كشف الرئيس السوري بشار الأسد أن الخلاف المصري السوري انعكس سلباً على المصالحة الفلسطينية، ونفي في الوقت ذاته وجود أي توتر في العلاقة بينه وبين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.

دمشق:نفى الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وجود فتور في العلاقات بينه وبين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، مشيراً إلى انه سيلتقيه الثلاثاء ليستمع إلى ما يحمله معه من أفكار ومقترحات، معلناً استعداد بلاده لمساعدة لبنان في المجالات كافة، ومنها الاقتصادية التي قد تنعكس إيجاباً على الداخل اللبناني.

وقال الأسد خلال لقائه المشاركين في مؤتمر quot;العروبة والمستقبلquot; أمس في حضور راعية المؤتمر نائبة الرئيس السوري الدكتورة نجاح العطار إن سوريا لا تفرض على اللبنانيين شكل الدولة التي يريدونها إذ تقع عليهم وحدهم مسؤولية تفصيل اللباس (البدلة) الذي يريدونه، على أن تقوم سوريا بـ quot;الترقيعquot; حين يقتضي الأمر ذلك.

وأكد الأسد أن المملكة العربية السعودية أدركت أهمية الدور السوري لمساعدة لبنان، وقد حثتنا على ذلك موضحاً انه quot;رغم الاتهامات التي وجهتها إلينا أطراف لبنانية والتدهور الذي أصاب العلاقات بين البلدين على مدى السنوات الأربع الماضية فان سوريا وبصفتها الدولة الأكبر استوعبت ما جرى وها هي تعمل على إخراج لبنان من محنته لكن شرط أن يتحقق تفاهم اللبنانيين في ما بينهم أولاً، ومن هنا جاء تأكيدنا باستئناف الحوار حيث رأينا كيف مكّن من جمع أطراف لطالما كانوا متباعدين ومختلفينquot;.

واستغرب الأسد كثرة الأخبار الصادرة من لبنان التي تتناوب على وضع العلاقات اللبنانية السورية أو موقف دمشق من الرئيس الحريري وتعمد في الاسترسال وإطلاق التفسيرات فيما الواقع يكون مغايراً. مشدداً على أن الوضع في لبنان هو الذي يؤثرفي صورة هذه العلاقات، محذراً من وجود أطراف متضررة من عودة الوئام بين البلدين لأن في ذلك quot;قطع رزقquot; بالنسبة إليها.

وعلى مستوى عملية السلام، أعلن الرئيس الأسد مجدداً رغبة بلاده في إقامة سلام عادل وشامل محملاً إسرائيل مسؤولية عدم التوصل إليه كونها لا تريده، مذكراً أن المفاوضات غير المباشرة التي أجرتها سوريا مع الإسرائيليين عبر الوسيط التركي لم تفلح في انتزاع المفاوض الإسرائيلي ولو جزءا من مائة من المفاوض السوري، مشيراً إلى أن دخول إسرائيل هذه المفاوضات مرده إلى هزيمتها في العام 2006 لذلك لابد أن يعتمد على القوة في هذا المجال والقوة هنا تعني المقاومة ليس بمعناها العسكري فحسب، بل بمعناها السياسي أيضا. فبقدر ما تكون قوياً يحترمك الآخرون، والقول بتمسكنا بإحلال السلام لا يجب ان يفهم تلويحاً مستمراً بغصن الزيتون.

وفيما قلل الرئيس الأسد من أهمية التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على سوريا أو لبنان، أشار إلى اننا نحن العرب ننظر الى هذه المسألة بـquot;المقلوبquot; فعندما يعلو صراخ عدوك لا تكترث له بل احذر حين يعتمد الصمت، إلا انه استدرك قائلاً إن ذلك لا يعني ألا تكون مستعداً لكلا الاحتمالين أي الحرب والسلام.

كما أعلن أن الغاية من تمسك العرب بمبادرة السلام كشف إسرائيل والتأكيد للعالم أنها غير راغبة في السلام وتعمل على تعطيله وإفشاله وأبدى الأسد شيئا من التفاؤل في تحسن العلاقات بين واشنطن ودمشق من منطلق اعتماد الحوار بين الجانبين في الوقت الحاضر على أمل أن يتوسع هذا الحوار ليدخل في التفاصيل كما جرى مع فرنسا في عهد الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي، لافتاً إلى ان الحكم على الرئيس الأميركي باراك اوباما يتوقف على النتائج لا على الصفات الشخصية التي يتحلى بها والمواقف التي يدلي بها ويعبر فيها عن رغبته في تحقيق الاستقرار للمنطقة.

هذا وبدا الرئيس الأسد حذراً بعض الشيء عند الإجابة عن سؤال عن حال العلاقات المصرية السورية في الوقت الحاضر إذ أعرب عن تقديره لمصر وما تمثل على الصعيد العربي، منوهاً بالوساطات الخيرة التي قامت لرأب الصدع بين البلدين مثنياً في ذلك على دور الكويت بهذا الخصوص. متمنياً الاعتماد على آلية في إدارة الخلافات لا أن تتحول الأخيرة إلى تباعد وصدام بين هذه الدولة أو تلك. وذكر الأسد في هذا المجال أن الخلاف المصري السوري انعكس سلباً على المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية كاشفاً أن الزيارات الثلاث التي قام بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العام الماضي الى دمشق والمحادثات التي اجريت معه لم تفلح في تحقيق مثل هذه المصالحة.