علمت quot;إيلافquot; أن رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية المستقيل جمال خاشقجي لا يزال يحتفظ بامتيازات في الصحيفة المثيرة للجدل، ولا يزال أيضاً ضمن الكادر الإداري بعد يومين من استقالته المفاجئة التي أعلنت بينما كان يقضي ليلة زفافه في جدة التاريخية، من سيدة الأعمال السعودية آلاء نصيف.

الرياض: وفقا لما توفر لإيلاف من معلومات فإن قرار خاشقجي لم يكن بضغط من سلطات أعلى من مجلس إدارة مؤسسة عسير للصحافة والنشر كما تردد، بل إن المجلس نفسه برئاسة الأمير بندر بن خالد الفيصل الذي وجه التحية لخاشقجي، كان هو صاحب كلمة الفصل في قرار الإستقالة التي أثارت موجة عاصفة من ردود الفعل المتباينة خصوصاً في الداخل السعودي.

ويكشف حدث اقالة او استقالة جمال خاشقجي عن رئاسة جريدة الوطن السعودية عن فجوة في تركيبة الصحافة السعودية، ومن دون حلها سيظل رؤساء التحرير السعوديون في مأزق كبير ودون عواقب واضحة، تجبرهم على البحث عن رؤساء جدد، ويسبب تكرر أزمة الاجهزة المعنية مع الرأي العام الذي لا يرضى عادة عن الاقالة أو التخلص كل شهر من رئيس تحرير.

والمشكلة في هذه كما يقول صحافي سعودي هو ضعف الصف الثاني والثالث في تراتبية المراكز الصحافية السعودية.

إذ إن هناك فجوة كبيرة بسبب أن التركيز يكون كاملاً على رئيس التحرير، في وقت توكل اليه مهمات متعددة من بينها تمثيل الجريدة في المناسبات الدولية والمحلية إضافة إلى إدارتها تحريريا وخصوصاً مسؤولية النشر التي في كثير من الأحيان توكل الى شخص لايتمتع بمواصفات الحس الرقابي الذي يمكنه أن يمنع مقالات لا تتمتع بالقدرة على تأهيل نفسها للنشر.

ويضيف الصحافي المعروف أن خاشقجي ليس هو الحالة الوحيدة التي يضطر فيها الرئيس ان يكون ضحية لأمر لم يصنعه ولكنه يواجه في كادر تحرير صحف سعودية كثيرة.

وعدا جريدة الرياض فإن كثيرا من الصحف السعودية تعاني هذا الخلل الخطر، ولن يتم حل ذلك إلا بإلزام رؤساء التحرير سواء عبر مجالس إدارات الصحف نفسها أو الاجهزة المعنية بتأهيل وتطوير الكفاءات المؤهلة وخصوصاً من الصفين الثاني والثالث الذين ما زالوا أقل بكثير من مسؤولية صحيفة يومية للأسباب السابقة.

الأنباء داخل جريدة الوطن كانت في يومها الأول بعد مغادرة رئيسها جمال خاشقجي هادئة وتجري كعادتها، إلا من زيارة خاطفة قام بها رئيس مجلس الإدارة الأمير بندر بن خالد الفيصل، ولكن اليوم الثاني شهد استقالة مسؤول صفحات الرأي زهدي الفاتح لأسباب تتعلق بمغادرة خاشقجي وأهمها مقال حوى ما اعتبر أنها أخطاء مهنية أكثر منها سياسية أو عقدية، المنشور يوم الخميس الماضي في الصحيفة وحمل عنوان quot;سلفي في مقام سيدي عبدالرحمنquot; للكاتب إبراهيم الألمعي الذي أوقف عن الكتابة أيضاً.

والألمعي ليس معروفاً ولا يملك شعبية بين القراء في السعودية بسبب أنه عاش طويلاً في الجزائر بعد أن ذهب مبعوثاً، وتزوج من هناك حتى عاد قريباً للسعودية.

وبالعودة إلى المقال المنشور ووفقاً لمعلومات إيلاف فإنه أجيز ليلة الأربعاء وأخذ طريقه للنشر بينما كان خاشقجي يقضي يومين في الإمارات حيث شهدت دبي حينها منتدى الإعلام العربي، ما يعزز النظرية التي طرحها الصحافي السعودي من غياب القدرة والكفاءة اللازمة عند غياب رئيس التحرير.

ووفقاً لرئيس تحرير الوطن المكلف سليمان العقيلي الذي كتب اليوم مقالة في الجريدة نفسها، و ذهبت كلها باتجاه القضية ذاتها، فإن خاشقجي quot;ضحية تقدمه على عصره. فهو يفكر بلغة خمسينات القرن الحادي والعشرين رغم أنه من مواليد خمسينات القرن العشرينquot; وأضاف العقيلي quot;لكنه يهتم بالتفاصيل الدقيقة لطريقة نشر الأنباء وتوثيق القصص الصحافية وتوازنهاquot;.

ولأن الحدث يخص شخصية صحافية كبيرة في الأوساط السعودية والدولية أيضاً فإن الأمور لا تخلو من تكهنات يذهب بعضها قريباً من خانة المنطق إذا ما عزز بشواهد وقرائن، إذ نشرت اليوم صحيفة الرأي الكويتية خبراً عن مصادر لم تسمها أن خاشقجي عائد للوطن، وأن قرار عودته يشابه تماماً عودة الشيخ أحمد الغامدي رئيس هيئات مكة إلى منصبه الذي أقيل منه، ولكنه عاد بأمر من سلطة أعلى.

ونشرت الجريدة الكويتية مداخلة قصيرة مع خاشقجي قال فيها إن quot;الوطنquot; بيته ولا غرابة في عودته لها في أي وقت.