إقرأ أيضا

السنة العاشرة لـ إيلاف وللصحافة الإلكترونيَّة العربيَّة

رؤساء ومدراء تحرير فلسطينيون: إيلاف مغامرة ناجحة

إيلاف في فضاء الصحافة الالكترونية العربيَّة: بصمة وصناعة للخبر

يتّفق quot;العربي زواقquot; وquot;صلاح بلعباسquot; وهما على التوالي رئيسا تحرير صحيفتي quot;الخبرquot; وquot;الوطنquot; الجزائريتين، على أنّ الإعلام الورقي في بلادهما لن يتراجع قريبًا، لكنّهما يجمعان على أنّ ثورة الإعلام الالكتروني قادمة ما يدفع إلى التكيف، ويشيدان في هذا السياق بتجربة quot;إيلافquot; الرائدة وتمرّدها على المطبوع.

يبدي العربي زوّاق رئيس تحرير صحيفة الخبر الجزائرية الصادرة بالعربية وصلاح بلعباس رئيس تحرير quot;الوطنquot; الصادرة بالفرنسية، سعيهما لامتلاك موقعين الكترونيين جذابين يمهدان لتحديات المرحلة القادمة، خصوصًا مع تهافت الجزائريين على التكنولوجيا الحديثة، واهتمامهم بالاستهلاك السريع للمعلومة.

وفي ما يلي، تتابعون إجابات أ/العربي زواق، وأ/صلاح بلعباس:
bull;هل تراجع عدد توزيع نسخات صحيفتي الخبر والوطن خلال آخر خمس سنوات، أم أنّه سجل ارتفاعًا؟ وكيف؟
-العربي زوّاق: أحبّ أن أؤكد أنّ توزيع صحيفة الخبر لم يتراجع خلال الأعوام الأخيرة، حيث بقي متوسط حجم التوزيع في حدود خمسمئة ألف نسخة، علمًا أنّه ظلّ يتراوح بين أربعمئة إلى غاية السبعمئة ألف نسخة.
-
واعتبارًا لظروف سياسية واجتماعية متوسط التوزيع مستقر، لكن أرى في هذا الاستقرار شيئًا سلبيًا، وأرى أنّه تبعًا للظروف الاقتصادية، فإنّ صحيفة بحجم الخبر وسمعته لا تزال هزيلة من حيث عدد الصفحات (24 صفحة)، ودون مبالغة ذاك ناتج عن السياسة الرسمية للدولة الجزائرية، فالاشهار الرسمي العمومي ممنوع في الخبر، والاشهار الخاص محدود في دولة خارجة من اقتصاد اشتراكي، ما يجعل كلفة طبع الصحيفة تتجاوز بكثيرة العشرة دنانير التي تُباع بها النسخة الواحدة.

وألاحظ هنا أنّه من ناحية التوزيع، فإنّ صحيفة الخبر تصل متأخرة كثيرا إلى جنوب البلاد، وذلك بسبب افتقادنا مطبعة هناك على منوال مطابع الوسط والشرق والغرب، واتجهنا في وقت سابق إلى المطبعة الحكومية بولاية ورقلة ووعدنا مديرها خيرا، لكنّه بعدها صار يتهرّب، ففهمنا أنّه رفع الانشغال إلى جهة عليا فرفضت، وهو الأمر نفسه الذي حصل مع وزير الإعلام، على الرغم من استعدادنا لدفع تكاليف الطبع مسبقًا.

أؤكد أنّ الأزمة المالية العالمية لم تؤثر في شيء، طالما أنّ الدولة معزولة اقتصاديا، وتعاملاتها المالية منغلقة، بجانب كون اقتصادها محدود.

وصلاح بلعباس رئيس تحرير quot;الوطنquot; الصادرة بالفرنسية quot;تصوير سامي/ ك

-صلاح بلعباس: توزيع صحيفة الوطن في استقرار، حيث يقدّر المعدّل العام بنحو 127 ألف نسخة، وأقحم هنا أنّ نشرتنا لنهاية الأسبوع (الوطن ويكاند) زاد توزيعها بقرابة مئة ألف نسخة خلال العام الأخير، حيث صارت بحدود 117927 نسخة يوميًا خلال العام الأخير، وهذه الأرقام تؤكدها بيانات ديوان فرنسي متخصص في ميدان الوزيع تعاقدت معه المؤسسة منذ فترة.
على العموم لم تتأثر الجريدة بتداعيات أزمة المال العالمية لأنّ إدارة الصحيفة لدى تأسيسها قبل عشريتين، قامت ببناء مؤسسة إعلامية مستقلة بمواردها وهياكلها واستثماراتها، وأشير هنا إلى أنّ الوطن رفقة الخبر تملكان مطبعة خاصة، لكن هناك الإشكال الخاص بسعر الورق، حيث كان يتم استيراد الورق بوزن معين ثم جرى تخفيض الوزن للحيلولة دون ارتفاع التكاليف، وهذا العامل لم يؤثر على عدد النسخات بل على عدد صفحات الجريدة، إذ اضطررنا في صحيفة الوطن لخفض الصفحات من 32 إلى 28 فحسب.

ألفت هنا إلى أنّ الاجراءات التصحيحية التي اعتمدتها الحكومة الجزائرية بموجب قانون الموازنة التكميلي في صيف العام 2009، تسبب في تحجيم مساحات الإشهار، احتكاما للآثار السلبية التي عانى منها متعاملو سوق الاتصالات وكذا وكلاء السيارات وغيرهم من المستثمرين، فعلى سبيل المثال فرض الضريبة الجزافية على مختلف عمليات بيع السيارات، انجرّ عنه تراجع حاد في المبيعات، وهو أثر على المساحات الاشهارية.

bull;ما رأيكم بقرار بعض الصحف العالميَّة وقف نسخاتها المطبوعة، والاكتفاء بنسختها الالكترونيَّة؟
-العربي زوّاق: ذاك راجع لتراجع مبيعات النسخة الورقية، وتأثر الإعلانات تبعا لذلك.
من جهتنا، نحن نسلّم بالأمر الواقع أحببنا أم كرهنا، فالصحافة الالكترونية ستنتصر وستحل محل نظيرتها الورقية بعد سنوات من الآن، تلك حتمية تاريخية وسنة التطور، والمنطق يقول إنّ الصحف الالكترونية قادمة لا محالة.

-صلاح بلعباس:
في الحقيقة العامل المؤثر في مثل هذه القرارات، هي التكاليف والأرباح، وإذا كان هناك ظرف أو سبب أملى على هذه المؤسسة الإعلامية أو تلك التنازل على النسخة الورقية واللجوء إلى أخرى الكترونية، فالأكيد أنّ هذا قرار راشد.
في ظل الأزمة المالية يجب أن تتخذ المؤسسات الإعلامية إجراءات حاسمة وعقلانية بعيدًا من أي عاطفية أو ذاتوية.

bull;هل تأثرت الإعلانات سلبًا؟
-العربي زوّاق: أكيد الإعلانات تأثرت سلبًا من خلال تراجعها، لكن الملاحظ أنّ عموم المعلنين صاروا يختارون الصفحات التي يودّون الإعلان فيها، وهو ما يعني أنّ هؤلاء أصبحوا يعون أهمية الصفحات وما يتصل بها من جوانب مهنية، لذا أقول إنّه أمام شح الإشهار، حصل تطور جديد في ذهنية المعلنين.

-صلاح بلعباس: الإعلانات في صحيفتنا تأثرت بالاجراءات التصحيحية، على غرار صيغة quot;القرض المستنديquot;، هذا الأخير أرغم مختلف المؤسسات على مراجعة حساباتها والاكتفاء بتوجيه السيولة إلى البنوك للوفاء بمقتضيات القرض المذكور.


bull;ماذا عن الموقعين الالكترونيين لصحيفتي الخبر والوطن، كيف يتفاعل القرّاء معه، وهل عدد زوار الموقع الالكتروني أكثر من عدد قرّاء الجريدة الورقيَّة؟
- العربي زوّاق: في الحقيقة، الموقع الالكتروني لصحيفة الخبر تعرّض لهزات، وإعادة بعثه تتطلب وقتًا، علمًا أنّ صحيفتنا كانت الوحيدة محليًا من حيث امتلاكها موقعًا الكترونيًا.
بالنسبة إلى عدد زوار الموقع الأمر نسبي، يمكن تقدير عدد هؤلاء بالآلاف، كثيرون منهم يفضلون أركان قارة كصفحة quot;سوق الكلامquot;، العمود، المحليات وبصفة خاصة الرياضة خصوصًا مع ما يفعله المنتخب الجزائري لكرة القدم منذ أشهر عديدة.

معدّل قراء الجريدة الورقية بحدود خمسمائة ألف قارئ، وأشير إلى ثمة خصوصية لها صلة بالموضوع، فزوار الموقع الالكتروني في الغالب هم من سكان المدن، بينما يتناقص عدد الزوار في الولايات الداخلية والمناطق البعيدة بسبب عدم وجود ثقافة النت، فضلا عن البطئ والهزال اللذين يطبعان واقع الإبحار في الشبكة العنكبوتية بالجزائر.

- صلاح بلعباس:
أشير إلى أنّ الوطن بصدد بناء موقع إلكتروني جديد، بوجه جديد وبحيوية جديدة، في هذا الشأن، تم تعيين رئيس تحرير الموقع الالكتروني لصحيفة الوطن، وشيئا فشيئًا سيجري تدعيمه بنحو عشرة صحافيين يجرون حاليًا تربصًا تحت إدارة الخبير quot;جان ستارنquot; المختص في تحرير قواعد التحرير الالكتروني، وذلك بالشراكة مع المدرسة العليا للصحافة بمدينة ليل الفرنسية.

bull;هل تؤثّر الانترنت (بكل ما تتضمنه من صحف إلكترونيَّة ومنتديات ومواقع اجتماعيَّة ومدونات وما يُعرف بـ (صحافة المواطن) على الصحافة المطبوعة؟ وكيف؟
-العربي زوّاق: أكيد تلك سنة التطور، فالجزائر تدرك تحولات عميقة بفعل الاستعمال المكثف للتكنولوجيات الحديثة والوسائط الاتصالية المبتكرة من لدن طلائع الجيل الجديد، وهو ما يقودني إلى الجزم بأنّ الهيمنة الحالية للصحافة الورقية لن تطول، لأنّ تطور الأشياء سيقلب الأمور.
-صلاح بلعباس: أكيد هناك تأثير، فالصحف الإلكترونيَّة والمنتديات والمواقع الاجتماعيَّة والمدونات وغيرها، صارت جسورا تسوّق الأخبار بسرعة فائقة وعلى المباشر، على منوال موقع (ذو لايف) الأمريكي.
الجزائريون أصبحوا ينشرون الخبر كسلوك اجتماعي رائج، وبعدما كانت الظاهرة محصورة في فئة الشباب، الآن اتسعت وشملت شرائح وفئات عمرية أخرى.

مخاوف مسيري الجرائد معتبرة إذا نظرنا إلى ما يجري في الدول الرائدة، وأجزم أنّ الاستثمار الأكبر في المستقبل القريب والعاجل منصب على الاتجاه إلى المواقع الالكترونية، عبر إنشاء مواقع جذابة تشتغل 24/24 ساعة، وينشط فيها أفضل الصحفيين والتقنيين، ووفق برامج تقنية حديثة تُعنى بخلق محتوى جزائري ونقل وجهة نظر جزائرية، ذاك هو الرهان الأكبر برأيي.


bull;هل تشعرون بتهديد من رواج الإعلام الالكتروني؟
العربي زوّاق: ليس تهديدا، الصحافة الإلكترونية قادمة في الجزائر لكن في المستقبل البعيد، أتوقع أن تبقى محدودة في المدى المنظور، وذلك راجع برأيي للثقافة العامة السائدة في البلد.
-صلاح بلعباس: لا أرى في الإعلام الإلكتروني تهديدا، بقدر ما أرى فيه حافزا يدفع إلى عدم الاكتفاء بميكانيزمات تقليدية، ويسهدم في الابتكار ومنح ديناميكية متجددة، ففي الزمن الحالي صارت المعالجة الالكترونية للخبر تفرض نفسها، والمستهلك يريد مادة دقيقة آنية، وهو اعتبار يفرض على الصحف الورقية اعتماد مقالات أكثر اختصارات، وبأسلوب مباشر وبسيط.

bull;اليوم، بماذا تتميّز الصحيفة المطبوعة عن الصحيفة الإلكترونيَّة؟
-العربي زوّاق: الصحيفة الالكترونية أسهل وأمتع، بيد أنّ العادة تبقى لتصفح المطبوع على الورق، والصحيفة المطبوعة مثل الكتاب لها لذة خاصة، ولأنّ العادة تزول أو تتغير، فإنّ الأمور ستتخذ وجهة أخرى.
صلاح بلعباس: أعتقد أنّ الأمر في الجزائر يتعلق بمنظورين، فالصحيفة الورقية يمكن تداولها في أي مكان وأي وقت، بينما الالكترونية في البلد ليست كذلك، باعتبار أنّ النت ما زال بطيئًا وسرعة تدفقه محدودة في الجزائر، بجانب عدم انتشار نظام (الويفي) محليًا.

من جانب آخر، تتميز الصحيفة المطبوعة عن نظيرتها الإلكترونيَّة، بكون النسخة الورقية لها جاذبيتها مثلها في ذلك الكتاب، حتى في جانب الاشهار المادة الخبرية تتلاشى ، بينما المادة الإشهارية تبقى وهي حافز مضاعف للمؤسسات الاقتصادية وسائر المتعاملين.


bull;معظم الصحف الورقيَّة لديها طبعة الكترونيَّة. لكن الملاحظ أنَّ بعضها يكتفي بنقل محتوى العدد اليومي الى الأنترنت من دون تحديث الاخبار على مدار النهار، لماذا؟
-العربي زوّاق: لأنّ التجربة محدودة، في الجزائر لم تعط الأهمية المطلوبة للطبعات الالكترونية، وهو ما جعل الأخيرة الأضعف والأهزل، لكنها الآن تتطور من شهر إلى آخر، لأنّه لا بدّ من التكيف، ومن لم يتطور ستجرفه الأحداث.

-صلاح بلعباس: المشكل كامن في قلة الموارد البشرية، الجرائد الجزائرية وخصوصًا الوطن لم تتوصل إلى تكوين طاقم تحرير يعمل فقط في الموقع الالكتروني، كما أنّ المراسلين عبر الولايات يعانون في نقل الخبر.


bull;انتشار الثقافة الالكترونية في مجال التعليم الالكتروني (E-learning)، والحقيبة الالكترونية للطالب، وزيادة استخدام التجارة الالكترونية (E-Commerce)، هل تلمسون تغيّرًا في العادات الاتصالية لدى الجمهور؟
-العربي زوّاق: بالفعل، طالما أنّ الجيل الجديد يتفاعل يوميًّا، المسافة الفاصلة الحاجة للتواصل والتفاعل بشكل مختلف ومبتكر، أشعر شخصيًا لما ألاحظه منتعاطي أبنائي مع الأشياء أنّ كل شيء تغيّر، وذاك أمر مفهوم وطبيعي.

-صلاح بلعباس: الجزائريون لا يمكن لهم الانفصال عما يجري عالميًا، فعلى الرغم من كل العراقيل والنقائص، إلاّ أنّ الجزائري منفتح جدًا على الخارج ويولي اهتمامًا خاصًا بالتكنولوجيات الحديثة، كما أنّ له دراية بهذه التكنولوجيات قبل وصولها قبل الجزائر، وهو ما يجعل منه مستهلك افتراضي ومستعد لهضم أي تكنولوجيات جديدة، وألفت إلى أنّ الجزائري لا يتكاسل عن رصد المال اللازم لمواكبة كل ما هو تكنولوجي مستحدث.

bull;الدول العربيَّة باتت اليوم أكثر جهوزيَّة من الناحية التقنيَّة لاستقبال الصحف الالكترونيَّة، مع هذا التطور: هل تلغي الصحافة الالكترونيَّة نظيرتها المطبوعة أم تمثل دورًا مكملاً لها؟ كيف؟
-العربي زوّاق: أعتقد أنّ عملية التحول في الجزائر ستتم على مراحل، وهذا التحول أيضا سيتم في هدوء، وستبقى الصحافة المكتوبة لسنوات مقبلة أكثر تأثيرا من نظيرتها الالكترونية، وقد تنتظر الأخيرة نحو 30 سنة قادمة لتأخذ مكان المطبوعة.
التطورات تفرض نفسها، لو بإرادتي quot;ستظلّ المطبوعة أقوىquot; لكن التكنولوجيات الحديثة تفرض واقعًا مغايرًا، حتى وإن كنت أتمنى أن يكون هناك تكامل بين النمطين.

-صلاح بلعباس: لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيجري مستقبلاً، لكن ما يجري في الدول الرائدة يعطي صورة عما سيكون عليه الوضع في الجزائر، فالعالم يتجه إلى نمط استهلاكي الكتروني، وكل المؤشرات تدعم هذا التوجه.

bull;هل تعتمدون على وسائل الاعلام الالكترونيَّة كمصدر للأخبار؟
-العربي زوّاق: نعم أكيد، نعتمد على المواقع الالكترونية كمصدر للأخبار، وذاك أمر واضح نتكئ عليه، على غرار ما نوظفه في القسم الرياضي وما إلى ذلك.
-صلاح بلعباس: هي فقط مكمّل وفي بعض الأحيان منبّه، من حيث أسبقيتها في نشر الأخبار ومختلف المعلومات، لكننا في صحيفة الوطن نفضل الاعتماد على مصادرنا الخاصة.

bull;هل تعتقدون أنَّ أخلاقيات الإعلام ومفاهيم ومواثيق المهنة تأثرت مع رواج الإعلام الالكتروني؟
-العربي زوّاق: تأثرت كثيرًا، لأنّ الإعلام الالكتروني على ما ينطوي عليه من سرعة، يصاحبه أحيانًا عدم التأكد من صدقية الخبر، وقد يُصاغ بصيغة الشك، وهذا العامل أثّر كثيرًا على أخلاقيات المهنة.
-صلاح بلعباس: صحيح الممارسة المهنية للصحافة في الجزائر تأثرت سلبًا، ليس بدافع من سوء نوايا ممارسي الإعلام الالكتروني، لكني أعزو المسألة إلى عارض التساهل في نشر الأخبار لعدة اعتبارات.

bull;تكنولوجيا الاتصال خلقت أنماطًا اتصاليّة جديدة، تستند الى العديد من المميزات التي تزخر بها الانترنت وتفتقر إليها وسائل الاعلام التقليدية، أين ترون الصحافة الالكترونيَّة اللا ورقيَّة بعد عشر سنوات؟
-العربي زوّاق: الأمر خاضع لمعطيات غير متوفرة، لكن أتوقع أنّه بعد عشر سنوات ستتقدم الصحافة الالكترونية كثيرًا، وستقطع شوطًا عملاقًا.
-صلاح بلعباس: طريقة الحوار والتواصل في الجزائر عبر وسائط متعددة، بالإضافة إلى انتشار استعمال الانترنيت سيؤدي لا محالة إلى أخذ مؤسسات الإعلام الالكتروني حصة الأسد لاحقًا، لكن لا ينبغي التسرع في إصدار هذا النوع من الأحكام، وأذكّر هنا بما قيل سابقًا عن اندثار الكتاب، والشيء نفسه بالنسبة إلى الفاكس.

على الرغم من ذلك، ستظلّ الصحف والمجلات ثروة إنسانية يجب أن تبقى، والمسألة مرهونة بانتشار التكنولوجيات وسعر الخدمات.

bull;إيلاف، التي تحتفل بإتمام تسع سنوات أونلاين، وتبدأ بعامها العاشر، كيف تقيّمون تجربتها؟
-العربي زوّاق: هي تجربة رائدة، وأضحت مصدر معلومات، أيضا صارت إيلاف نافذة على كثير من التطورات في عالم الإعلام، ومنبرا للإطلاع على الآخر.
وبحكم التطور الطبيعي، سيكون لإيلاف في عشريتها الثانية، مجالاً أوسع للانتشار والحضور الآني المتميّز.

-صلاح بلعباس: لإيلاف رنين خاص يعكس مدى توضح الرؤية، كما أنّها غير مكتفية بشريحة ما، ويبهرني كون إيلاف ممتدة على مدار الزمن ممتدة، وتأقلمها الدائم.
أثمّن في إيلاف رهان الانطلاق والايمان ووضوح الرؤية، فهي نشأت في فترة لم تكن فيها الساحة الإعلامية العريبة تفتقد فقط إلى مواقع، بل كانت أيضًا في مرحلة بداية بناء الصحف.

لذا فإنّي أعتبر إيلاف تجربة حديثة خرجت عن التقليد السائر، وشكّلت سابقة مكّنت القارئ العربي من العثور على ضالته في موقع يفيده ويستقي منه الأخبار باستمرار.
أرى أنّ إيلاف مثلها مثل قناة الجزيرة فتحت الطريق، فلا يمكن لأي خائض في الميدان، أن يغض النظر عن مُنجزات إيلاف تماما مثل ما فعلته الجزيرة.