها وإعتداءات على الكنائس والجوامع والكثير الاساقفة والرهبان قتلوا وفي نفس الوقت يتهمون البيشمركة، في حين المسيحيون يجب من يصرح بذلك لم يفلحوا في السيطرة على الوضع الامني ويلقون التهم على اقليم كردستان وهذا إدعاء عار من الصحة تمامًا يذكر أن القيادة الكردستانية ماضية في تقديم الموارد اللازمة للبدء في تشكيل الالوية الاربعة المقترحة من قبل البيشمركة والتي سيليها تشكيل أربعة الوية أخرى، وهناك الكثير من الاستعدادت لتجهيز وتدريب أفراد هذه الالوية وفق المعايير المعتمدة في الجيش العراقي من ناحية التجهيز بأحدث المعدات وتلقي أفضل التدريبات.