قالت مصادر إعلامية واستخبارية أن قوات من الكوماندوس الاسرائيلي تتواجد فوق الأراضي الإيرانية، وفي وقت قالت فيه المصادر أن إسرائيل تسعى لنشر ثلاث غواصات من صنع ألماني في مياه الخلي، من جهة ثانية قالت تقارير صحافية أن إيران تقوم باستخدام ميناء دبي لتهريب معدات حاسوبية والكترونية متطورة تخدم برنامجها النووي.

أشرف أيو جلالة: مع استمرار حالة الجدل الدائرة حول طبيعة البرنامج النووي الإيرانيquot; وما تردد خلال الساعات الأخيرة عن احتمالية فرض عقوبات جديدة على طهران في مجلس الأمن في المستقبل القريبquot; أزاحت اليوم تقارير صحافية بريطانية النقاب عن أن إيران تقوم باستخدام ميناء دبي لتهريب معدات حاسوبية والكترونية متطورة تخدم برنامجها المثير للجدل الخاص بتخصيب اليورانيوم المحظور بموجب عقوبات الأمم المتحدة.

ووفقاً للتفاصيل التي أوردتها صحيفة quot;صنداي تلغرافquot; البريطانية في عددها الصادر اليوم الأحد بخصوص تلك الصفقة الأخيرة التي تمت في هذا الاتجاهquot; فإن إحدى الشركات الإيرانية ذات الصلة ببرنامج إيران النووي قد تحصَّلت على نُظم تحكم من واحدة من أبرز الشركات المُصنِّعة للإلكترونيات في ألمانيا. وقد تم التفاوض على الصفقة مع شركة تجارية بارزة في دبيquot; باعت في ذلك الحين لإيران مجموعة من المعدات الإلكترونية لاستخدامها في مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم.

ويأتي الكشف عن تفاصيل تلك الصفقة وسط مخاوف متنامية في الغرب من أن تكون إيران قد قامت بالفعل بإنهاء التعليق الذي سبق لها وأن فرضته على برنامج أسلحتها النووية. وتلفت الصحيفة في هذا السياق إلى ذلك التقدير الاستخباراتي الذي سبق لوكالات الاستخبارات الأميركية أن أصدرته في نهاية عام 2007quot; والذي خلص إلى أن إيران قامت بتعليق محاولاتها التي بدأتها عام 2003 لتطوير قنبلة ذرية. لكن تقييماً مفصلاً للبيانات التي تقدمت بها إيران خلال الآونة الأخيرة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فييناquot; قد جعل المسؤولين الغربيين يخلصون إلى أن إيران قد أنهت ذلك التعليقquot; وأنها استأنفت العمل الآن على برنامج تسلحها العسكري.

وهو ما قالت الصحيفة إنه سيفسر تلك المحاولات المتجددة التي تقوم بها إيران لتهريب معدات محظورة عبر دبي. وأشارتquot; وفقاً لما تحصَّلت عليه من معلومات حصرية حول تلك الصفقة الأخيرةquot; إلى أنه قد تم تهريب معدات ألمانية عالية الجودةquot; من ضمنها أجهزة كمبيوترquot; وأجهزة تحكمquot; وبطاقات اتصالquot; وكابلاتquot; إلى إيران.

وكشفت الصحيفة في هذا السياق عن أن تلك المعدات قد تم بيعها إلى إيران من دون علم الشركة الألمانية المُصنِّعة لها بواسطة شركة وسيطةquot; يوجد مقرها في دبيquot; وتستخدم شهادات مزورة ومنتهية الاستخدام لشركات في آسياquot; رغم حظر بيع التكنولوجيا التي يمكن استخدامها في البرنامج النووي الإيراني بموجب قرارات مجلس الأمن.

وفي هذا الإطارquot; تمضي الصحيفة لتشير إلى إن المعدات قد تم تسليمها لشركة كالاي للكهرباءquot; تلك الشركة الإيرانية المعرضة أيضاً للعقوبات بسبب ارتباطها الوثيق ببرنامج إيران النووي. وتعتبر تلك الشركة هي المسؤولة عن شراء وتطوير أجهزة الطرد المركزي التي يتم استخدامها في مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم.

وفي مقابل ذلكquot; نفت إيران تلك الاتهامات المتعلقة بعمليات التهريبquot; مؤكدة ً أن برنامجها النووي سلمي مائة في المائة. وقال سفيرها لدى لندنquot; رسول موحديانquot; إن بلاده ليست في حاجة لاستيراد أو تهريب مكونات تقنية. بينما قد بدأ الشهر الماضي مسؤولون أميركيون وآخرون من الأمم المتحدة تحقيقاً حول الطريقة التي نجحت إيران في الحصول من خلالها على صمامات نووية وغيرها من المكونات المحظورة من شركات أجنبية في خرق لقرارات الأمم المتحدة.

وأشارت الصحيفة من جانبها إلى أن هؤلاء المسؤولين قاموا الآن بتوسع نطاق تحقيقاتهم لتشمل دبيquot; التي تتعرض بالفعل لضغوطات شديدة من جانب واشنطنquot; لمنع نقل التكنولوجيا إلى إيران.
يجدر الإشارة إلى أن السلطات في إمارة دبي قد سبق لها العام الماضي أن منعت بيع معدات مُصنَّعة من قِبل شركة quot;سيمنزquot; الألمانية للإلكترونيات إلى إيران عبر شركة quot;ساين تيكنيكquot; التي يوجد مقرها في دبيquot; وأن شركة quot;سيمنزquot; قد تعهدت من وقتها بألا تورد أي من المعدات التي تقوم بإنتاجها إلى طهران.

ومع هذاquot; تنقل الصحيفة عن مصدر بارز من داخل الأمم المتحدةquot; قوله: quot; مازال يمتلك الإيرانيون القدرة على تهريب تكنولوجيا متطورة عبر دبي لاستخدامها في برنامجها النوويquot; عن طريق شهادات مزورة ووسطاء لا ضمير لهم. ونحن بحاجة لأن تكون السلطات في دبي أكثر صرامة لمنع نقل هذه المعدات إلى إيرانquot;.

في حين قال مسؤول غربي بارز في مجال مكافحة حظر انتشار السلاح النووي :quot; عندما تنظر بالتفصيل إلى ما أعلنته إيران مؤخراً بشأن برنامجها النوويquot; ستجد أن الاستنتاج الوحيد الذي يمكن استخلاصه هو أن إيران تمتلك هدفاً واحداً فقطquot; هو صنع أسلحة نوويةquot;.

الكومندوس الاسرائيلي في إيران

من جهة ثانية قالت صحيفة quot;صنداي تايمزquot; البريطانية أن وحدات من الكومندوس الاسرائيلي تتغلغل باستمرار داخل الأراضي الإيرانية المتاخمة لتركياquot; ومنطقة الحكم الذاتي الكردي في شمال العراقquot; ومن حدود أفغانستانquot; وعبر بحر قزوين في أقصى شمال إيرانquot; ومن ثم من منطقة مياه الخليج إلى مناطق الأهواز.

وذكرت المعلومات التي تداولتها بعض عواصم دول الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوعquot; أن هذه وحدات عسكرية إسرائيلية تتألف كل واحدة منها من 10 إلى 16 فرداquot; تجمع معلومات عن التواجد العسكري الإيراني في أطراف البلاد وخصوصا في المناطق الكردية والعربية وعلى امتداد الحدود مع أفغانستان وباكستانquot; وفق صحيفة quot;السياسةquot; الكويتية.

كما أن بعض تلك الوحدات يصل إلى أعماق إيران للحصول على صور ومعلومات حول المنشآت النووية والصاروخية ومصانع الأسلحة التقليديةquot; وكل ذلك يتم بمساعدة عملاء إيرانيين محليين معارضين لنظام الرئيس محمود احمدي نجادquot; ينسقون مع الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية.

غواصات إسرائيلية في مياه الخليج

وكشفت صحيفة quot;صنداي تايمزquot; النقاب عن ان البحرية الاسرائيلية تستعد لنشر ثلاث غواصات تمتلكها، وهي المانية الصنع من طراز quot;دولفينquot; في مياه الخليج العربي بالقرب من السواحل الايرانية، وان هذه الغواصات مزودة بصواريخ عابرة من طراز توما هوك الاميركي ذات رؤوس حربية نووية.

وقالت الصحيفة ان ارسال الغواصات الثلاث هذه يأتي وسط قلق اسرائيلي من ان تستخدم ايران وسورية وحزب الله في لبنان صواريخ بالستية شديدة القدرة التدميرية ضد القواعد الستراتيجية العبرية مثل المفاعلات والمخازن النووية والقواعد الصاروخية والجوية في مختلف انحاء اسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين دفاعيين غربيين واسرائيليين تأكيدهم ان الغواصات الاسرائيلية الثلاث quot;دولفينquot; وquot;تيكوماquot; وquot;ليفياثانquot; ابحرت في مياه الخليج، الا ان الهدف من نشرها هناك الان هو تأمين وجود بحري اسرائيلي قرب ايران بشكل دائم.

وذكر ضابط كبير في قيادة اسطول هذه الغواصات -رفض ذكر اسمه- ان من مهام هذه القطع البحرية المتطورة، القيام بعمليات رقابة مستمرة، وجمع معلومات استخبارية عن تحركات البحرية الايرانية وعما يحدث على اليابسة، اضافة الى انزال عناصر من الموساد الاسرائيلية quot;الاستخبارات الخارجيةquot; الى اراضي ايران.

وبامكان اسرائيل استخدام هذه الغواصات في توجيه ضربات صاروخية الى المنشآت النووية الايرانية في حال تقررت الحرب لازالة البرنامج النووي الايراني، اذ ان صواريخ quot;كروز- توما هوكquot; البالغ مداها 1500 كيلو متر وتحمل رؤوساً نووية او تقليدية شديدة الفاعلية التدميرية يمكنها بلوغ اي نقطة على الخريطة الايرانية.