أجمع قادة من حركتي فتح وحماس وكذلك من المستقلين على أن المصالحة الفلسطينية باتت أقرب من أي وقت مضى، وأن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية حمل معه إلى غزة في زيارته الأخيرة أفكارًا جديدة بهذا الشأن.

بدت الأجواء السياسية الفلسطينية أكثر تفاؤلاً بعد الأنباء التي تتحدث عن تحريك كامل في ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية بعد زيارة أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى لغزة قبل خمسة أيام، وأنعكس التفاؤل على إرتياح عامل للشارع الفلسطيني بقرب التوصل إلى إنهاء إنقسام فلسطيني دام لأكثر من ثلاث سنوات.

وأكد أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح الدكتور أمين مقبول أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح وقيادات الحركة، وافقوا على إدراج التحفظات التي وضعتها حركة حماس على ورقة المصالحة الفلسطينية، كوديعة في جيب جامعة الدول العربية، على أن تؤخذ تلك الملاحظات أثناء تطبيق ورقة المصالحة المصرية.

وقال مقبول لإيلاف quot;نحن في حركة فتح لا نمانع ذلك بالبته. فالحركة تتعاون بشكل كامل مع أي مبادرات من شانها إنهاء الإنقسام الذي أثر على مكونات المجتمع الفلسطيني وحياتهquot;. وأشار إلى أن تنسيق تام كان بين أمين عام جامعة الدول العربية وبين القيادة الفلسطينية بشأن المصالحة، quot;وهو ما دعا الدكتور موسى لطرح أفكاره بشكل عملي جدًّا على حماسquot;.

واعتبر أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أن حركته تنتظر توقيع حماس على الورقة المصرية. وقال لإيلاف quot;لم يعد لحماس ما يمكنها من التراجع، ففتح وافقت على كافة التحفظات التي وضعتها حماس، ووافقت كذلك على إيداع تلك التحفظات لدى جامعة الدول العربية، ولم يبق لحماس غير التوقيع على الورقة المصرية، ونحن بإنتظار ذلك في أي ساعة، ما لم يحصل تراجعٍ ما من قبلهمquot;. ورأي أن الإنقسام يجب أن ينتهي تمامًا لأن إستمرارة quot;يثقل على كاهل المواطنين الفلسطينيين الذين أثقلتهم الحرب والحصار الإسرائيليquot;.

وكانت القيادة المصرية قد صاغت ورقة تفاهم بين الفلسطينيين بعد جولات متعددة للتنظيمات الفلسطينية في القاهرة. وتبنت مصر ورقة مصالحة فلسطينية داخلية، وقعتها حركة فتح، إلا أن حماس أبدت تحفظات على تلك الورقة ولم توقعها حتى اللحظة.

من جانبه، أكّد إسماعيل رضوان الناطق بإسم حركة حماس أن الدكتور عمرو موسى طرح أفكارًا على حركة حماس خلال زيارته الأخيرة لغزة لإنهاء الإنقسام بين الفلسطينيين. وقال الناطق بإسم حماس لإيلاف quot;من حيث المبدأ نحن وافقنا على تلك الأفكار، وندرسها بشكل معمق الآنquot;.

وأضاف quot;الأفكار الجديدة التي طرحها الدكتور موسى، وهي تبني الدول العربية كافة من خلال جامعة الدول العربية لتلك الملاحظات التي وضعتها حماس على ورقة المصالحة المصرية، هو ما حرّك ملف المصالحة من جديد في إتجاه أكثر إيجابيةًquot;. وقال quot;حماس تدرس مجمل هذه الأفكار التي تتركز في إيجاد مخارج للملحوظات على الورقة المصرية وإمكانية تنفيذها لتحقيق المصالحة، بحيث يتم التوقيع على التفاهمات الفلسطينية الفلسطينية والورقة المصرية، بحيث تمثل مرجعية واحدة لعملية المصالحة وتنفيذهاquot;. وأوضح أن هناك حراكاً في طرح الأفكار.

وبعكس الأيام السابقة، حيث أبدت حماس عدم رغبتها في زيارة الوفد الذي شكله الرئيس محمود عباس لغزة للتوصل إلى تقارب بين حركتي فتح وحماس المتخاصمين، قال الناطق بإسم حماس رضوان quot;نحن نرحب بأي وفد وحتى شخص بمفرده، يمكنه أن يقرب وجهات النظر بين الحركتين تمهيداً لإنهاء الإنقسامquot;.

من ناحيته، أكد منيب المصري،رجل الأعمال الفلسطيني المعروف ورئيس الوفد الذي شكله الرئيس الفلسطيني، أن الوفد سيلتقي الأخير اليوم لوضع الترتيبات اللازمة لزيارة الوفد الموسع الذي يضم قيادات كبيرة في حركة فتح وأعضاء مهمين من منظمة التحرير الفلسطينية.

وقال المصري لإيلاف quot;الفرصة الآن مهيأة تماماً لإنهاء الإنقسام بين حركتي فتح وحماس أكثر من أي وقت مضى، فإلتزام جامعة الدول العربية بأخذ ملاحظات حماس بجدية بعد توقيع ورقة المصالحة المصرية، يعبر عن الجدية الكاملة للدول العربية وعلى رأسها مصر الشقيقة في طي الملف برمته وإعادة الوضع لما كانت عليه قبل الإنقسام.