أكدت المرجعية الشيعية في لبنانأن الدعوة الاخيرة التي أطلقها الداعية السعودي أحمد بن سعد بن حمدان الحمدان الغامدي استاذ الدراسات العليا في قسم العقيدة في جامعة أم القرى إلى سحب الاعتراف بالمذهب الشيعي، لا تستند الى اي مرجع شرعي في وقت فضل حزب الله عدم التعليق على الموضوع.

إقرأ ايضا في إيلاف

البريك والغامدي يثيران جدلاً محليًّا واقليميًّا برؤى مذهبية

يقول النائب السابق حسن حب الله (حزب الله) لإيلاف عن طلب الداعية السعودي الغامدي سحب الاعتراف بالمذهب الشيعي إن حزب الله لا يعلِّق على هكذا مواضيع لانه ذات حساسية مذهبية، وحزب الله حريص على الوحدة بين المسلمين وكل الامة، ويضيف ان العلاقات السنية الشيعية على افضل حال.

إيلاف اتصلت ايضًا بمكتب العلامة السيد محمد حسين فضل الله وتحدثت مع الشيخ حسين عبد الله حول الموضوع واعتبر ان هذا الطلب يعبِّر عن رفض لاحد المذاهب الاسلامية الاساسية وهو المذهب الشيعي، وهذا لا يعبر عن التزام بالقرآن، لان الالتزام به يفرض الالتزام بالمذاهب التي تعمل به من ضمنها المذهب الشيعي الذي هو مذهب اهل البيت وهم اوصياء النبي وذريته وحلفاؤه، لان النبي (صلعم) أوصى بذلك. اما كيف يؤثر هكذا طلب من الداعية السعودي في العلاقات السنية الشيعية؟ فيجيب:quot;اكيد يجب الا يؤثر ذلك في وحدتنا وتمسكنا بهذه الوحدة وسعينا اليها، وهذا الطلب مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا يؤثرفي وحدتنا مع سائر اخوتنا المسلمين، اما فقهيًا على ماذا استند الداعية السعودي في طلبه؟ فيجيب :quot;لا وجود لاي مستند شرعي الا التعصب والرفض للآخر وهو امر منبوذ في ديننا وشرعنا لان المسلمين يشكّلون ابناء دين واحد.

وهكذا طلب رفضه الازهر، وعمّا كان سيحصل لو استجاب له فيجيب: quot;اتخيل انه لن يستجيب له ابدًا حتى نتصور العكس، لانه من الطبيعي جدًا رفضه من قبل الازهر. وهناك بعض مشايخ الازهر وهو الشيخ محمود شلتوت اقر بالمذهب الشيعي كمذهب اسلامي الى جانب المذاهب الاخرى، ويضيف ما دام الازهر رفض هذا الطلب فما الداعي للبحث في حقه الرفض او القبول، لان الازهر لم ير الحق له في قبول هكذا طلبquot;.

وكان شيخ الازهر د. أحمد الطيب وصف الدعوة التي طرحها احد الدعاة السعوديين إلى أن يسحب الازهر اعترافه بالمذهب الشيعي الاثنا عشري بانها مرفوضة ولا يمكن لاحد ان يقبلها، مشيرًا الى ان موقف الازهر الثابت هو تحقيق الوحدة بين المسلمين.

وكان الداعية السعودي أحمد بن سعد بن حمدان الحمدان الغامدي استاذ الدراسات العليا في قسم العقيدة في جامعة ام القرى قد استنكر على علماء الازهر الاعتراف بالمذهب quot;الاثنا عشريquot; وجعله مذهبًا فقهيًا كبقية مذاهب الامة.

واضاف د. أحمد الطيب في تصريحات خاصة لـ quot;الوطنquot; ان السنة والشيعة هما جناحا الامة الاسلامية، وانه عبر أربعة عشر قرنًا هي عمر الاسلام لم يحدث ان اقتتل السنة والشيعة، لافتًا الى ان ما يحدث بينهما الآن هو محاولة للنيل من المسلمين عبر سلاح التقاتل المذهبي.

واكد شيخ الازهر ان التقريب بين المذاهب الاسلامية احد اهم اهتمامات الازهر الشريف خلال الفترة المقبلة مشيرًا الى ان الاختلاف بين السنة والشيعة في الفروع فقط وليس في الاسس والثوابت التي يقوم عليها الدين.

وقال د. احمد الطيب ان الازهر لا يفرق بين سني وشيعي طالما ان الجميع يقر بالشهادتين فذلك يأتي ضمن منهج الازهر الشريف في نشر مفاهيم الاعتدال الفكري والعقائدي.

ورحّب شيخ الازهر د. احمد الطيب بالطلاب الشيعة من ايران ومن انحاء العالم المختلفة للدراسة في الازهر منوهًا بوجود توافق مع عدد كبير من العلماء الشيعة داخل ايران في ما يخص مسألة عدم التبشير للمذهب الشيعي في اوساط السنة او العكس.

واكد د. احمد الطيب ان الازهر يسير ويتمسك بدعوة التقريب بين السنة والشيعة التي قادها شيخ الازهر الراحل محمود شلتوت مع المرجع الشيعي تقي الدين القمي عندما اسسا دار التقريب بين المذاهب الاسلامية.