دخلت منظمات سياسية وجمعوية جزائرية الاثنين في حالة قصوى من الاستنفار غداة اختفاء 32 رعية جزائرية في غزة غداة اعتداء إسرائيل على أسطول الحرية. ونقلت اخر كلمات وصلت من قبل المختفين تأكيدهم على أنّ الموقف متشنج مع وجود بوارج حربية وطائرات إسرائيلية تحلّق بشكل مكثف فوق السفن.

جهل مصير عبد الرزاق مقري قائد السفينة الجزائرية

الجزائر: شكّلت أحزاب: حركة السلم ndash; النهضة ndash; الإصلاح ndash; العمال، فضلا عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتنظيم الجماهيري quot;أكاديمية المجتمع المدنيquot;، خلية أزمة لبحث مصير 32 جزائريا شاركوا في قافلة شريان الحياة (4)، حيث كان الوفد المذكور انطلق قبل عشرة أيام بقيادة الدكتور عبد الرزاق مقري، وتكون من شخصيات وممثلي منظمات سياسية وجمعيات، فضلا عن رجال أعمال وإعلاميين وشباب وطلبة ونساء.

وفي تصريح خاص بـquot;إيلافquot;، أفاد أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم، أنّ اجتماعا ضمّ ممثلين عن التنظيمات المذكورة أفضى إلى بدء حراك يكفل معرفة الحقيقة بشأن مصير المواطنين الذين انقطع أي اتصال بهم منذ الثانية من صباح يوم الاثنين، وكانت آخر كلمات مواطنيه المختفين هي تأكيدهم على أنّ الموقف متشنج مع وجود بوارج حربية وطائرات إسرائيلية كانت تحلّق بشكل مكثف فوق سفن الأسطول.

وبحسب سلطاني، ستتولى خلية الأزمة الاتصال بالخارجية الجزائرية لحملها على التحقيق في مصير الجزائريين (بينهم ثماني نواب، أربع نساء، أربعة إعلاميين فضلا عن أساتذة وشباب وطلبة) ويُعتقد أنّ هؤلاء هم حاليا رهن الاحتجاز داخل إسرائيل.

وفيما لم يتسن الاتصال بمسؤول حكومي حول الموضوع، دانت وزارة الخارجية في بيان لها، بأقصى شدة الاعتداء العسكري الإسرائيلي، ووصفته بـquot;الجبان والإجراميquot; اذ طال أسطول سلام، ودعت إلى رد فعل quot;حازم وجماعيquot; من طرف المجموعة الدولية.

من جهته، ذكر محمد جمعة المتحدث باسم حركة مجتمع السلم، أنّ اتجاها تقاطعت بشأنه قيادات الأحزاب الأربعة رفقة تنظيمي العلماء والمجتمع المدني، يقضي بإنشاء تنسيقية محلية تعمل على وضع إستراتيجية محددة للتعاطي مع الوضع، كما كشف جمعة عن تشكيل لجنتين تضمان ناشطين سياسيين وإعلاميين ومحامين لتسريع الأشياء، في حين طار وفد برلماني جزائري إلى تركيا للتنسيق مع نظرائهم الأتراك وعموم الدول التي شارك رعاياها في قافلة الحرية.

زعيم حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني

وشدد جمعة لـquot;إيلافquot; على وجود نية إسرائيلية للتستر على الجريمة المقترفة بحق الوفود المشاركة في أسطول شريان الحياة، وأقرّ جمعة بأنّ الجزائر لم تكن تتوقع حصول الاعتداء،quot; لكن الشيء إذا جاء من معدنه لا يُستغربquot;، على حد تعبيره، مشددا على أنّ الجريمة لن تمر دون عقاب، والمطلوب التحرك على كل الأصعدة، بينما اعتبر quot;محمد جهيد يونسيquot; القيادي في حركة الإصلاح الجزائرية، إنّه ينبغي توظيف هذا الاعتداء لتحريك سواكن القضية الفلسطينية وفك الحصار المضروب على فلسطينيي الداخل والخارج.

في غضون ذلك، دان الحزب الحاكم في الجزائر quot;جبهة التحريرquot; بشدة quot;الاعتداء الإجراميquot; ودعا كل المؤسسات الدولية إلى quot;التصديquot; للممارسات الإرهابية الإسرائيلية.

وقال عبد العزيز بلخادم زعيم تشكيلة الغالبية، إنّ إسرائيل quot;طفلا مدللا من قبل الغربquot;، كما تساءل بلخادم الذي يشغل أيضا منصب وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس، عن سبب سياسة الكيل بمكيالين تجاه هذا (الطفل المدلل)، منتقدا ضمور الضمير الغربي المنادي بحقوق الإنسان بينما يوجد شعب محاصر بأكمله.

من جانبه، دعا التجمع الوطني الديمقراطي المجتمع الدولي وعلى رأسه هيئة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها كاملة، وطالبت القوة السياسية الثانية في الجزائر، بتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.